دعا رئيس المكتب السياسي السابق لحركة “حماس” خالد مشعل امس الجمعة، جميع النخب في العالم الإسلامي كمفكرين وعلماء وسياسيين إلى صياغة معادلة دقيقة تجمع وتوازن بين همهم القطري والهم العام للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
ودعا مشعل ” الجميع لأن يعمل على تصميم خطة لتحرير القدس وفلسطين، ولا تقولوا حماس موجودة وهي تقوم بالأمر، صحيح، لكن لماذا أنت لا تبادر بخطة؟”.
جاء ذلك في كلمة مشعل بمؤتمر “أمة رائدة للقدس عائدة”، والتي انطلقت فعالياته امس الجمعة في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة أكثر من 700 شخصية عربية وإسلامية، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.
وقال مشعل في كلمته إنه “لا بد سريعًا أن نستحضر اللحظة التاريخية في مسيرة مقاومتنا للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وألخصها في 4 زوايا، الأولى أن مشروع تصفية قضية فلسطين تنمو يوما بعد يوم، ويطلق عليها صفقة القرن”.
وأضاف “لكن الأمر أكبر من ذلك، وإن لم يعلنوا عنها (صفقة القرن) بتفاصيلها، فقد بدأوا بخطوات عملية على الأرض من خلال إعلان القدس عاصمة دولة الاحتلال، وقضية الخان الأحمر، وشطب حق العودة، وتفتيت مؤسسة الأونروا، واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة إدماج إسرائيل في المنطقة، خاصة بعد أن حققت ثغرات في بعض الكيانات العربية والإسلامية”.
أما الزاوية الثانية- بحسب مشعل-فتتمثل في أن “الشعب الفلسطيني العظيم رغم معاناته المتراكمة منذ 100 عام، ما زال يقاوم، وهو الضمان لإفشال صفقة القرن وكل مخططات تصفية القضية”.
وحول الزاوية الثالثة رأى أن “المنطقة للأسف ومنذ سنوات مثقلة بأزماتها، فشغلوا عن القضية الفلسطينية، بعضها حقيقي وبعضها مصطنع، والجميع شغلوا عنا، ولم تعد فلسطين حاضرة بذلك الزخم، هناك من تعمد هذا الشيء، وأراد الترويج بأن إسرائيل هي الحل، وهذه الزاوية مزعجة جدا بالنسبة لنا”.
وفي الزاوية الرابعة والأخيرة أكد مشعل أن “الناس يظنون الأمة قد ماتت، فإذا ما حدث خطر على الأقصى أو حرب ضد غزة، تنتفض الأمة من أقصاها إلى أدناها. هذه اللحظة التاريخية وهذه الأرضية لا بد أن ننطلق منها”.
وطرح مشعل 4 مسارات للتحرك لنصرة قضية فلسطين لخصها في:
وحول المسار الأول، دعا مشعل “جميع النخب في العالم الإسلامي، كمفكرين وعلماء وسياسيين إلى صياغة معادلة دقيقة تجمع وتوازن بين همهم القطري (المحلي) والهم العام للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين”.
وشدد على أن “كل شعب من حقه أن يتطلع إلى الحرية والكرامة، والمعادلة باختصار اشتغلوا في أموركم القطرية وأبدعوا بها وانشغلوا بها، لكن لا تنسوا فلسطين، لا تفاضل بين ذاك وذاك، وكلما نجحت في همك المحلي نجحت في خدمة فلسطين”.
وطالب مشعل في المسار الثاني، أن “نرفع من سقف الأداء، نتوزع في جهدنا في كل أقطارنا لدعم قضيتنا الفلسطينية، نحن نريد أن نزيد من هذا الأداء، من خلال حماية القدس وإعطاء رسالة لأهل فلسطين أننا معكم، ورفع الحصار عن غزة، من حقها علينا أن نكسر عنها الحصار، من القريب قبل البعيد. لا نستحي من كلمة دعم المقاومة، لأنها حق مشروع”.
وحول المسار الثالث أضاف رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، أن “هناك خطورة للحظة التاريخية التي نعيشها اليوم، فلذلك أدعو الجميع لأن يعمل على تصميم خطة لتحرير القدس وفلسطين، ولا تقولوا حماس موجودة وهي تقوم بالأمر، صحيح، لكن لماذا أنت لا تبادر بخطة؟”.
وفيما يتعلق بالمسار الرابع، قال مشعل “نريد أن نكون في انتفاضة عامة، لنشكل نهضة كبيرة على مستوى الأمة الإسلامية، لنكون روادا بقدر استطاعتنا”.