ترامب الرئيس الأكثر صدقاً في أمريكا

ما بين السخط والرفض العربي سواء أكان جديا وصادقا كما هو معظم حال الشارع العربي الذي تنقصه القيادات الجدية، أو لرفع العتب كما هو حال الأنظمة العربية .. يمضي الرئيس الأمريكي  ذو التوجه الصهيوني البحت رونالد ترامب  في سياسته الواضحة وصدقه مع ناخبيه، بدءا من نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بأنها عاصمة الكيان الصهيوني الموحدة  ، ضاربا بعرض الحائط كل القوانين الدولية ذات الصلة، ومشرعا في الوقت نفسه للاحتلال ليصبح أمراً  واقعاً تفرضه القوة  .

ويعلن هذا الترامب بكل همجية ووقاحة سياسية أن سياسته تساعد على عملية السلام وتحركها بعد موتها العميق، ناهيك عن الشعار الانتخابي الذي رفعه  ويومها استنكره الجميع  وفي أمريكا ذاتها وهو  أن يجعل دويلات الخليج المحتل تدفع لأمريكا بدل حماية، وكان الطلب في حينه يبدو   مهيناً حتى للجندي الأمريكي ذاته وباعتراف قائده الأعلى أنه مرتزقة يحرس أنظمة خارج خارطة التاريخ ، ولولا وجود القواعد الأمريكية ما استمرت أسبوعين حسب قول ترامب حرفيا .

ورأينا التطبيق الفعلي لذلك الشعار بعد نجاح ترامب وإذا به  يجعل من هذا الشعار حقيقة  رآها العالم أجمع في آخر زيارة له مع ابنته وصهره للجزيرة العربية، وحصل على ما يقارب الخمسمائة مليار  صفقة واحدة، وابنته  حصلت على مليار دعم لمشروع خاص بها يقال أنه عن المرأة .

وها هو ترامب يعيد الطلب مرة أخرى  ببدل حماية من كل الأنظمة الخليجية وعلى رأسها بالطبع السعودية وطلبه الصريح  من الملك سلمان نفسه ، فماذا يعني ذلك غير  أن هذه الخاوة أو الجزية كما تسمى في الإسلام كانت تدفعها الأنظمة إياها من تحت الطاولة أو من خلال  الاستثمارات والمشاريع العملاقة والأرصدة المليارية  في الولايات المتحدة ؟.

واليوم وصل لرأس الهرم في أمريكا تاجر لا يؤمن إلا بلغة الأرقام.. فالرئيس ترامب هو أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يصدق مع ناخبيه بهذه الصراحة والشفافية التي لم تأت من فراغ ولكن لها معنى واحد وان اختلفت العناوين، هو أن هذه الأنظمة الناطقة بالعربية لم تعد ذات قيمة لأمريكا والمطلوب  أصبح أكبر من المشاريع والاستثمارات وشراء الأسلحة، أي أن المطلوب حلب هذه الأنظمة حتى آخر قطرة ثم إلقاءها في سلة المهملات، فهي لن تكون أهم من شاه إيران المخلوع الذي كان شرطي أمريكا في المنطقة والداعم ألأكبر للكيان الصهيوني لقيطها المدلل كما قال أحد السياسيين الأمريكيين .

لذلك لا يملك أي إنسان منصف الا أن يلحظ صراحة الرئيس الأمريكي ترامب وصدقه مع ناخبيه، سواء عجبنا ذلك أو لم يعجبنا فهو خاطب ناخبيه بكل هذه الصراحة وأوفى بما وعد  .

ولكن إلى متى تبقى  الأنظمة العربية كالنعامة ، ترامب تجلى أكثر وضوحا في قضية الإعلامي جمال خاشقجي  المتهم باخفائه أو قتله على الأرجح النظام السعودي كشفت وعرّت كل مزاعم ما يسمى بالقيم الأمريكية  على حقيقتها من خلال الابتزاز الواضح لنظام آل سعود، فالسياسة الأمريكية واضحة وترامب أصدق من عبر عنها، .. فهل تعيد أنظمة الصحراء وغيرها من ألأنظمة العربية العميلة لأمريكا النظر في سياستها وتعود إلى أمتها  إذا  كانت لا زالت تملك أبسط قواعد الحرية، أو إنها وهذا الأرجح  ستبقى تحلب  حتى تركل بالأقدام، كما ركل قبل ذلك شاه إيران  وأنور السادات وغيرهما الكثيرون .. والتاريخ مليء بالدروس والعبر  .

ولا عزاء للصامتين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى