حفتر يهدد الجيش الجزائري بالويل والثبور لانه تدخل لانقاذ عائشة ابنة القذافي

في الوقت الذي تراجع فيه حفتر عن تهديداته للجزائر، بالدخول معها في حربٍ بسبب “استغلالها الأوضاع الأمنية في ليبيا”، كشف خبير جزائري عن تدخلات مماثلة للجيش الجزائري في ليبيا لإنقاذ واستقبال عائشة القذافي ومرافقيها.

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سطيف، قرن محمد إسلام، إن حديث حفتر عن رصد قواته تدخلات للجيش الجزائري على الحدود الغربية لليبيا وإن هذا الاختراق تكرر عدة مرات، وإنه أرسل ضابطا إلى الجزائر لإبلاغهم احتجاجه، وإن المسؤولين الجزائريين أبلغوه أنها حالات معزولة وفردية وستنتهي في ظرف أسبوع، وهو تراجع رهيب للدبلوماسية الجزائرية، وانحسار للدور الإقليمي لها، والمرتبط أساسا بالرئيس صانع السياسة الخارجية.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ”سبوتنيك”، أن الجميع ركز على تهديدات حفتر بشن حرب على الجزائر رغم عدم منطقيتها، وتجاهل الرد على الجزء الأول من تصريحاته، رغم أنها إن صحت وتأكدت فهي الأخطر، ويجب على الجزائريين التوقف عندها.

وكان حفتر  قد اتهم، خلال لقائه مع أعيان محليين في ليبيا، الأحد الماضي، الجيش الجزائري باستغلال وضع الحرب للدخول إلى الأراضي الليبية، مشيراً إلى أنه يراقب كل تحرك في التراب الليبي، وهدد بالدخول معها في حرب إذا تكرر دخول الجيش إلى الأراضي الليبية، إلا أن المتحدث العسكري باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري  خفف من حدة التصريحات، بقوله إن قواتهم اكتشفت “دخول بعض عناصر الجيش الجزائري إلى الأراضي الليبية وبعد التواصل مع السلطات الجزائرية، تبين دخول عناصر من قوات الدرك (تابعة للجيش) بالخطأ إلى ليبيا”.

وأوضح إسلام أن وجود عمليات عسكرية جزائرية تتجاوز العمل الاستخباراتي، وإن كانت محدودة ومعزولة داخل التراب الليبي، ولها وقت حيث تنتهي في أسبوع كما جاء في التصريح، هو خرق واضح للدستور القاضي بعدم تدخل الجيش خارج الحدود، ومنافيا للعقيدة العسكرية الجزائرية، ولا يخضع لمبادئ الدبلوماسية الجزائرية الثابتة التي لم تتغير منذ الاستقلال، لاسيما في مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول واحترام الجوار.

وشدد إسلام على أن تصريحات حفتر التي تعمدت الخارجية الجزائرية عدم الرد عليها، تفسح المجال  للتساؤل، عن من أعطى الموافقة لهذه العمليات (الرئاسة أم قيادة الأركان)، فضلا عن أسباب عدم مصارحة الجزائريين بها، لافتا إلى وجود تقارير إعلامية  تؤكد تكرار وقوع الواقعة نفسها، كتدخل الجيش الجزائري داخل الحدود الليبية في قضية اختطاف والي إليزي، وكذلك في قضية استقبال عائشة بنت القذافي ومرافقيها.

وأوضح أن الحكومة الجزائرية لم توضح للجزائريين، ما إذا كان هناك تحولا في الاستراتيجية والعقيدة الأمنية والدبلوماسية الجزائرية، أم مجرد تكتيك فرضته الظروف.

يُشار بهذا الخصوص الى اعلان هيئة المجموعة الليبية للسلام، التي تجمع ممثلين عن ثوار 17 فبراير/شباط، وقيادات من النظام السابق لمعمر القذافي وعملية الكرامة، عن مبادرة وطنية للسلم في ليبيا.

فقد صرح رئيس المجموعة الليبية للسلام، يوسف كاشونة، الممثل لمجموعة من قيادات النظام السابق في ليبيا في مؤتمر صحفي مشترك عقده الليلة في تونس مع ممثلين من تيارات مجتمعية مختلفة لطرح المبادرة، أن الخطة المقترحة للحل في ليبيا تتعلق “بمبادرة وفق رؤية علمية وعملية تأخذ بعين الاعتبار كافة العوامل الداخلية في البلاد “.

وأكد كاشونة، على أن “هذه المبادرة، التي تجمع قيادات من عملية الكرامة ومن النظام السابق وثوار 17 فبراير/شباط، تنطلق من صرخات المواطنين ودموع الفقراء والنازحين ومن براثن الفساد والإرهاب”.

وأفاد المتحدث، بأن وجود ممثلين عن كل الأطياف المحلية في ليبيا يعطي للمبادرة في حد ذاتها صورة مصغرة عن إمكانية إقرار مصالحة داخلية محلية بين كل الليبيين عبر حوار ليبي- ليبي.

وتلى باسم عاشوري، عضو المبادرة ممثلا لثوار 17 فبراير/شباط، نص المبادرة والخطوات الأربع، التي تتأسس عليها وهي إنهاء الحرب وحل التشكيلات المسلحة كخطوة أولى لاستتباب الأمن وتفويض صلاحيات رئيس المجلس الرئاسية إلى رئيس أزمة تتشكل من الكفاءات والشخصيات الوطنية، وعقد ملتقى للمصالحة الوطنية تحضره كل القوى السياسية والاجتماعية للاتفاق على مشروع وطني وميثاق سياسي شامل للمصالحة، وتكوين مجلس رئاسي انتقالي.

هذا وترتكز المبادرة الجديدة على تشكيل حكومة كفاءات وتكوين مجلس رئاسي وعقد مؤتمر وطني للمصالحة وحل التشكيلات المسلحة وتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى