هناك نماذج متعددة من المثقفين:
المثقف المناضل والحزبي والمحايد والمسالم والمستشار والمداهن.. المثقف الموضوعي، المثقف المدجن، المثقف الحالم، المثقف المشروع، المثقف الانتهازي، المثقف النموذج.
والمثقفون هم عقول الأمم النيّرة على مدى التاريخ وضمائرها الحية؛ وهم أصحاب سلطة فكرية وأخلاقية ومجتمعية تضعهم في مواجهات متواصلة مع أصحاب السلطة السياسية.
والمثقف هو ضمير الأمة وصوتها. فالثقافة هي انعكاس للوعي الاجتماعي، وأحد المؤشرات المهمة على مدى تقدم وتطور المجتمعات البشرية. والمثقف يساهم في التنوير من خلال إنتاجه وإبداعاته، وهو بذلك يشارك في التأثير على المجتمع وتحديد خياراته. بهذا المفهوم يكون المثقف هو فاعل سياسي بامتياز.
إن المثقف لا يمكن أن يكون خارج أية معادلة في النظام القائم؛ لارتباطه الوثيق بالضمير الجمعي، بالرغم من أن السياسي (المعين) يسعى إلى أن يتكيّف المثقف وانتاجه الثقافي والإبداعي مع توجهاته، خدمة لنظامه القائم.
ومن السهولة بمكان أن تجد ساسة كباراً ليسوا بمثقفين وليس لديهم أية مؤشرات الإبداع والاختلاق، لكن من الصعوبة بمكان أن تجد مثقفاً حقيقياً دون أن يكون سياسياً محنكاً.
*دمشق