طه حسين يتحمس لثورة ٢٣ يوليو بينما ايدها العقاد بتحفظ

تحل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتي كانت بوابة العبور من الملكية للجمهورية، آمن بها الضباط الأحرار وساندها شعب كان تحت وطأة عبودية الإقطاعيين، أملا في الخروج لساحة الحرية، فاتجهت عيونهم نحو زعيمها الراحل جمال عبد الناصر الذي امتلك إرادة الوحدة الصادقة فالتف حوله كل العرب وعقدوا الآمال عليه.

استطاعت الثورة إنجاز أهداف عظيمة منها تأميم قناة السويس، وإسقاط الحكم الملكي مع إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، وقيام النظام الجمهوري، وبناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال.

كما أصدرت الثورة قانون الملكية الزراعية يوم 9 ايلول 1952 حيث قضت على الإقطاع، أممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، وألغت الطبقات بين الشعب المصري.

وكان للثقافة حظ وافر من إنجازات الثورة، فقد أنشات الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة في جميع ربوع مصر، إلى جانب دعم المؤسسات الثقافية، وفي فترة الثورة أقرت مجانية التعليم العام وأضيفت مجانية التعليم العالي، ومضاعفة ميزانيته ، وأضيفت عشر جامعات أنشئت في جميع أنحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط.

الأدباء والمثقفون كان لهم رأيهم في هذه الثورة حيث رحبت بها غالبية الادباء والمفكرين، فيما عارضتها اقلية قليلة ..

ثورة بكل المقاييس

“طه حسين” عميد الأدب العربي، انحاز من كل قلبه وبصيرته وعقله للثورة، لدرجة أنه كان أول من كتب مقالا شهيرًا يصف فيه ما جري يوم 23 يوليو 1952 بأنه أكبر من مجرد حركة مباركة وإنما هو ثورة بكل المقاييس، وعبر طه حسين عن سعادته بما انطلقت الثورة لتحقيقه، قائلا الثورة حققت ما فشل الساسة السابقون في تحقيقه، وفيهم بالطبع وطنيون مخلصون.

العقاد ايدها بتحفظ

أما عباس محمود العقاد، فرحب بالثورة ترحيبا محافظا ، وعندما أصدر جمال عبدالناصر كتاب فلسفة الثورة كتب العقاد فلسفة الثورة في الميزان، وفيه يقول العقاد‏: “قرأت الصفحات الثمانين التي كتبها الرئيس جمال عبدالناصر في كتاب فلسفة الثورة فخرجت منها وأنا أعتقد أن الخلاف عليها أقل خلاف في مثل هذه الصفحات وفي مثل هذا الموضوع‏.”

وهو ما يُعد اعترافا من العقاد باتفاقه مع آراء عبد الناصر وأفكاره الواردة في كتابه فلسفة الثورة‏ ولو بتحفظ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى