اجتماع وزراء الخارجيّة العرب لحل أزمة ” أونروا “.. جعجعة بدون طحن

 

لم تفعل الرسميّة العربية شيئا ضدّ قرار الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب بوقف المساعدات الأمريكيّة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا ” سوى إصدار بيانات ” ندين ونستنكر ” التي نسمعها عادة بعد كل صفعة مهينة لأمتنا من ” صديقة قادة العرب ” الولايات المتحدة الأمريكية التي … يجودون … عليها بمئات المليارات من الدولارات مقابل مؤامراتها ضدّنا، وتحيّزها لعدوّنا، وعملها الدؤوب لتدميرنا.

وكالعادة المتّبعة في خداع الشعوب …. وحقنها بإبر المورفين الجاهزة لكل مناسبات الهزائم والانتكاسات والانهيارات العربية … عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في القاهرة لبحث تلك الأزمة وأصدروا بيانا أعربوا فيه بخجل عن … أسفهم … حيال قرار واشنطن بوقف المساعدات للوكالة وقالوا إن ” الحفاظ على هذه المنظّمة يعني احتراما لحق اللاجئين الفلسطينيين، وتأكيدا دوليا عليه، فيما أكّدوا مواصلة اتخاذ خطوات لمواجهة عجزها المالي”، وتبرّعت ثلاث دول نفطية بخمسين مليون دولار لحل المشكلة!

على راي المثل الشعبي ” إلى استحوا ماتوا “، ولا شك أن المسؤولين العرب فقدوا الحياء؛ إنهم يعلمون جيّدا أن الوكالة بحاجة إلى 217 مليون دولا على الأقل للاستمرار بتقديم خدماتها حتى نهاية العام، فما الفائدة إذا من عقد الاجتماعات التي تفشل فيها 22 دولة عربية في توفير هذا المبلغ البسيط مقارنة مع كرم بعض قادتها .. التريليوني .. ” بتاع ” آلاف المليارات التي يغدقونها على أمريكا ترامب وغيرها من الدول التي تستخفّ بنا ولا تحسب لنا حسابا وتبتزنا سياسيا واقتصاديا، وعلى بناء القصور وشراء الطائرات واليخوت الخاصة الباهظة الثمن، وعلى والمؤامرات والحروب العربيّة!

كل اجتماعات قادة العرب، ووزراء العرب، وكل مؤتمرات رجال الاقتصاد والسياسة والفكر والدين العرب التي عقدت خلال العقود الماضية لم تكن سوى عمليّات إدارة علاقات عامّة هدفها خداع وتخدير الشعوب، وتمييع المواقف، ولم ينفّذ من قراراتها سوى تلك التي كانت ضدّ العرب، ولم تخدم إلا أعداء العرب! فناموا ولا تستيقظوا أيها العرب حكاما وشعوبا في الوقت الذي ينتظر فيه العالم الإجابة على سؤال المرحوم نزار قباني ” متى يعلنون وفاة العرب؟”

* كاتب فلسطيني

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى