السعودية قيد الخطر جراء تفاقم الصراع بين الاميرين احمد ومحمد على العرش

مجدداً تطفو على السطح انتقادات من داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، ضد سياسات الملك سلمان وابنه محمد على الصعيدين الداخلي والخارجي للمملكة.

هذه الانتقادات كانت وليدة مظاهرة احتجاجية أمام منزل الأمير السعودي أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق العاهل السعودي في العاصمة البريطانية.

وخلالها طالب المتظاهرون بضرورة تحميل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان، مسؤولية ما يجري بالمنطقة، في إشارة إلى التدخل السعودي في اليمن.

ورددوا عبارة “يسقط يسقط آل سعود، العائلة المجرمة” وهو ما دفع الأمير إلى سؤالهم: “لماذا تقولون ذلك؟.. وما شأن كل العائلة بهذا؟ هناك أفراد معينون هم الذين يتحملون المسؤولية”، حسب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

وعندما سأل هؤلاء الأمير أحمد عمَّن يتحمل المسؤولية في التطورات التي تشهدها المملكة داخلياً وخارجياً، أجاب الأمير: “الملك (سلمان) وولي العهد (محمد)، وآخرون في الدولة (لم يسمّهم)”.

وبعد ظهور مقطع فيديو التظاهرة انتشر هاشتاغ باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” نصه: “” فمن هو هذا الأمير؟

الأمير أحمد هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو ممَّن يطلق عليهم لقب السديريون السبعة.

كما شغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 – 2012)، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسّس، ويُشار إليه على أنه أقوى المرشّحين لخلافة الملك سلمان، ويمثّل أكبر تهديد لطموحات محمد بن سلمان.

تمكّن من مغادرة السعودية متوجّهاً إلى الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ ما عُرف بـ”مذبحة الأمراء” التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً، أبرزهم الوليد بن طلال، وعشرات الوزراء ورجال الأعمال.

وبغض النظر  عمَّا إذا كان الأمير أحمد سيظل على موقفه أم لا فإن المقطع الأخير المتداول عنه يراه بعض المتابعين أقوى رد فعل من الأسرة الحاكمة ضد الملك سلمان ونجله منذ 2015.

كما أن الأيام المقبلة مهمة في سياق الصراع الداخلي السعودي في قصور الرياض، خاصة أن الأمير أحمد اقتيد للإقصاء من منصبه كوزير للداخلية عام 2012 بعدما كان يهيئ نفسه لولاية العهد.

وتم استبداله بابن شقيقه الأمير محمد بن نايف، قبل أن يفر إلى أوروبا أواخر العام الماضي خوفاً من ملاحقة ولي العهد محمد بن سلمان.

ويبدو أن الأمير المنشق مستاء من السلطات والصلاحيات الواسعة التي باتت في يد ابن شقيقه ولي العهد، فقد كان واحداً من ثلاثة أعضاء من هيئة البيعة عارضوا تعيين بن سلمان، بل امتنع عن مبايعة ابن شقيقه عندما جرى تنصيبه ولياً للعهد.

وسبق للأمير أحمد أن رفض حضور حفلات استقبال رسمية دعا إليها شقيقه الملك سلمان، وعندما توفي شقيقهما عبد الرحمن بن عبد العزيز لم تُرفع سوى صورتين في حفل التأبين الذي دعا إليه.

وهاتان الصورتان كانتا لمؤسس المملكة عبد العزيز والملك الحالي سلمان، وكان واضحاً غياب صورة ولي العهد محمد بن سلمان لدرجة أنه عندما انتشرت على نطاق واسع، بذل “الذباب الإلكتروني” جهداً كبيراً للادعاء أن اللقطة كانت مزورة.

وتجنب حتى الآن الخوض في مصير أبناء أشقائه الذين ألقي القبض عليهم واحتجزوا في “الريتز كارلتون”، وكان بعضهم قد تعرض للتعذيب والمعاملة المهينة.

ولعله حظي بدرجة من الحماية الشخصية لكونه شقيق الملك، وهذا ما منحه حتى الآن الحرية في السفر إلى خارج المملكة إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن ربما يتغير وضعه الآن بعد ما صرح به في لندن الأسبوع الجاري.

ولدى الأمير أحمد أسباب شخصية للاستياء من الملك وابنه؛ فهو أصغر الأشقاء السديريين، وقد تم تجاوزه في مناسبتين اثنتين؛ إحداهما عندما شغر منصب ولي العهد، رغم أنه كان الأحق بذلك المنصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى