عيد الاضحى.. وقفة لتجديد روح التضحية في الامة

يسمى العيد بهذا الاسم لعودته بالخير والسرور على اهله بعد قيامهم بواجب يتكرر كل مدة من الزمن . واكاد اجزم ان عددا لابأس به من الناس لايدركون او يعرفون مغزى او فلسفة عيد الاضحى بالنسبة لهم ولافراد اسرهم والبشريةمن بعدهم.. فالعالم الانساني والبشري منذ الخليقة ومنذ ان دبت قدماه على هذه الارض اعتاد ان يقدم القرابين البشرية للالهة المزعومة وغير المرئية بصريا – اي عالم ماوراء الطبيعة – عالم الغيبيات – العالم المجهول – خوفا وتذرعا من غضبه وعقابه وطلبا لثوابه ومرضاته. وتنقل لنا الاساطير و كتب التاريخ القديم صورا مرعبة للكثير من المجازر ارتكبها الكهنة والمشعوذون والسحرة في ساحات المعابد استرضاءا للآلهة المزعومة التي تستبيح قتل النفس البشرية والتضحية بالاولاد والبنات طلباً لمرضاة الكاهن والالهة المقدسة لديهم – الى ان جاء نور الاسلام العظيم الذي حرم قتل النفس البشرية الا بالحق .
ان المغزى الحقيقي للعيد تذكير الخلق بالفدائي الاول ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل الذي افتداه الله بذبح عظيم .. فعيد الاضحى هو استحضار لاعظم السنن الألهية انزلها الله الواحد الاحد وانطوى عليها تكريم للانسان – اكرم المخلوقات على سطح الارض – حيث بموجبها تم استبدال القربان البشري بالقربان الحيواني – تنزل- بنصوص قرأنية دستورية وقانونية من رب العباد. فعيد الاضحى هو عيد التضحية والفداء بالروح والنفس طاعة لله وامتثالا لامره، وهو ايضا دعوة عامة لكل البشر لحماية كافة الحقوق الاساسية للانسان وتحريم وتجريم انتهاك تلك الحقوق دون وجة حق . العيد مناسبة ايضا لتعزيز اواصر المحبة بين البشر وتجديد الهمة والنشاط من خلال تقوية العلاقات الاجتماعية وتحقيق مظاهر التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع، وجمع صف الامة وتقوية بنيانها الاجتماعي وعزيمتها وتجديد روحها والاعتداد بتراثها الديني والحضاري، وهو قبل هذا وذاك وقفة لتجديد روح التضحية والفداء في الامة .
وشكرا لله على ما انعم الله من فضله على الانسان وعلى البشرية قاطبة بنعمة الحياة وديمومتها، و من نعم الطيبات والخيرات في الارض، ومن نور الهداية والرشد الى الطريق القويم والصراط المستقيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى