الدم الفلسطيني يعيد قضيته الى الواجهة

في 30مارس/اذار 2018 شرّعت مسيرة العودة الكبرى أعلامها كاول آلية لتنفيذ قرار الأمم المتحده بحق العوده , ثم توالت المسيرات على مدار ايام الجمعه من كل أسبوع , وأصطُنِعت آليات منها الطائرات الورقية المشتعله التى أتت على زراعات الصهاينه وأشعلت النيرات فى منازل بعض المستوطنين , وأنساب الدم الفلسطينى يروى الأرض العطشى لأهلها , بعدأن غزاها القحط من دنس المستوطنين وروثهم , وأسقط الشعب الفلسطينى طائرات العدو بدون طيار(بأختراع لمقاوم صغير-ينم عن عبقرية المقاومة) التى كانت توجه لقنص المناضلين ولتطفىء الحرائق التى اشعلها الشعب الفلسطينى فى ابتداعه لأشكال المقاومة , فعبقت المجتمع الأسرائيلى بالدخان وأختنق الطغيان وهو اعجاز فى شرع المقاومة الممنوع عليها ان تمتلك أى انواع الدفاع عن النفس فى مواجهة الأحتلال .

جن جنون العدو الصهيونى وشن الغارات تلو الغارات بطائراته المُدجنه بالصواريخ الحديثة الطراز ,على الشعب الفلسطينى الأعزل , فسال دم الرضع من الأطفال والشابات المسعفات والشيوخ والنساء , يروى الأرض , لتنبت جيل جديد من الصغار تربى على أن الصراع مع أسرائيل صراع وجود , وعلى كرهه لحكام العرب العملاء , الذين تدنوا فى صفقة القرن , وتمسكوا بكامب ديفيد وأوسلو ووادى عربه , وخاصةحكام فنطايس الجاز فى الخليج هؤلاء الذين مولوا الحروب على فلسطين والعرب ,من خلال تمويل مصانع السلاح الأمريكية التى تدار عجلة أنتاجها من اجل عيون الأستيطان الصهيونى والمحافظة على أمن أسرائيل من محيطها المقاوم.

تصاعدت مسيرات العوده على حدود الأرض الفلسطينية المحتله كل أسبوع من يوم الجمعة، وبدت فعالياتها ذات تأثير سلبى على المجتمع الأسرائيلى وأرهقت جنود جيش الأحتلال وصاروا غير أمنين رغم كل مايحاطون به من من اجهزة اليكترونية وحماية جوية , فجرح منهم من جرح وقتل آخرون وأختطف القليل – لكن جيش أسرائيل لايقوى على التعبئة المستدامة وتؤرقه طول مدة الأنتفاضة والمقاومة العنيدة التى لاتكلوالمسيرات التى تواجه الرصاص بالصدور العارية , فأوكل الى تابعيه من الحكام العرب مهمة التهدئة , وتصارع البعض وحاولت اجهزة حكم عربية أن تنا فس الأخرى لتثبت لحكام الصهاينة أنها الأجدر بمهمة الدفاع عن أمن اسرائيل وأمن المواطن الأسرائيلى وفى ذلك فوزاً بالخنوع للأمبريالية الأمريكية .

فى مواجهة مسيرات حق العودة المستمرة وأنتفاضة الشعب الفلسطينى وابتكاره لآليات من النضال ضد العدو الصهيوني كتفعيل وتكتيك على طريق استراتيجية عودته الى دياره فى فلسطين – ثار حكام الخليج واجهزة بلدانهم الحكومية على العلاقة المتوارية الحميمة خلف الأبواب وغير الشرعية مع اركان حكومة تل ابيب وجهازها المخابراتى (الموساد) , وأشتعل شيطان هذه العلاقة الى العلن وبدون مواربه صارت الأحضان الدافئه تجسد اللقاءات بين غوانى تل ابيب وافراد من حكومات الخليج

ففى أبو ظبى دنست وزيرة الرياضة الأسرائيلية عارية الساقين مسجدها فى حضرة المسئولين الحكومين، وفى الدوحه رفع علم أسرائيل بفوز رياضيها هناك وبكت وزيرة الرياضه فرحا على هذه اللحظة الفارقه، لكن قمة العار تجلت فى مسقط حين استقبل السلطان العُمانى نتنياهو ومعه صناع قتل المناضلين الفلسطنين من الموساد، وفى المنامه حدّث ولاحرج عن لقاءات علنيه للصهاينه واحاديث وزير الخارجية البحرينية فى حب اسرائيل وعداء فلسطين , وقمة الدراما جسدها محمد بن سلمان ( المنشار)فى استقباله رئيس الوفد الانجيلي الصهيونى ، جويل روزنبرغ حيث بدأ اجتماعه مع الوفد بتناول الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومهندس الثورة الإيرانية آية الله الخميني، معتبراً إياهما قد دمرا المنطقة وتسببا بمشاكل كبيرة للمملكة العربية السعودية , وفى ذلك تقديم لحب اسرائيل , وعداء لعدوها اللدود جمال عبد الناصر , وتصفية لقضية شعبنا الفلسطينى .

هذا السفور الذى لاح من خلال مجون الخليج مع العدو الصهيونى , كان لاِخراج صفقة القرن للوجود تلك المؤامرة التى دشنت فى الرياض وما تفرع عنها من ناتو عربى يجمع دول الخليج ومصر والأردن وامريكا واسرائيل فى مواجهة ايران وحزب الله وسوريا , وهم من يمد المقاومة الفلسطينية بالصواريخ التى تؤرق اسرائيل وتضج مضاجع مستوطنيها – صارت مؤامرة صفقة القرن تدخل مرحلة خطيره , حين أردوا ان ينقلوها الى الشعب العربى خاصة الشعب المصرى , عقب صدور تصريحات رئيسه التى طالت الشعب السورى , فأنبرى التلاسن بين البعض هنا وهناك , وصار أيضا على أثر مباراة كروية بين فريق مصرى وأخرتونسى , وهذا التلاسن الشعبى عاد من جديد اثر تصريحات طائشه من نائبه كوييتيه دونيه وعنصرية ردا على ضرب كويتيات لسيده مصريه تعمل بالكويت , كل ذلك لايفوت الموساد واجهزة المخابرات العربية المتحالفة معه ,لخلق العداء و الديموجاجية بين أفراد الشعب العربى والهائه عن مؤامرة صفقة القرن أو على الأقل لتحييده عن مساندة الشعب الفلسطينى فى نضاله .

وسط هذا الجو الملبد بالغيوم والثعابين , أدرك شعبنا الفلسطينى من للعدى السند المجيد , فأخذ ناصية الأمور بيده , وثار معتمدا على النفس والشرفاء وعلى الله , وتصدى للعدوان الموسادى وأكتشف الجواسيس ,وقتل منهم وجرح جنود العدو وأنباء عن اسرى من الصهاينة المعتدين، وأنهمرت صواريخ الكورنيت السورية من حصون المقاومة الفلسطينية تجهض صفقة القرن الدنيئة،، وتمحو عار أسلو ووادى عربة وكامب ديفيد اللعينة , وتعرى لقاءات حكام الخليج مع أركان حكومة أسرائيل لتجردهم حتى من ملابسهم الداخليه , وهرع قطعان المستوطنين الى الملاجىء مهزومين ,

وأصيبت حافلة جنود صهيونية بصاروخ مقاوم فقتلت وجرحت العديد، وأستقال ليبرمان أعترافا بالهزيمة التى تجلت فى عدم تحقيق لواء جولانى لأهدافه وأكتشاف أمره وسقوط قائده صريعا على يد المقاومة .

بالدم الذى سال من بنات فلسطين وأطفالها وشيوخها , شحذت المقاومة همتها ونضالها وجردت الحسام من غمده، فليس له بعد أن أراد عملاء صفقة القرن ومن تقاطروا وراء ترامب فى ناتو عربى ضد فلسطين وسوريا وحزب الله, غمدِه.

وروت دماء الشهداء أرضنا العطشانه لخُطى اهل فلسطين .

فيا شعبنا العربى قبِّل شهـــيدًا على أرضهـــا

                دعا باسمها الله و استــشهــدا

فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ

                وجلّ الفــــدائــي و المُــفتــدى

فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ

                  فـــــإمًا الحياة و إمــا الـــرَّدى.

*مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى