في مؤشر على الهزيمة.. ليبرمان يعلن استقالته من حكومة نتنياهو ويدعو الى انتخابات مبكرة

في مؤشر واضح على الانهزام والانقسام الاسرائيلي، اعلن اليوم وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان استقالته من منصبه في حكومة نتنياهو، ودعا الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وتأتي استقالة الوزير ليبرمان نتيجة للتباين في المواقف بين الوزير المستقيل ليبرمان ورئيس الحكومة نتنياهو، والعلاقة التي اتسمت بخلافات حول عدة محاور، كان آخرها حول وقف اطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي المستقيل، افيغدور ليبرمان، قد دعا أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب “يسرائيل بيتينو” الذي يتزعمه الى اجتماع طارئ اليوم الاربعاء.

وأضاف ليبرمان في دعوته لأعضاء كتلته البرلمانية انه سيدلي بتصريح هام للإعلام بعد ختام الجلسة المذكورة عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الاربعاء.

وفي تسويغ الأسباب التي دفعته الى الاستقالة قال ان ادخال 15 مليون دولار الى قطاع غزة خلافا لرغبته كوزير امن، ولكن بتعليمات خطية من رئيس الحكومة، كما انه كان ضد التريث في اخلاء التجمع السكاني البدوي خان الأحمر، ولكن رئيس الحكومة نتنياهو هو من اصر على عدم اخلاء التجمع السكاني.

وذكر ليبرمان ان عدد صواريخ حماس باتجاه إسرائيل كانت نحو 500 صاروخ ولكن الرد الإسرائيلي لم يكن مناسبا متناسقا مع هذا الخطر، وهو لم يكن وفقا لرؤيته، وانما لرؤية رئيس الحكومة.

وتأتي استقالة ليبرمان بعد عدة أسابيع من المواجهات بينه وبين رئيس الحكومة نتنياهو حول مسألة تعيين قائد الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي وحول الوضع المتوتر في جنوب إسرائيل.

وقال ليبرمان في هذا الصدد: “ليس سرا ان ثمة تباين في المواقف والآراء بيني وبين رئيس الحكومة في الأشهر الأخيرة، في موضوع الكنيست والوقود القطري لقطاع غزة”.

وأوضح ليبرمان انه عارض ادخال الوقود الى قطاع غزة ولكنه اضطر الى الرضوخ لأوامر رئيس الحكومة الخطية بهذا الشأن، وذات الامر بشأن مسألة ارجاء اخلاء التجمع السكاني البدوي خان الأحمر في محيط القدس.

وقال ليبرمان: “بالرغم من الاختلاف في المواقف، فلم ابحث عن أسباب للاستقالة، حاولت البقاء كعضو مخلص في الحكومة حتى لو كلفني ذلك ثمنا انتخابيا ومساسا بالهيبة”.

وقال ليبرمان: ” إن ما حصل أمس في موضوع التسوية مع حماس كان بمثابة رضوخ للإرهاب. ما من تعريف آخر او معنى آخر لذلك. اننا كدولة نشتري الهدوء لفترة قصيرة بثمن باهظ جدا وهو المساس بأمن الدولة على المدى البعيد”.

وتحدث ليبرمان في عرضه لأسباب استقالته ان عدة محاور طرأ عليها تباين في المواقف بينه وبين رئيس الحكومة، اضطر معها الى التحلي بالصبر والقبول بموقف رئيس الحكومة على مضض، غير ان بعض هذه القرارات لم تعد تسمح له بمزيد من المرونة ليواصل تأدية مهام منصبه مما دفعه الى الاستقالة.

وردا على سؤال احد الصحافيين، قال الوزير المستقيل، ان استقالته تعني استقالته كتلته البرلمانية كذلك من الائتلاف الحكومي، وهو ما يستدعي التفكير بجدية وفي اسرع فرصة ممكنة لتحديد موعد الانتخابات العامة حتى يتمكن الساسة المسؤولون من ادارة البلاد على احسن وجه وحتى تنتهي بسرعة حالة عدم الوضوح جراء الوعوعة السياسية الحالية.

يذكر ان جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، لم تصوت على قرار التهدئة وانما تم اتخاذ القرار من قبل رئيس الحكومة ودعم غالبية الوزراء للموقف الذي اتفق عليه كافة رؤساء الاذرع الأمنية الذين حضروا الجلسة وقدموا تقاريرهم فكانت جميع هذه التقارير تدعو الى الموافقة على العرض المصري بقبول وقف اطلاق النار ومنح حماس فرصة أخرى.

وكان كافة المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الذين حضروا جلسة الحكومة امس التي استغرقت سبع ساعات متتالية، قد ادلوا بتقديراتهم بأن القبول بما يعرضه الوسيط المصري هو افضل الإمكانيات المتوفرة، وعليه تم إقرار هذا الموقف بدون تصويت، وقال رئيس الحكومة نتنياهو بعد ذلك انه تم اتخاذ القرار بالاجماع بدون تصويت.

وتقول وسائل اعلام عبرية ان ليبرمان اعتبر هذه الطريقة لاتخاذ القرار مناورة محكمة قام بها نتنياهو للالتفاف على معارضة بعض الوزراء، وهو ما اغضب ليبرمان الذي تبين لاحقا انه في موقف الأقلية في معارضة التهدئة بشكلها الحالي الى جانب ثلاثة وزراء آخروين.

ومن الجدير بالذكر، ان خلافات حادة داخل الائتلاف الحكومي بين حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان وبين حزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينت حول طريقة التعامل مع “مسيرات العودة”. فكان الوزير بينت يأخذ على الوزير ليبرمان بأنه لا يتعامل مع هذه المسيرات بالحزم الكافي.

ويبقى السؤال هل سيعلن الوزير ليبرمان ظهر اليوم انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي أم انه سيقدم استقالته من منصبه وزيرا للأمن فقط؟

تجدر الإشارة الى انه في ساعة مبكرة من يوم أمس الثلاثاء، وقبل اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرار القبول بالتهدئة، طالبت حركة حماس في بيان لها، رئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو بإقالة وزير الامن ليبرمان إذا كان فعلا يرغب بالتهدئة. وبدا هذا المطلب مناكفة الخصوم اثناء المواجهات، ولكن إذا استقال الوزير ليبرمان من وزارة الامن او انسحب وحزبه من الائتلاف الحكومي، فإن ذلك يعني ان مطلب حماس قد تحقق في نهاية الامر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى