تحرير إدلب هزيمة لتركيا وأمريكا

تقف سورية اليوم في منعطف حاسم من مسار الحرب على الإرهاب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، إذ بعد أن حقق الجيش العربي السوري وحلفاؤه سلسلة كبيرة من الانتصارات العسكرية في سائر الأراضي الواقعة في ريف دمشق، وجنوب سورية،ها هو الجيش السوري يبدأ الآن معركة تحرير محافظة إدلب الواقعة في الشمال الغربي لسورية، آخر معقل للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية، التي تقاتل تحت راية “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً، أو تنظيم القاعدة في سورية)، بسلسلة من الغارات التي استهدفت جنوبها وريفها.

وتعدّ هذه المعركة، من المواجهات النهائية في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية المتواجدة في محافظة إدلب، المناهضة للدولة الوطنية السورية، والتي رفضت المصالحة وعروض الانضمام للجيش السوري في معركته ضد المتطرفين في جميع أنحاء البلاد، والتي تتلقى الدعم القوي العسكري والاستخباراتي واللوجستي من جانب الدولة التركية وأجهزتها الاستخباراتية العسكرية، والدول الخليجية، لا سيما دولة قطر، إضافة للولايات المتحدة الأمريكية التي كانت في أساس استراتيجية الحرب الإرهابية الكونية ضد سورية.

تركيا تخسر الحرب

كانت تركيا لا تزال تنفذ الاستراتيجية الأمريكية في شمال سورية التي كانت تعمل على تثبيت وجود قوات للحلف الأطلسي (الناتو)على الأرض السورية، والقيام بعملية غزو لسورية وإسقاط دولتها الوطنية، كما كشف عنها تقرير معهد بروكينغز (وهو مؤسسة فكرية مقرها في واشنطن) الصادر في آذار/مارس  عام 2012 بعنوان “إنقاذ سورية عبر الأخذ بخيارات إسقاط الحكومة”، حيث تطرق التقرير أيضاً لغزو الناتو لسورية وورد به ما يلي: “سيقع في مسؤولية أنقرة تأمين القاعدة اللوجستية والعديد من القوات البرية من أجل تنفيذ تلك العملية العسكرية. إذ تعتبر تركيا الدولة الأفضل للتدخل في سورية نظراً لما لديها من قوات عسكرية ضخمة وقدرة هائلة، وكما أن لها مصالح حيوية في سورية”.‏ لكن تركيا كانت مترددة في سنة 2012 في أداء تلك المهمة، نظراً لتحسبها من توظيف الأكراد السوريين في اتخاذ إجراءات انتقامية، وحدوث تغيير في الديناميات نتيجة الاحتلال التركي المتزايد لشمال سورية، واتخاذ واشنطن من الأكراد حليفاً في شرق نهر الفرات.‏ ولذلك ظلت تركيا توفر الحماية للتنظيمات المعارضة والإرهابية التي تلقى الدعم الغربي في ملاذات آمنة تم الإعلان عنها في السياسة الأمريكية منذ بداية الأزمة في سورية .

تؤكد التطورات الميدانية العسكرية في الساحة السورية منذ بدء هجوم الجيش العربي السوري على معاقل التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق في شباط/فبراير 2018، ولغاية تحرير الجنوب السوري مؤخراً، هزيمة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية التي استخدمت كأداة وجيش من المرتزقة لتنفيذ المشروع الأمريكي – الصهيوني في إقليم الشرق الأوسط، وهذا الأمر دفع جميع داعمي المجموعات الإرهابية إلى التسليم بأن الجيش العربي السوري سيستعيد إدلب، وأن التفاهمات السياسية ستنطلق من قرار الجيش بالمعركة، وهذا ما بدا واضحاً من انصياع الموقف التركي لواقع فشله وتسليمه للنصر المحتوم للجيش العربي السوري في إدلب، وإلحاق هزيمة استراتيجية ‏ لـ”جبهة النصرة”، ومن يدعمها من أتراك، وخليجيين، لا سيما قطريين، وأمريكان.

إنّ مسار معركة تحرير إدلب كما يراه المحللون الاستراتيجيون والخبراء خلال الأيام المقبلة، يُعَدُّ مشهدًا مُكَرَّرًا من سيناريو نُفِذَّ في مناطق عديدة (الغوطتين، وريف دمشق، والقلمون، وجنوبي سورية)، وسيتحدّد على النحو التالي: إمّا من خلال حل التنظيمات الإرهابية بشكل تدريجي وانسحاب القوات التركية من الشمال السوري، فذلك سيعطي مؤشراً عن قرب وضع نهاية للحرب، أو أننا سنشهد في المنطقة بدء مواجهة خطرة تكون تركيا أحد أطرافها محاكية في ذلك الاحتلال الصهيوني غير الشرعي لمرتفعات الجولان.‏

فالمؤشرات والوقائع تؤكد أن الرئيس التركي أردوغان، بات يعي أنّ الأمور تتجه نحو معركة دموية في محافظة إدلب، في ضوء حدة الأزمة التي تشهدها العلاقات التركية -الأمريكية، بسبب احتجاز تركيا لقس أمريكي متهم بالضلوع بمحاولة انقلاب ضد نظام أردوغان، إذ لم تراعِ إدارة ترامب أن تركيا هي حليف لواشنطن في الناتو وأن لها قواعد عسكرية ومصالح في تركيا، وأن الخلافات يمكن أن تحل بالسبل الدبلوماسية بعيداً عن سياسة العقوبات والتهديد. وتعد تركيا واحدة من أكبر القوى العسكرية في حلف شمال الأطلسي، وعلى مدار السنين، قدمت للولايات المتحدة الدعم اللوجستي لأنشطتها العسكرية في الشرق الأوسط. لكن أنقرة تحافظ أيضاً على علاقة وثيقة مع روسيا بنفس الوقت، وروسيا بطبيعة الحال دولة مهتمة بتقويض تماسك حلف “الناتو”.

وتنقل مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، عن محللين أن الصراع مع الولايات المتحدة قد يحفز تركيا على البدء في البحث عن أصدقاء جدد. يبدو أن روسيا سعيدة أكثر لملء الفراغ الذي تركته واشنطن، التي فرضت عقوبات على كبار المسؤولين الأتراك، وخططت لفرض تعريفات صارمة على منتجات الصلب والألمنيوم التركية. وبالتالي فإنّ الهزيمة الاستراتيجية في محافظة إدلب وريفها أمر محتم، أمام التسليم الضمني الصادر عن أمريكا وفرنسا وبريطانيا بقدرة الجيش العربي السوري على حسم معركة إدلب عسكريًا.

الهزيمة الاستراتيجية للنصرة

والحال هذه تعالت أصوات من داخل تركيا، ومن أوساط العديد من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتركيا، في الأيام الماضية، تطالب “هيئة تحرير الشام” (التي تشكّل جبهة النصرة عمودها الفقري) بتسليم سلاحها الثقيل وحل تنظيمها، ودمج عناصرها السوريين بفصائل “الجيش الحر”، لتجنيب محافظة إدلب هجوماً قد يشنه الجيش العربي السوري بدعمٍ روسي هناك، الأمر الذي دفع أبو محمد الجولاني قائد “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة)، التي تُشكل الثقل الأساسي لـ”هيئة تحرير الشام”، المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، يوم الثلاثاء الماضي، إلى إلقاء كلمة مُصورة، بثتها “الهيئة” على معرفاتها الرسمية في الإنترنت، قائلاً: إنّ سلاح فصيله “خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً، ولن يوضع يوماً ما على طاولة المفاوضات، فسلاحنا منبع قوتنا وعزتنا وقرارنا… وما جرى بالجنوب لن يسمح أبناء الشام الشرفاء أن يتكرر بالشمال”. واعتبر الجولاني أنّ “نقاط المراقبة التركية في الشمال لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة العدو.. فالمواقف السياسية قد تتغير بين التو واللحظة”، داعياً مختلف الفصائل في شمال غرب سورية، للتعاون مع فصيله “للارتقاء بالساحة لمزيد من التنسيق والتعاون”.

واعتبر ناشطون سوريون حديث الجولاني هذا بمثابة رفض للدعوات التي وُجهت لـ”الهيئة” كي تحل نفسها وتسلم سلاحها الثقيل، لتجنيب محافظة إدلب مصيراً مشابهاً للغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة وريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي، والتي اعتمدت فيها قوات النظام السوري بمساندة روسيا سيناريو متشابهاً يبدأ بحملة عسكرية تخلّف آلاف القتلى والجرحى، وينتهي بتهجير المقاتلين المعارضين والأهالي، وتوقيع “اتفاق مصالحة”.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية ينضوي معظمها في إطار “الجبهة الوطنية للتحرير” وبينها “حركة أحرار الشام”، في بقية المناطق. وتنتشر قوات الجيش السوري في الريف الجنوب الشرقي.

وتشهد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية انقسامات حادة في صفوفها، فجبهة النصرة تعيش في أسوأ حالاتها، إذ إنّ متزعمي الصف الأول منها، هرب معظمهم بحجة أداء فريضة الحج عبر تركيا نحو السعودية، في الوقت الذي ترك فيه أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة ضمن خديعة كبيرة، نفذتها النصرة سابقاً في الغوطة حيث خرجت بقرار المواجهة ومن ثم انسحبت بالباصات الخضراء نحو إدلب، وفي درعا كذلك، هذا وما يجهله الإرهابيون أن هذه المجموعات تعمل بأجندة خاصة بأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، وهذا الحال ينطبق على مجموعات ما تسمى “الحزب التركستاني”، و”حراس الدين” وسواها من المجموعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وهذا ما يفسر عمليات التصفية والاغتيال في صفوف الإرهابيين.‏

وعلى الرغم من تمكن تركيا من توحيد فصائل المعارضة ضمن الجبهة الوطنية للتحرير، وتشكيل ما يسمى الجيش الوطني (35000 مسلح من الفصائل الأكبر التي شاركت في الحرب) الذي أسسه مسلحون بمؤازرة تركية، ويهدف إلى عرقلة تقدم الجيش العربي السوري شمال غرب البلاد، فإنّ موضوع مواجهة هذه الجبهة مع تنظيم “هيئة تحرير الشام” للجيش العربي السوري، مرتبط بعاملين رئيسيين: الأول هو القدرة العسكرية على المواجهة، وهذا الموضوع مرتبط أيضاً بمدى الدعم الذي من الممكن أن تقدمه تركيا لهذه الجبهة الوطنية للتحرير. أما العامل الثاني فهو قرار المواجهة بحدّ ذاته المرتبط بالتوجهات المختلفة ضمن الفصائل المشكلة للجبهة الوطنية، وهو الأمر الذي لعب عليه الجولاني بخطابه، كونه مدركاً بأن هناك توجهات أيديولوجية متباينة ضمن تشكيلة الجبهة، وبالتالي يمكن تشتيت قرارها من خلال اللعب على وتر الخطاب العاطفي وحتى يمكن جر قسم منها سواء لأخذ دور الحياد أو حتى الانضمام للهيئة تحت اسم توحيد الصفوف في مواجهة النظام. وهو الأمر الذي قد يفسر عدم صدور بيان أو موقف واضح تجاه تصريحات الجولاني من قبل الجبهة.

ويبدو أن مصير محافظة إدلب بات الشغل الشاغل لأطراف الصراع في سورية التي تحاول تجنب السيناريو الأسوأ في القضية السورية، لأن المحافظة تضمّ أكثر من 3 ملايين مدني، وتشكّل قنبلة بشرية يدفع انفجارها سورية إلى حافة الهاوية. وتشهد محافظة إدلب في شمال غربي سورية منذ أشهر عدة فوضى أمنية: اغتيالات، وتفجيرات، وعمليات خطف مقابل فدية، ما يثير غضب السكان المدنيين الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى الفصائل الإرهابية المقاتلة المهيمنة على الأرض. ومن شأنه أيضاً أن يسهل الطريق أمام عودة سيطرة قوات الدولة الوطنية السورية على المحافظة، ويمهد لقبول من المدنيين لحلول بديلة تطرحها أي جهة دولية.

واعتبر تقرير صادر عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ومقره إسطنبول أن تزايد عمليات الاغتيال في العام 2018 في إدلب يفضح “حالة الفوضى الأمنية”. وتعود هذه الفوضى لأسباب عدة بينها تعدد القوى المحلية (الفصائل) وتنافسها”، فضلاً عن أن المحافظة تضمّ بؤراً لخلايا أمنية سواء لـ (داعش) أو للنظام. وشهدت إدلب على مرحلتين في العام 2017 ثم بداية 2018 اقتتالاً داخلياً بين: هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة) من جهة، و”حركة أحرار الشام” وفصائل متحالفة معها من جهة ثانية.

سورية تستعيد السيطرة على معظم اراضيها

وبالمقابل تحظى الدولة الوطنية السورية بدعم من روسيا وإيران، وتعهدت بتحرير كل شبر من تراب الجمهورية العربية السورية، وتعي جيداً أنّه على الرغم من الانتصارات التي حققها الجيش السوري في شتى أرجاء البلاد، فإنّ الوجود التركي سيكون عاملاً معرقلاً لأي عملية هجوم تقوم بها القوات الحكومية في الشمال الغربي. ويبقى الأهم من ذلك كله أن رسالة الدولة الوطنية السورية واضحة منذ بداية الحشود في العاشر من شهر آب الحالي، أنّه لا مكان للإرهاب في أي بقعة جغرافية في سورية، وأن القرار محسوم والرهانات والتمنيات في دول الجوار أو الدول الداعمة للإرهاب لن تجدي نفعاً ومن يعول على تركيا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية كمن يعول على الشيطان الذي يتركه وحيداً في يوم الحساب.‏

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء الماضي، أن “الجيش السوري استعاد حتى الآن 96.5% من أراضي بلاده، بعدما كان يسيطر على 8% فقط منها، عند انطلاق العملية العسكرية الروسية في سورية في العام 2015”. وجاء هذا الإعلان في فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية على “يوتيوب” اليوم، ونقله موقع “روسيا اليوم”، لتستعرض النتائج المرحلية للعملية العسكرية الروسية في سورية.

وفق هذا التوجه الاستراتيجي، يستمر الجيش العربي السوري في تعزيز وجوده في شرق محافظتي حماة وإدلب، وسط وشمالي سورية، بشكل لافت وسط حالة استنفار في مطار حماة العسكري، بالتزامن مع استقدام العديد من ضباط الدفاع الجوّي من مطارات مختلفة. وقالت مصادر عسكرية محلية إن الحشود التي استقدمها الجيش السوري توزعت بين قرية أبو دالي شرقي حماة وحتى مطار أبو الظهور شرقي إدلب، مشيرة إلى اجتماعات مستمرة بين ضباط الجيش السوري وآخرين روس وإيرانيين في مطار حماة العسكري ومدرسة المجنزرات، اللذين يعتبران مركزين لقيادة التحضير لعمل عسكري في محافظتي إدلب وحماة، وفي مثلث غرب جسر الشغور – شمال اللاذقية – سهل الغاب، بهدف إجبار فصائل المعارضة على التراجع شمالاً نحو عمق محافظة إدلب، حيث نقلت قوات الجيش السوري عتادها وعناصرها وذخيرتها بعد انسحابها من جبهات الجنوب السوري.

فقد حصد الجيش العربي السوري وحلفاؤه أولى نقاط الاشتباك الاقليمي والدولي في الشمال السوري، بفتح معبر أبو الضهور وبدء خروج الأهالي منه باتجاه مناطق الدولة السورية، ضمن سلسلة أبواب فتحها الجيش لتقدمه نحو إدلب وريفها، وسيسهل عليه وعلى حلفائه السيطرة على كامل ريف إدلب وريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كما سيبعد الخطر الإرهابي بشكل كبير عن حماة، كل ذلك يأتي في ظل ارتفاع جاهزية الجيش في مسرح العمليات، بالتوازي مع مشهد مضطرب في أوساط المجموعات الإرهابية المسلحة وعلاقتها مع حليفها التركي، الذي ينشط دبلوماسياً على خط موسكو وطهران، بعد القرار النهائي للدولة السورية لتحرير إدلب وريفها والمناطق المجاورة لها.‏

ولا يختلف اثنان على أن الوقت قد حان للبدء بعمليات تحرير ما تبقى من الأراضي السورية التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، بعد أن استطاع الجيش العربي السوري بمساندة الحلفاء تغيير معالم السيطرة العسكرية بشكل جذري، ودفع وتيرة الحل السياسي قدماً نحو الأمام وتحديداً المباحثات النشطة مع تركيا من خلال الجانبين الروسي والإيراني بعد تراجع التأثير السعودي والقطري، وتشكيل ملامح مرحلة قادمة ستخفض التأثير الأمريكي العسكري والسياسي بعد إدراك الكرد في الشمال الشرقي لسورية أن الحل في دمشق وهو ما تتم ترجمته من خلال اللقاءات بين مسؤولين كرد ومسؤولين رفيعي المستوى في الدولة السورية، وهي لقاءات أثمرت تفاهمات متقدمة ستؤسس لعودة الكرد إلى كنف الدولة السورية.‏

أمريكا واستخدام ذريعة الكيماوي

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي ايفيتسا داتشيتش يوم الثلاثاء الماضي، وفق وكالة سبوتنيك الروسية: إن مشكلات التسوية في سورية لا تكمن في الموقف الروسي، ولكن في التردد بتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 الخاص بهذه التسوية.‏ ولفت لافروف إلى أن روسيا تبقى على اتصال مع الولايات المتحدة حول مسألة التسوية في كل من سورية وأوكرانيا مشيراً إلى أن الاتصالات حول سورية أكثف.‏ وأكّد لافروف أن الظروف باتت مهيأة لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم لافتاً إلى أن رفض الولايات المتحدة المشاركة في عملية إعادة الإعمار في سورية يهدف إلى عرقلة عودة المهجرين.‏

أما من الجانب الأمريكي، فقد قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الأربعاء الماضي، أثناء زيارته للقدس المحتلة، إن “لا تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص خطط بشار الأسد لاستعادة السيطرة على إدلب”، مشدداً في الوقت نفسه على أن “بلاده ستردّ بقوة على أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية في إدلب”. وكانت واشنطن حذّرت الدولة الوطنية السورية من الاقتراب باتجاه الجنوب السوري، ولكنها بدّلت بعد ذلك موقفها وسمحت للروس بالسيطرة على كامل هذا الجنوب ما يعني أن سياسة واشنطن في سورية متحولة تمليها ضرورات اللحظة. وصحيح أن لا هم صهيونياً بالنسبة لأمريكا في الشمال السوري مثلما كان عليه الحال في الجنوب، لكن الموقف الأمريكي ربما تحكمه إجراءات التصعيد مع أنقرة. وفي السياق، هددت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، الثلاثاء، بالرد، في حال استخدم رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في أي هجوم يشنه لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب، وهو ما يحلو لكثيرين من المعارضة اعتباره بمنزلة الضوء الأخضر للنظام لحلفائه بشن حملتهم ضد إدلب شريطة عدم استخدام الأسلحة “غير التقليدية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى