باستثناء الانظمة العربية.. دول العالم تكذّب مزاعم السعودية حول اغتيال خاشقجي وتطالب بكشف الوقائع الحقيقية

ما ان اعلنت السلطات السعودية اعترافها فجر امس السبت بوفاة الكاتب المغدور جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول، جراء شجار واشتباك بالايدي بينه وبين عدد من السعوديين، حتى توالت ردود الافعال العالمية المشككة  في هذه الرواية الساذجة، وغير المصدقة لما ورد فيها من وقائع واسباب .

فقد قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن البيت الأبيض يشكك سرا بالرواية السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وبحسب الصحيفة، فقد انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة تفسير السعودية لوفاة خاشقجي في وقت متأخر من السبت، قائلا إنه “من الواضح أنه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب”.

وفي الوقت نفسه، دافع ترامب عن النظام الملكي الغني بالنفط، بحسب الصحيفة، قائلا إنه “حليف لا يصدق” وظل مفتوحا أمام احتمال أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يأمر عملاء سعوديين بقتل خاشقجي.

وقال ترامب في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة “واشنطن بوست”: “لم يخبرني أحد أنه المسؤول. لم يقل لي أحد إنه غير مسؤول. لم نصل إلى هذه النقطة.

وقالت الصحيفة: “ادعاء المملكة بأن خاشقجي قُتل بعد مشاجرة داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، قوبل بسيل من الشكوك الدولية، يوم السبت، حول كيف يمكن لفريق من العملاء السعوديين السفر إلى إسطنبول لمقابلة خاشقجي، ثم قتله في نهاية المطاف، دون علم أو موافقة ولي العهد”.

وقال ترامب، في وقت سابق، إنه من المحتمل أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن لديه علم بملابسات وفاة خاشقجي (59 عاما).

وقال ترامب إنه سيتحدث مع الأمير محمد. وبالنسبة للحلفاء الغربيين سيكون أحد الأسئلة الرئيسية في قضية خاشقجي هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، والذي نقل إليه الملك مهمة إدارة الأمور اليومية في السعودية، ليس له دور.

وقال ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع السعودية ومع ولي العهد، وإنه يشعر بقلق إزاء عدم معرفة مكان جثة خاشقجي.

كما تزايدت الدعوات امس لمعاقبة من دبّر ونفذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، بعدما أعلنت الرياض فجرا أنه قتل إثر وقوع شجار بينه وبين عدد من الأشخاص داخلها.

الأمم المتحدة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “انزعاجه الشديد” إثر تبلّغه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقال غوتيريش في بيان قدّم فيه تعازيه إلى أسرة خاشقجي وأصدقائه إنّه “يشدّد على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف في ظروف وفاة خاشقجي وعلى المحاسبة التامّة للمسؤولين عنه”.

الاتّحاد الأوروبي

طالبت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بتحقيق شامل في مقتل خاشقجي، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه المسألة.

وقالت موغيريني في بيان إن “الاتحاد الأوروبي وشركاؤه يشدّدون على ضرورة إجراء تحقيق معمّق ويتمتّع بالمصداقية وشفّاف يوضح ظروف مقتل (خاشقجي) ويضمن محاسبة جميع المسؤولين عنه”.

ألمانيا

اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل امس السبت أن الايضاحات التي قدمتها السعودية بشأن مقتل الصحافي السعودي “غير كافية”.

وقالت ميركل الى جانب وزير الخارجية هايكو هاس، “إن المعلومات التي قدمت حول سير الوقائع في القنصلية في اسطنبول غير كافية”. كما أعلن الاثنان أنهما يتوقعان من السعودية “أن تكون شفافة في كشف ملابسات الوفاة وأسبابها الفعلية”، وأن يتم الكشف عن “المسؤولين” عن ذلك.

فرنسا

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان امس  أن الإيضاحات التي قدمتها الرياض بشأن مقتل خاشقجي لا تقدم أجوبة على كل الاسئلة المطروحة، وطالب بـ”تحقيق شامل ومتقن”.

وقال الوزير الفرنسي في تصريح خطي “لا تزال هناك أسئلة كثيرة من دون أجوبة. وهي بحاجة لتحقيق شامل ومتقن لتحديد مجمل المسؤوليات والتمكن من محاسبة المسؤولين عن قتل جمال خاشقجي”.

بريطانيا

أعلنت الخارجية البريطانية أنها “تدرس التقرير السعودي وخطواتنا القادمة” مؤكدة أن قتل خاشقجي “وكما قال وزير الخارجية، عمل مروع ويجب محاسبة المسؤولين عنه”.

وأضافت: “نقدم تعازينا لعائلة جمال خاشقجي بعد تأكيد مقتله”.

كندا

ومن جانبها أصدرت كريستيا فريلاند، وزيرة الشؤون الخارجية، بيانا نشره موقع الحكومة الكندية، تعليقا على إعلان الرياض مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقال البيان: “تدين كندا مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الذي أكدت المملكة العربية السعودية حدوثه في قنصليتها في إسطنبول”.

وأَضاف البيان: “إن التفسيرات المقدمة حتى الآن تفتقر إلى الاتساق والمصداقية”.

وتابع:”كما نعرب عن تعازينا المخلصة لخديجة جينكيز أسرة وأحباء خاشقجي. إن الألم الذي يتحملونه نتيجة لهذه المأساة يدمي القلب”.

وأكد البيان الدعوة إلى تحقيق شامل فقال: نكرر دعوتنا إلى إجراء تحقيق شامل، بالتعاون الكامل مع السلطات التركية، ومحاسبة كاملة وصارمة للظروف المحيطة بوفاة خاشقجي.

وختم البيان: “يجب محاسبة المسؤولين عن القتل ويجب أن يقدموا للعدالة”.

مراسلون بلا حدود

حذر الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” كريستوف دولوار السبت من “المساومة” مع السعودية.

وكتب دولوار على تويتر أن “أي محاولة لإزالة الضغط عن السعودية والقبول بسياسة مساومة ستؤدي إلى إعطاء “ترخيص بالقتل لمملكة تحبس وتجلد وتخطف وحتى تقتل صحافيين يتجرؤون على القيام بتحقيق وطرح نقاش”.

من جانب آخر، دعت المنظمة إلى مواصلة “الضغوط” على السعودية عبر مقاطعة مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” وتجميد “المشاريع التجارية” مع الرياض.

بيت الإعلاميين العرب في تركيا

قال توران قشلاقجي رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا التي كان خاشقجي عضوا فيها، “نحن لا نطالب بالعدالة فقط بحق 18 متورطا، بل يجب معاقبة من أعطى الأوامر لهؤلاء أيضا”.

وقال قشلاقجي “الآن الشيء الوحيد الذي له أهمية، هو إعطاؤنا جثمان جمال خاشقجي، نريد أن نخرج بجنازته، ليشهد العالم كله وداع جمال خاشقجي الذي قتل في غرفة مظلمة بتفاصيل قاسية، ومحاولة إخفاء جسده، وكل من رفع صوته من أجل خاشقجي في باريس ولندن من الأصدقاء ندعوهم ليأتوا إلى اسطنبول”.

منظمة العفو الدولية

اعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان أن نتائج التحقيقات السعودية “غير جديرة بالثقة”، وأن “إجراء تحقيق مستقل “هو الضمانة الوحيدة بوجه ما يبدو أكثر فأكثر إخفاء سعوديا لظروف قتل خاشقجي”.

اليونسكو

أدانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الفرنسية أودرى أزولاى مقتل خاشقجي قائلة إنه “يذكر بالحاجة للنضال من أجل حرية الصحافة التي تعتبر أساسية للديموقراطية”. وأضافت أن “المحاسبة عن هذه الجرائم أمر غير قابل للتفاوض. أحض السلطات المعنية على إجراء تحقيق معمق في هذه الجريمة وإحالة المنفذين إلى القضاء”.

في المقابل، أشادت الإمارات ومصر والبحرين والاردن وسلطة عباس، وهي دول حليفة للرياض، امس السبت بقرارات الملك السعودي بشأن قضية خاشقجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى