دور ثورة 23 يوليو ..ساهمت في ازدهار الفن وانتشار الثقافة

 

ثورة 23 يوليو والفن وجهان لعملة واحدة، فكل منهما حرص على خدمة الآخر، وكان للثورة دور بارز فى ازدهار الفن وبزوغ نجوم حتى أطلق البعض على هذه الفترة العصرالذهبى للفن .

وفيما يلي بعض المواقف التى تؤكد أن الثورة كانت سببا فى ازدهار الفن..

إن الرئيس جمال عبد الناصر كان يتمتع بحس فنى عال، وكان يدرك أهمية الفن والفنانين، ولعل أبرز المواقف التى تؤكد ذلك انه عندما كان يزور الرئيس جمال عبد الناصر المغرب، قابله مواطن مغربي لتحيته، فعندما سمح له الرئيس بمصافحته، قال له المواطن: “سيدي الرئيس هل يمكن أن توصل سلامى للفنان إسماعيل ياسين؟”، وبعد هذا الموقف كان لإسماعيل ياسين دورا بارزا وهاما فى دعم ثورة 23 يوليو ورجالها من خلال سلسلة أفلامه الشهيرة الذي بدأها بفيلم “إسماعيل يس في الجيش” لتحفيز الشباب على التطوع في الجيش المصري، وتلاها بأفلام “الأسطول، والطيران” والبوليس الحربي” وحتى عند إعلان الوحدة مع سوريا قدم فيلم “إسماعيل ياسين في دمشق” وذلك وفقا لخطة الرئيس عبد الناصر حينها لتأكده من أهمية السينما.

ومن بين المواقف ايضا حرص جمال عبد الناصر على حضور عرض فيلم “عهد الهوى” للفنان فريد الأطرش بسينما “ديانا” بوسط البلد، وذلك بعد أن دعاه فريد الأطرش لحضور فيلمه الجديد وهو ما استجاب له الرئيس.

الإنتاج السينمائي والثقافي

كان معدل الإنتاج السينمائى للنجوم فى هذه الفترة كبيراً جداً، ووفقا للروائي والكاتب ناصر عراق، فإن حجم الإنتاج السينمائى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر قدر بنحو 700 فيلم، رغم أن كل ما عرض من أفلام على التليفزيون خلال القرن العشرين لم يتجاوز 3 آلاف فيلم فقط، وهذا يعنى أن ما أنتج من أفلام فى عهد الرئيس عبد الناصر خلال 18 عاماً فقط وهى فترة حكمه يعد ربع ما أنتج خلال قرن كامل.

أما الإنتاج الثقافي الذي صدر فى عهده، فتنوع بين الشعر والأغاني الوطنية، وصدر ما يقرب من 138 قصيدة شعرية تمتدح الرئيس عبد الناصر في ذلك الوقت، وهى لمجموعة شعراء متنوعين من حيث مدارسهم وانتماءاتهم الشعرية، كما صدر ما يقرب من 1300 أغنية وطنية في عهد الزعيم جمال عبد الناصر وارتبطت بأحداث كثيرة على الصعيد المحلى والعربي، ومن أهمها أغاني عن الثورة وتأميم القناة والإصلاح الزراعي والسد العالي وحرب اليمن والقومية العربية.

ومن الأمور التى تحسب لثورة 23 يوليو وساهمت بشكل كبير فى ازدهار الفن ايضا هو إنشاء وزارة معنية بالثقافة عام 1958 التي تولاها ثروت عكاشة كأول وزير للثقافة والإرشاد القومى، كما أنشئ العديد من الهيئات التابع لها منهم المجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، والهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية.

أما بالنسبة للموسيقى، فأسس الرئيس عبد الناصر في عهده فرق دار الأوبرا مثل أوركسترا القاهرة السيمفونى، وفرقة الموسيقى العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس، ورعاية المتاحف ودور النشر وإنتاج قصص الأدب المصري بعيدا عن ترجمة الأجنبي، كما أنشئ أكاديمية الفنون عام 1969، والتي تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والبالية والموسيقى والفنون الشعبية، فضلا عن التطور الكبير على المستوى المسرحي، وتأسيس العديد من الفرق الشهيرة وبزوغ كبار المؤلفين والمخرجين المسرحيين منهم ألفريد فرح وصلاح عبد الصبور ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى، كما أنشئ في عهده التليفزيون المصري، وهو من أهم إنجازاته، لينطلق البث الأول للتليفزيون المصري عام 1960 وتحديدا يوم 21 يوليو.

كانت للرئيس جمال عبد الناصر علاقة جيدة بنجوم التمثيل والغناء خلال فترة حكمه، وله العديد من المواقف التي تحسب له في تقديره للفنانين والفن في عهده، ومن أشهر تلك المواقف أنه كان السبب في التعاون بين الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم في العديد من الأعمال الفنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى