فشل اجتماع عباس بوكيل المخابرات المصرية في رأب الخلاف بين السلطة وحماس حول المصالحة والتهدئة 

كشفت مصادر فلسطينية تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، مع وكيل مدير جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء “عمرو حنفي”، أمس السبت في مدينة رام الله.

ونقل موقع اخباري خليجي عن المصادر (لم يسمها) قولها إن اللقاء لم يُحدث أي تقدم أو اختراق على صعيد العلاقات المتوترة منذ شهور بين السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” من جانب، والنظام المصري من جانب آخر، وذلك على خليفة تقارب القاهرة مع حركة “حماس” ووساطتها لإبرام اتفاق تهدئة مع (إسرائيل) يخفف الحصار المفروض على قطاع غزة، وتتجاوز فيه دور السلطة الفلسطينية.

وأوضحت المصادر أن الزيارة المفاجئة لوفد المخابرات المصرية لرام الله جاءت بعد ساعات قليلة من اتصال هاتفي جرى بين “عباس” والرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، تم التباحث خلاله في عناوين كان أبرزها “المصالحة، والتهدئة مع (إسرائيل)، والعلاقات الثنائية”.

وأضافت المصادر أن “عباس رفض، منتصف الشهر الماضي، استقبال الوفد المصري الذي زار رام الله وتل أبيب برئاسة مدير جهاز المخابرات اللواء عباس كامل، للتباحث في ملف التهدئة، بسبب حالة التوتر السائدة مع السيسي، وتدخل القاهرة في الملفات الفلسطينية الداخلية بطريقة أغضبت عباس كثيراً واعتبرها تجاوزاً غير مقبول”.

وتابعت: “عباس وافق على لقاء وفد المخابرات بضغط مباشر من السيسي”، مشيرةً إلى أن اللقاء لم يستمر لأكثر من 60 دقيقة، وكان فاتراً وغلفته الكثير من الدبلوماسية والمجاملة السياسية، بعيداً عن حقيقة الخلافات القائمة بين الطرفين”.

وأكدت المصادر أن “اللقاء فتح ثلاثة ملفات شائكة ومترابطة، كان أولها المصالحة الداخلية، فأكد الوفد المصري سعي بلاده لتحقيق مصالحة جادة وقريبة بين فتح وحماس، بناءً على التفاهمات الأخيرة التي جرى توقيعها بشهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما أكد عباس بهذا الملف أن لا مصالحة مع حماس إلا بتمكين عمل الحكومة في قطاع غزة، وتوحيد السلاح الموجود في القطاع”.

وأبلغ “عباس” الوفد المصري كذلك رفضه أي خطوات من طرف مصر تساعد في التخفيف عن حركة “حماس”، من بينها فتح معبر رفح وإدخال الوقود والسلع لغزة، معتبراً ذلك بأنه لا يقود لنجاح جهوده في الضغط على الحركة لتسليم غزة للحكومة، وتفشل أهداف العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضها على غزة مطلع أبريل/نيسان من العام الماضي.

وبحسب المصادر، فإن الملف الثاني الذي فُتح على طاولة اللقاء بين “عباس” ووكيل المخابرات المصرية كان التهدئة، فأبلغ الرئيس الفلسطيني الوفد المصري بكل صراحة أنه يرفض الجهد المصري المبذول بهذا الملف وتجاوز دور السلطة الفلسطينية المتعمد في المباحثات غير المباشرة التي تجري بين حماس” و(إسرائيل) بوساطة مصرية”.

وأضافت المصادر أن “عباس أوضح لوفد المخابرات موقفه النهائي من هذا الملف، وأنه يرفض أي تهدئة بغزة قبل إبرام مصالحة حقيقية وواضحة على الأرض مع حركة “حماس”، تبدأ بتسلم قطاع غزة بالكامل ودون شروط لحكومته التي سيرأسها رامي الحمد الله، ودون ذلك سيكون أمراً له نتائج عكسية وسلبية محلياً وإقليمياً”.

وفي رسالة تهديد أخرى ومبطنة، قال “عباس” للوفد المصري إنه لن يقف مكتوف الأيدي بهذا الملف، وستكون له خطوات “قريبة ومزعجة للجميع”، بحسب المصادر.

أما الملف الثالث الذي طرح في نهاية اللقاء، فكان العلاقات الثنائية ومحاولة ترميميها بعد التوتر الأخير، حيث أكد الطرفان ضرورة تجاوز الخلافات القائمة، فيما كشفت المصادر الفلسطينية أن “عباس” رفض دعوة مصرية لزيارة القاهرة ولقاء “السيسي”، وتذرع بأن وضعه الصحي لا يسمح له بالسفر.

وفي نهاية اللقاء، وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية “وفا” التابعة للسلطة، فإن الجانبين اتفقا على استمرار التواصل والتنسيق بينهما لتذليل كل العقبات التي تحول دون إنجاز المصالحة الوطنية بين حركتي “فتح” و”حماس” خلال الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى