المعارضة التركية تعتبر أردوغان شريكاً بقتل خاشقجي لانه سمح للقتلة بالمغادرة

اعتبر كمال كليتشدار أوغلو، رئيس “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر قوة سياسية معارضة في تركيا، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شريك في جريمة قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

وقال كليتشدار أوغلو، امس الثلاثاء، خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه، حسب ما نقلته جريدة “زمان” التركية: “أطلق أردوغان سراح القتلة… إن الذي سمح بذهابهم شريك في الجريمة”.

وأضاف كليتشدار أوغلو متسائلا: “القتلة جاؤوا بالطائرة ونزلوا في الفنادق، وارتكبوا الجريمة، ورجعوا إلى بلادهم بكل أريحية. من سمح لهؤلاء القتلة بالذهاب؟ وبأي ذريعة ذهبوا؟”.

وتابع كليتشدار أوغلو، الذي تصفه وسائل الإعلام التركية والدولية بزعيم المعارضة في تركيا: “كما ذهب القس الأمريكي هم أيضا ذهبوا بالطريقة نفسها. غادر القتلة. على الأقل لم يكن القس قاتلا. لكن القتلة غادروا البلاد عبر مدخل VIP بكامل الأريحية”.

وتساءل السياسي التركي البارز: “لماذا لا تستخدم الحكومة التركية حقها طبقا للقانون الدولي في قضية خاشقجي؟ كان لا بد من محاصرة القنصلية واعتقال القنصل. هناك نماذج وأمثلة في العالم لمثل هذه الحالات”.

وسبق أن وجه كليتشدار أوغلو انتقادات لاذعة للسلطات التركية بسبب تهاونها مع قضية خاشقجي، متعهدا بأنه سيقدم دعوى قضائية ضدها لسماحها لمنفذي قتل الصحفي السعودي بمغادرة تركيا.

واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” والمعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر/تشرين اول الماضي إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية وضرورية للزواج من خطيبته التركية، خديجة جنكيز، التي انتظرته لساعات أمام المبنى.

وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تحقق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر/تشرين اول، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.

لكن لاحقا أعلنت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت “وفاته” نتيجة “اشتباك بالأيدي” نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأنه قتل على يد فريق أمني سعودي وصل إلى المدينة في 2 أكتوبر/تشرين اول الماضي وضم 15 فردا، مشددة على أنهم ومن وراء هذه المجموعة “تجاوزوا صلاحياتهم” ومن ثم حاولوا “التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه”.

بدورها، أكدت النيابة العامة في اسطنبول أن خاشقجي قتل خنقا جراء خطة تم إعدادها مسبقا وجرى تقطيع جثته والتخلص منها بهدف إخفاء الجريمة، فيما شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن الأمر بقتل الصحفي صدر عن أعلى مستويات حكومة المملكة، متعهدا محاسبة كل المسؤولين عن هذا الحادث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى