نجيب محفوظ لم يكن ملك الرواية فقط بل سلطان النكتة ايضاً

عُرف الأديب المصري نجيب محفوظ بأنه ملك الرواية العربية وحامل جائزة نوبل وشخصية أدبية خالصة، ولكن الجديد الذي ظهر عن هذا الكاتب بأنه “ابن نكتة”، ولا يترك مناسبة إلا ويترك لها تعليقاً ساخراً.

الصحفي المصري محمد حامد سرد في سلسلة مقالات في صحيفة الجريدة “الكويتية”، تحت عنوان “حكاوي الراوي.. نجيب محفوظ”، الحياة الأخرى لصاحب جائزة نوبل للآداب.

ووثق حمادة في مقالاته عدة شهادات عن أصدقاء محفوظ، وكانت أبرزها لأدهم رجب، الصديق الأبرز، حيث قال: “كان نجيب يصحبنا في رمضان إلى مقهى الفيشاوي القديم، في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات، حيث كان أساطين النكت والتريقة على خلق الله”.

وأضاف: “كان نجيب يتمتع بقدرة غريبة في توليد الأفكار وتحويلها لنكت، بصوت جهوري للجالسين معه، وكان خارقاً في سرعة ابتداع الفكرة، وينطلق بالنكتة تلو الأخرى دون توقف”.

كذلك، جاء الصحفي حامد بشهادة الأديب المصري الراحل جمال الغيطاني، عن شخصية نجيب المرحة ويقول: “مجرد استعادة هيئة الأستاذ لحظة إلقائه النكتة أو توليدها أو نطقه القفشة يجعلني أبتسم”.

وفي كتاب “صداقة ممتدة” للكاتب زكي سالم، أحد أعضاء شلة “الحرافيش” (أصدقاء نجيب محفوظ)، يحكي أنه حين تقدم نجيب محفوظ في سنة 1930 للدراسة في كلية الآداب، واختار قسم الفلسفة، كان طه حسين عميد الكلية، وكان يستقبل الطلاب الجدد بنفسه، ليتأكد من خلال الحوار معهم أنهم أحسنوا اختيار الدراسة في أقسام الكلية المناسبة لهم.

وحين سأل العميد الطالب نجيب محفوظ عن سبب اختياره دراسة الفلسفة دون غيرها، عبر محفوظ عن رأيه، وأفاض في القول، حتى أوقفه طه حسين مداعباً وهو يقول له: “إنك حقاً تصلح لدخول قسم الفلسفة، فكلامك غير مفهوم”، وهذه الحكاية نجيب نفسه هو من حكاها.

ومن بين طرائف نجيب محفوظ أنه بعدما صدرت رواية “ثرثرة فوق النيل” وأثارت ضجة لانتقادها الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الستينيات، التقى نجيب بالصدفة أحد المسؤولين، وسأله عن المغزى الذي قصده في روايته على لسان بعض الشخصيات، فأجاب محفوظ: “ده كلام حشاشين”.

كما أن من التعليقات الساخرة لنجيب محفوظ، أنه في المرة الوحيدة التي ذهب فيها ليشاهد التمثال الذي أقيم له بميدان “سفنكس” بالمهندسين، فوجئ أن التمثال لا يعكس شكله، فعلق قائلاً: يظهر أن الفنان الذي صمم التمثال ده لم يقرأ لي سوى رواية “الشحاذ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى