أردوغان يبتلع عنجهيته ويطلب وساطة الشيخ صباح الأحمد لدى ترامب

أثار الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدى وصوله إلى الولايات المتحدة، وقبل يوم واحد من لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، تساؤلات بشأن رغبة أنقرة في وساطة كويتية لتبريد خلافها مع واشنطن مراهنة في ذلك على العلاقات الوازنة لأمير الكويت لدى الأميركيين.

وذكرت مصادر عربية في العاصمة الأميركية أن أردوغان طرح مع أمير الكويت ملفات عدة من بينها العلاقات الأميركية – التركية متمنيا على الشيخ صباح إقناع الرئيس دونالد ترامب بأن تركيا ما زالت ركنا أساسيا في حلف شمال الأطلسي، وأنها تلعب دورا في دعم الاستقرار في المنطقة كلها وأن على الولايات المتحدة مساعدتها في ذلك ودعم هذا الدور.

وقالت هذه المصادر إن أردوغان أبلغ أمير الكويت أيضا أنّه متفق معه على ضرورة بذل جهود من أجل إنهاء الخلاف الخليجي مع قطر في ضوء تصاعد المواجهة الأميركية – الإيرانية.

وكان الرئيس التركي حرص في الماضي على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينه وبين الكويت مركزا على أهمية زيادة الاستثمارات الكويتية في بلده. وذهب في زيارته الأخيرة للكويت إلى طرح مشاريع محددة يستطيع الكويتيون الاستثمار فيها.

ويعتقد محللون أن الرئيس التركي، الذي فشلت شعاراته وتصريحاته النارية في التغطية على النتائج الكارثية التي تسبب فيها التصعيد مع الولايات المتحدة، يبحث عن وسيط تربطه علاقات قوية مع واشنطن للمساعدة في تبريد الخلافات والبحث عن مخرج لورطة العقوبات التي هزت من صورة الاقتصاد التركي وأطاحت بالليرة، ودفعت بوكالات التصنيف الدولية إلى دق أجراس الخطر بشأن مستقبله.

ويضيف المحللون أن أي جهة تتولى الوساطة تحتاج إلى أوراق بيدها، متسائلين ماذا يمكن أن يقدم أردوغان للشيخ صباح الأحمد للمساعدة في إقناع ترامب بالتهدئة المتبادلة. لا شيء في ظل الموقف التركي الرافض لإطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون المحتجز في أنقرة، والتصعيد المتواصل تجاه الأكراد المدعومين أميركيا.

وضيق الرئيس التركي على بلاده هامش المناورة بإثارة خلافات مع المحيط الإقليمي والدولي، مرورا بسوريا ودول الخليج ومصر واليونان والاتحاد الأوروبي، وصولا إلى الولايات المتحدة. وتكافح تركيا الآن لتطويق خسائرها في سوريا بعد تورط غير محسوب في الأزمة، وهي واقعة بين ضغوط روسية وسورية في إدلب من جهة، وضغوط أميركية في منبج ومناطق سيطرة الأكراد على الحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى