وزيرا الداخلية والاعلام ومدير الدرك يكشفون خفايا جريمة التفجير الارهابية بالفحيص وعملية المداهمة الامنية بالسلط

 

كشفت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، إن كميات المتفجرات التي ضُبطت بعد انتهاء العملية الأمنية “مرعبة”.

وقالت غنيمات خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الإثنين في المديرية العامة لقوات الدرك، إن كمية المتفجرات كانت مجهزة ومعدة للإنفجار في مواقع مختلفة عن طريق جهاز “التايمر”.

وأضافت أن المتفجرات كانت ستُحدث عشرات الحوادث المشابهة في المملكة، حيث كان عامل السرعة مهما لدى الجميع لإنهاء المهمة دون وقوع خسائر كبيرة.

وأكدت غنيمات أن الاردن في معركة مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية، مشيرة أن متابعة العملية الأمنية ليست فزعة بل ضمن دراسة رتبت الأولويات وقاست حجم الخسائر.

وقالت غنيمات، إنه تم تسريب الكثير من الإشاعات والأخبار المغلوطة خلال عملية السلط.

وأضافت غنيمات تقول : “شهدنا تسريبات لمعلومات أصفها باللاانسانية تتعلق بنشر صور الشهداء وأسمائهم، كما أن هنالك معلومات تضر بسير العمليات والتحقيقات”.

وبينت أن المعلومات التي انتشرت من شأنها إرباك العملية والتشوش على الرأي العام، مؤكدةً على أهمية التصدي لعملية نشر صور الشهداء وأسمائهم، واعتبرته تكسيراً لقيم الأردنيين.

وتابعت “البث المباشر كان الأخطر خلال العملية الأمنية لأنه يؤثر على عمل الأجهزة الأمنية، بخاصة أن الإرهابيين على علم بالتكنولوجيا وأدواتها”.

وأكدت غنيمات على وجود خلية عمل اشتغلت على مدار الساعة للتعاطي مع عملية السلط الإرهابية، مؤكدةً على سعيهم في تقديم المعلومة لحظة بلحظة بقدر ما تسمح مثل هذا النوع من العمليات.

المبيضين: الخلية الإرهابية تؤيد داعش 

كما كشف وزير الداخلية سمير المبيضين عن نية الخلية الإرهابية التي تمت مداهمتها في السلط تنفيذ سلسلة عمليات تستهدف نقاطاً أمنية وتجمعات شعبية أخرى، بعد التحقيق معهم من قبل الأجهزة الأمنية.

وقال المبيضين خلال حديثه في هذا المؤتمر، إن الأجهزة ضبطت مواد تدخل في صناعة التفجيرات الشعبية من مواد حامضية، وعبوات ناسفة معززة بأسلاك لزيادة الشظايا والإصابات، وتم العثور عليها في إحدى مناطق السلط مدفونة تحت الأرض، وقام المختصون في الأجهزة الأمنية بتفجيرها في أرضها لخطورة نقلها.

وأشار إلى أن الإرهابيين ليسوا تنظيماً ولكنهم يحملون الفكر التكفيري ويؤيدون داعش.

وبين المبيضين أنه جرى تنسيق سريع وعالي المستوى وبحرفية عالية، وتم جمع المعلومات من قبل الأجهزة الاستخباراتية خلال 12 ساعة من حادثة الفحيص، واتخذت القوة المشتركة قرار المداهمة ووجهت النداءات إلى الإرهابيين داخل البناء في منطقة نقب الدبور، إلا أنهم رفضوا الاستجابة وأطلقوا النار على قوة بشكل عنيف، مشيراً إلى أن الارهابيين فجروا المبنى خلال اقتحام القوة، ما أدى إلى استشهاد 3 من الأجهزة الامنية وإصابة العشرات.

وأكد   المبيضين أن محاربة الإرهاب تعتبر جزءاً مهماً من استراتيجية الدولة الأردنية ولا عودة عنه، وأضاف “نحن معنيون بمكافحته بشتى الوسائل، وما جرى من سقوط شهداء نشامى لن يزيد الأردن إلا منعة وقوة ولن يزيد القوات المسلحة والاجهزة إلا أصراراً على محاربة الارهاب”.

وأضاف أن الأردن عانى من الإرهاب في أكثر من مرحلة وقدم الشهداء، وتابع: “شبابنا الذي قدمهم الأردن يوم أمس ليسوا أول الشهداء ولا آخرهم، فالأردن صاحب رسالة يقودها الهاشميين”.

وأوضح مبيضين أن الارهابيين ليسوا عائدين من سوريا، مبيناً أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة إن كان هنالك أعضاء آخرين في الخلية الإرهابية.

وقدم المبيضين شكره للشعب الأردني على وقفتهم صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة والأجهزة الامنية، وثمن جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والدرك والأمن العام والدفاع المدني.

الحواتمة يكشف سبب “الاستعجال” بتنفيذ “عملية السلط” 

وكشف مدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة أن سبب “الاستعجال” في تنفيذ عملية السلط وإنجازها بشكل سريع هو “منع جريمة كبرى بحق الأمن الوطني الأردني”.

وقال الحواتمة في المؤتمر الصحفي المشترك ظهر اليوم الإثنين “العملية لم تكن سهلة، وهي من العمليات المعقدة”، موضحاً أن الوقت كان عاملاً ضاغطاً لمنع حدوث عملية أخرى تضر بأمن الوطن.

وشدد الحواتمة على أنه كان “لا بد العمل تحت أي ظرف ومهما كانت النتائج”، حيث إن عامل الوقت كان مهما جداً بعد النتائج التي توصلت إليها دائرة المخابرات العامة التي قامت بحد استخباراتي حثيث.

وأوضح “تبيّن أن الخلية أو اتباعها ستقوم بعمليات ستضر بالأمن الوطني الاردني وستؤدي الى الوقوع من الكثير من الاصابات، لذلك كان مهماً الجزء المفقود من المعلومات التي هي بحوزة هؤلاء الارهابيين، ولذلك كان لا بد من تنفيذ العلمية بشكل سريع، مهما كان الثمن والتضحيات”.

واشار الحواتمة أنه “لو لم يكن هذا العامل موجوداً ومهماً، لكان معنا الوقت لعمل طوق أمني ونستخدم القنص لاجبار الارهابيين على الخروج والانتهاء من العملية بقنصهم واحد تلو الآخر”.

وأكد مدير الدرك على أن التركيز كان منصباً على أن لا يطال المدنيين أي أذى، وقال “كان هنالك الاعتبار الأول أن لا تكون هنالك اصابات بين المدنيين، وعقيدتنا كأجهزة أمنية أنه اذا كان لا بد من وقوع اصابات فتكون فينا لا في المواطنين فنحن مسؤولون عن حمايتهم وحماية أمن واستقرار الوطن.

وحول طبيعة الخلية الإرهابية التي نفذت عملية الفحيص والسلط وانتماءاتها، أشار اللواء الحواتمة إلى أنها “خلية نشأت حديثاً ومنتسبة للفكر التكفيري”.

وأضاف الحواتمة في رده على سؤال حول إن كان أعضاء الخلية مرصودين لدى الاجهزة الأمنية من قبل، “لم يكن لدى الأجهزة معلومات كثيرة حول الإرهابيين لدخولهم حديثاً إلى مثل هذه التنظيمات والأفكار التكفيرية”.

واشار إلى أن مثل هؤلاء “يكونوا مندفعين ومتسرعين لتنفيذ أهدافهم” بسبب دخولهم بشكل مفاجىء إلى مثل هذه التنظيمات، معتقداً أن هؤلاء التكفيريين يرون كل الأردن وكل موظف أهدافاً”.

وشدد الحواتمة على أن عملية السلط تعدّ من أسرع العمليات في العالم، من ناحية التعاطي مع عملية إرهابية ومنعت عمليات أخرى كانت قد تضر بأمن الوطن والمواطنين.

 تفاصيل حادثة الفحيص والعملية الأمنية :

وفي تفاصيل العملية، عاد الحواتمة إلى حادثة الفحيص، وقال إنه وفي مساء يوم الجمعة الساعة الرابعة استملت دورية مشتركة من قوات الأمن العام والدرك واجبها كنقطة غلق في محيط مهرجان الفحيص حيث تبعد 1 كم عن المهرجان.

واشار إلى أنه عند الساعة 7:15 دقيقة مساء انفجرت عبوة مزروعة مسبقاً مكان الدورية، ما أدى إلى استشهاد الرقيب علي عدنان قوقزة وإصابة 6 من طاقم الدورية 4 من الدرك و 2 من الأمن العام.

وأفاد الحواتمة أنه وعند الساعة 9:15 دقيقة قامت قوات الدرك بالاعلان عن الانفجار واستشهاد الرقيب، وقال “تركنا سبب الانفجار إلى المخابرات والامن العام حيث يحتاج الكشف عن السبب الى جهد تحقيق فني ومختبرات وأدلة للوقوف عليه”.

وتبرأ مدير الدرك مما نشر في حينه حول أن سبب الانفجار ناجم عن قنبلة غاز، وقال “كل ما صدر وتحدث عنه البعض أنه قنبلة غاز لم يصدر عن الأجهزة الأمنية، بل تحدثوا بالنيابة عن أنفسهم ونحن انتظرنا نتائج التحقيقات لأننا نعمل بشكل مدروس”.

وقال “يوم السبت بعد الانتهاء من مسرح الجريمة والتأكد من مخرجات التحقيق صدر بيان عن وزارة الداخلية يوضح ما خلصت اليه التحقيقات من معلومات، وبدأت عملية استخباراتية حثيثة قادت الى الوصول لمكان الخلية الارهابية المشتبه بارتكابها بالجريمة حيث كانت في بناية سكنية مكونة من 4 طوابق بنقب الدبور بالسلط”.

واضاف “وعند الساعة 5 مساء السبت بدأت عملية من قوة أمنية مشتركة لالقاء القبض على الارهابيين وقامت القوة باخلاء المدنيين من الطوابق العليا الثلاثة ومداهمة المطلوبين الذين بادروا باطلاق النار بشكل كثيف تجاه القوة الأمنية وعلى إثر ذلك قام الارهابيون بتفجير المنزل – المفخخ من قبلهم مسبقاً – الأمر الذي تسبب بانهيار الجزء الخلفي من المبنى واستشهاد 4 من القوة الأمنية.

واشار إلى أنه عند الساعة 5:30 مساءً وصلت تعزيزات أمنية حيث كانت الخطة أن يقوم فريق مشترك بالعملية الامنية وتكون هنالك قوة احتياطية قريبة وجاهزة للتدخل عند الضرورة.

وحول سقوط شهداء أثناء الدخول الى المبنى قال “في تقديرات قائد القوة الله يرحمه أن يدخل على مراحل وهذا عمل طبيعي يتم في العالم، حيث دخل وكانت المنطقة الأولى نظيفة وكان العمل ضمن تقسيم مراحل”.

وبين أن الارهابيين قاموا بتفجير المبنى “يبدو أن الهدف من المتفجرات ايقاع الخسائر بالقوة الأمنية حيث فجروا الجزء الثاني بعد انتهاء المرحلة الاولى، مما أدى إلى وقوع شهداء واصابات”.

ولفت الحواتمة إلى أن هذا الأمر لم يسمح للقوة الموجودة بإنجاز المهمة بعد وقوع الاصابات، فعادوا وتدخلت قوات الدرك لدعم الفريق وجرى اكمال العملية وانتشال الجثث والسيطرة على الارهابيين حيث قتل 3 وضبط 5 آخرون.

وبين أن القوة الأمنية استمرت بتطويق الموقع، حيث كانت هنالك جثث تحت الردم وجرى العمل ولتنظيف الموقع من أي خطر ليتسنى للدفاع المدني الدخول وعمليات الاخلاء حيث قامت المجموعات باخلاء الجثث والمصابين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى