معركة امنية حامية تدور بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي حول بيع العقارات المقدسية

 

دارت في الآونة الأخيرة، وما زالت تدور، معركة حامية بين السلطة الفلسطينية وبين إسرائيل حول بيع العقارات في القدس الشرقية.

فقد اندلعت هذه المعركة قبل عدة أشهر حين قررت السلطة الفلسطينية شن حملة لمنع أي فلسطيني من أهالي القدس الشرقية من بيع أراض لليهود او لجمعيات اليمين الاستيطاني.

وينظر الفلسطينيون لكل من يبيع عقاره في القدس الشرقية لجهات يهودية ولا سيما يمينية استيطانية، على انه خيانة وطنية تخضع للتحقيقات من قبل السلطة الفلسطينية.

ويدير هذه التحقيقات عادة مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع أجهزة الامن الفلسطينية، بل وفي حالات كثيرة تنشط هذه التحقيقات من داخل القدس الشرقية، وهو ما يعتبر في نظر السلطات الإسرائيلية مخالفا للقانون الإسرائيلي، نظرا لاعتبار القدس الشرقية تحت السيادة الإسرائيلية، حسب القانون المزعوم بتوحيد القدس عاصمة لإسرائيل الصادر في مطلع الثمانينات.

وعلى صعيد مشابه، فقد جرت الشهر الفائت لقاءات بين حمائل تعتبر من كبيريات الحمائل الفلسطينية في محيط القدس من قرى مختلفة، وتم خلال هذه اللقاءات تداول طرق التصدي لظاهرة بيع الأراضي لليهود. وأقيمت هذه اللقاءات في اعقاب الضغط الذي تمارسه السلطة الفلسطينية بما في ذلك من خلال ممثليها المسؤولين في القدس الشرقية.

يذكر ان مطلع شهر تشرين اول/أكتوبر المنصرم، قد شهد تصعيدا ملحوظا إذ اعتقلت المخابرات الفلسطينية عصام عقل من اهالي القدس الشرقية الذي يحمل بطاقة “مقيم” إسرائيلية. “فقد كان عصام عقل يتواجد في رام الله حين طلب منه التوجه الى مكاتب المخابرات هناك، وعندها طلب منه التوقيع على وثيقة”، وفقا لأقوال زوجته التي اضافت انه على مدار أسبوع كامل لم يكن ذووه يعلمون ما مصيره او اين يتواجد الى ان أبلغت المخابرات الفلسطينية بأنه معتقل. ورغم ذلك فلم يسمحوا عندها لزوجته بأن تلتقيه او ان تتحدث اليه.

ونظرا لأن عصام عقل يحمل الجنسية الامريكية أيضاً، فقد توجهت زوجته الى القنصلية الامريكية في القدس وعندها تسنى لها ان تلتقيه. وقالت الزوجة: “انه في حالة نفسية صعبة للغاية، طلب الخروج لإجراء فحوصات في المستشفى ولم يسمحوا له بذلك”.

في المقابل أوقفت الشرطة الإسرائيلية بعد ذلك بأسبوع، عدنان غيث، محافظ القدس لدى السلطة الفلسطينية. وفي ذات الوقت اعتقلت السلطات الإسرائيلية جهاد فقيه، الضابط الفلسطيني المسؤول عن محافظة القدس من جانب المخابرات الفلسطينية. وهي اعتقالات تعتبر خارجة عن المألوف. غير ان هذا الضغط لم يأتي بنتيجة. وتم اخلاء سبيل الاثنين بعد عدة أيام بينما بقي عصام عقل في المعتقل الفلسطيني في رام الله.

وفي يوم الخميس الفائت اعتقلت الشرطة الإسرائيلية من جديد عدنان غيث للتحقيق عدة ساعات أفرج عنه بعدها، فيما داهمت الشرطة الاسرائيلية في القدس، اجتماعا نظمته السلطة الفلسطينية في ناد يقع في حي باب العامود في القدس الشرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى