اعلن مراقبون أن موقف عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني الجديد قد يؤثر على مشاركة باكستان والقوات الباكستانية في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والذي تقوده السعودية والإمارات. قد يقوم خان بسحب القوات الباكستانية من اليمن، بما انه سبق وعبّر عن معارضته لمشاركة بلاده في هذه الحرب الدامية التي لا تستفيد منها باكستان و”لا ناقة ولا جمل” لها فيها.
وحينما كان عمران خان رئيس حركة الإنصاف الباكستانية، ثاني أكبر حزب معارضة في البرلمان، تساءل عبر “تويتر”: “بشأن المشاركة في تحالف الولايات المتحدة والسعودية للقتال في اليمن: “ألم تعاني باكستان بما في الكفاية من خلال المشاركة في حروب الاخرين؟”.
وأضاف “على باكستان أن تلعب دورًا قياديًا في المفاوضات والمساعدة في محادثات السلام بدلاً من أن تصبح أحد المشاركين في الحرب”.
وترددت باكستان بالمساهمة في الحملة التي تقودها السعودية ضد الميليشيات الشيعية الحوثية وحلفائها في اليمن، بسبب تصدعات محفوفة بالمخاطر خاصة بها علمًا أن الباكستان يعتبر من أكبر البلدان السنية في غرب آسيا، ولكن كما هو الحال في معظم دول المنطاقة، يعيش في باكستان أقلية شيعية كبيرة تعتبر الأكبر في العالم الإسلامي بعد إيران.
ولكن بحسب الموقع الباكستاني “داون” فإن القوات الباكستانية وصلت السعودية بغية أن يقوم أفراد الجيش الباكستاني بتدريب بعض الجنود السعوديين وتقديم الاستشارات لهم. ورغم رفض البرلمان الباكستاني إرسال قوات الى اليمن، الا أن معطيات حسب موقع بريطاني تشير الى أن الباكستان أرسلت قوة قوامها قرابة الألف جندي للمشاركة في عملية “عاصفة الحزم”. كما وفّرت باكستان سفن حربية لمساعدة التحالف في فرض حظر على الأسلحة من الوصول للحوثيين.
وكان زعيم الحوثيين قد دعا خان للانسحاب من هذا التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن. وكتب رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، في تغريدة على “تويتر”: “نبارك للشعب الباكستاني نجاح عرسه الديمقراطي، كما نبارك للدكتور عمران خان بفوز لائحته التي تحمل برنامج كسب ثقة شعبه”.
وفي رسالته أوضح الحوثي “بما أن د/عمران رجل اقتصاد بالتاكيد أن رجل الاقتصاد لا يغامر أولا ويستمر في مغامرات لمعارك بعيدا عن وطنه، ولا يتحمل مبررات واقعية أو أهداف حقيقية مبنية على استراتيجيته الأمنية”.
أكد قائد الجيش الباكستاني اصدار محاكم عسكرية حكما بالاعدام على 11 مسلحا
ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات الباكستانية لم تحظ برضى المملكة العربية السعودية وقبولها، بعد خسارة حزب نواز شريف، المعتقل بتهم تتعلق بالفساد، وفوز حزب “حركة الإنصاف” وزعيمه عمران خان.
وأدى انتصار خان – لاعب الكريكت السابق، لبلبلة في أروقة العائلة الحاكمة السعودية التي تسعى لفرض نفوذها في المنطقة. وقد عبّرت عن عدم رضاها عن تلك النتائج، وخشيتها من الحكومة القادمة وعلاقاتها على المملكة.
وخرج أمير سعودي بتغريدة على “تويتر”، عقب فوز عمران خان وحزبه، قال فيها: “الله يستر منه، يقال إنه ذنب من أذناب طهران”، ولكن هذه التغريدة سرعان ما تم حذفها من الحساب ولم تعد موجودة. وسبق أن وصف أحد الأمراء خان بأنه “مندوب قم في إسلام آباد”.
ويهدد فوز خان استمرار بقاء باكستان في التحالف العسكري السنيّ الذي يضم 41 دولة وتشكل عام 2015 بمبادرة السعودية ومصر.
وترتبط المملكة العربية السعودية وباكستان بعلاقات طويلة الأمد، وعلاقة خاصة ووطيدة مع الرئيس الأسبق نواز شريف. وسبق ان أرسلت باكستان قوات لتدريب الجيش السعودي عدة مرات، بعد أن استعانت بها المملكة مقابل دفع معونات وأموال واستثمارات كبيرة في باكستان، خلال السبعينات والثمانينات، فعلى سبيل المثار طار الطيارون في سلاح الجو الباكستاني بطائرات البرق التابعة للقوات الجوية السعودية، والتي صدت التوغل في جنوب اليمن إلى الحدود الجنوبية للمملكة في عام 1969، ثم عمل السعوديون بشكل وثيق مع الاستخبارات الباكستانية، لتمويل أكثر من نصف “الجهاد” ضد السوفييت في أفغانستان.
وفي السبعينيات دعمت السعودية المشروع النووي الباكستاني وقامت بتزويد اسلام آباد بالنفط بدون مقابل خلال مواجهتها مع الهند.
ويصل التبادل التجاري بين البلدين الى قرابة 35 مليار دولار، بينما تستثمر السعودية بمؤسسات خيرية ومستشفيات ومدارس في باكستان.
وفاز خان برئاسة الوزراء بعد انتخابات في مجلس النواب، حيث حاز على 176 صوتاً، فيما كان يحتاج إلى أغلبية مطلقة من 172 صوتاً. وحصل منافسه شهباز شريف من الرابطة الإسلامية على 96 صوتاً. وفور توليه منصبه وعد بتنفيذ رزمة إصلاحات تهدف لمكافحة الفساد وتعزيز التنمية البشرية في بلد يشهد نموا اقتصاديا متسارعا.
في ذكرى رحيله الـ ٥٣ .. قراءة في حيثيات “العروة الوثقى” بين عبد الناصر وجماهير الشعب العربي
بعض الناس يشبهون الوطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة (نجيب مح... إقرأ المقال