درس للحكام العرب.. رئيس وزراء باكستان يتخلّى عن قصره وخدمه ويعتبر بلاده حليفة وليست عميلة لامريكا

قال رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان، في تصريح له يوم الأربعاء الماضي، إنّ بلاده ستكون حليفة للولايات المتحدة في السلام، لا في الحرب.

وأضاف خان في حديث لقناة محلية أنّه آن الأوان لأن تجعل الولايات المتحدة من باكستان صديقاً لا عميلاً، لأنها بحاجة إلى شريك للسلام للخروج من أفغانستان. متابعاً: “سنكون حلفاء فقط في السلام.. لن نكون حلفاء في الحرب.. مات خمسون ألف باكستاني، ودخل التطرف إلى هذا البلد، ونحن أقل أماناً أكثر من أي وقت مضى”.

وأكد خان، في تصريحه الذي تحدث بمنطق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الربح والخسارة، أن بلاده خسرت قرابة 80 مليار دولار في هذه الحرب، في حين خسرت الولايات المتحدة نحو 20 ملياراً فقط.

وأضاف: “يغرق البلد في الفقر والفوضى، والدولة تضعف.. هناك إجماع في باكستان على أنه لا يوجد حل عسكري، لذلك سنسعى إلى حل سياسي” في أفغانستان.

وكانت الولايات المتحدة قد رحبت، السبت الماضي، بتنصيب عمران خان رئيساً جديداً للوزراء في باكستان، مؤكدة أنه يقود حكومة مدنية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد كانت فعالة على مدار أكثر من 70 عاماً.

وأضافت: “تتطلع الولايات المتحدة إلى العمل مع الحكومة المدنية الجديدة من أجل تعزيز السلام والرخاء في باكستان والمنطقة”.

وكان رئيس الوزراء عمران خان قد تخلى عن المقرّ الحالي الفخم المخصّص لإقامته، واعلن انه يعتزم الاحتفاظ بخادمين فقط من إجمالي 524 خادماً، في إطار سياسة التقشّف التي سيتّبعها لتخفيض الديون.

كما أعلن خان، الاسبوع الماضي في أول كلمة له إلى الشعب بوصفه رئيساً للوزراء، أنه سيعيش بمنزل صغير مؤلّف من 3 غرف نوم بدلاً من المقر الحالي الفخم المخصّص لإقامة رئيس الوزراء، فضلا عن انه سيبيع أسطول مكتبه من السيارات المضادّة للرصاص.

وقال: “أريد أن أقول لشعبي إنني سأعيش حياة بسيطة. سأحافظ على أموالكم”.

وحدّد رؤيته لباكستان جديدة، حيث تحدّث باستفاضة عن ضرورة إعادة تشكيل باكستان من خلال تطبيق نظام إسلامي للرعاية الاجتماعية يحدّ من الفقر ويقلّص مستويات الديون المرتفعة.

وقال: “أرسينا عادة سيئة بالاعتماد في عيشنا على القروض والمساعدات من بلدان أخرى (..) لا يمكن لبلد أن يزدهر بهذه الطريقة. على الدولة أن تقف على قدميها”.

ودعا الباكستانيين في الخارج إلى الاستثمار ببلدهم، والأغنياء إلى البدء بدفع الضرائب، قائلاً: “مسؤوليّتكم دفع الضرائب (..) اعتبروا ذلك جهاداً. يجب أن تدفعوها لتحسين أحوال بلدكم”.

ولم يُشر رئيس وزراء باكستان الجديد في حديثه إلى أي خطط سياسية للتعامل مع أزمات العملة، والتي قال محللون إنها ستُجبر باكستان على حزمة إنقاذ مالي جديدة من صندوق النقد الدولي، لكنه ركّز على الديون، وقال إن محافظ البنك المركزي السابق، عشرت حسين، سيقود قوة مهام لتطبيق خطة تقشّف.

وكان عمران خان (65 عاماً) قد ادى اليمين الدستورية رئيساً للوزراء، يوم السبت الماضي، بعدما وصل الحزب الذي ينتمي إليه إلى سدة الحكم في انتخابات جرت الشهر الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى