أٌقامت لجنة مئوية القائد جمال عبد الناصر في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، احتفالا في ذكرى ثورة يوليو المجيدة وإعلان تأميم قناة السويس، بعنوان ” ثورة يوليو دروس الماضي وآفاق المستقبل”.
في القسم الأول من هذه الأمسية- التي افتتحها وأدارها عضو اللجنة الكاتب زياد شليوط – ألقى الكاتب محمد علي سعيد قصيدة، أرسلها للاحتفالية الشاعر الفلسطيني المقيم في الأردن أسامة أبو رعد، وتلاه الشاعر سامي مهنا بقصيدة تصور الوضع العربي بعد عبد الناصر، كما ألقى الكاتب عبد الخالق أسدي مداخلة قصيرة، وعرضت مقاطع حية من خطابات عبد الناصر وأغاني الثورة.
وفي القسم الثاني عقدت ندوة فكرية شارك فيها: المؤرخ البروفيسور قيس فرو، المؤرخ الدكتور جوني منصور والسياسي المحامي محمد ميعاري، تناولت في محورها الأول ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار، وانعكاساتها على المنطقة والعالم العربي وقضية فلسطين. وفي المحور الثاني تناول المشاركون قرار تأميم قناة السويس واسقاطاته السياسية والميدانية، وارتفاع شعبية عبد الناصر في الشارع العربي كقائد مقاوم. وفي المحور الثالث مستقبل النهج الناصري في العالم العربي.
ومما قاله البروفيسور قيس فرو، أن عبد الناصر قد نجح في تحويل الانقلاب الى ثورة في المفاهيم وتغيير الشرق العربي، وتحول عبد الناصر بذلك الى زعيم مقاوم للاستعمار والرأسمالية، ونجح في تحقيق النماء الاقتصادي في مصر رغم الحروب والتحديات.
واعتبر فرو أن عبد الناصر قد تحول اليوم الى أيقونة وأسطورة يحتاجها الشعب وبوصلة سياسية في ظل الانهيار السياسي والأخلاقي في العالم العربي.
أما الدكتور جوني منصور فقد أكد أن الثورة كانت حتمية ونجحت في انهاء ظاهرة التوريث في الحكم وفرض السيادة المصرية ونقلت مصر الى دولة صناعية الى جانب الزراعة، وفتحت المجال أمام تجارب الوحدة العربية.
ورأى د. منصور أن عبد الناصر تحول الى منظومة قيم ومصدر رغبة لدى أبناء الأمة العربية في التحرر والاستقلالية.
كما توقف المحامي محمد ميعاري عند تأثير الثورة وقائدها عبد الناصر على الشعب الفلسطيني وخاصة في الداخل، حيث كان الناس ينتظرون خطاباته وما تحمله من تطورات، خاصة وأنه فتح أمامهم طاقة أنهم جزء من العالم العربي.
واعتبر ميعاري أن عبد الناصر هو حالة وظاهرة يمكن للشعب العربي أن يستفيد من ميراثها الفكري والسياسي للخروج من أزماته.