ابرزهم ام كلثوم والعندليب واحمد مظهر ومحمد فوزي ..الفنانون يساندون ثورة يوليو

 

“الحركة المباركة”، هكذا عرفت ثورة 23 يوليو عام 1952 التي انتفض فيها الشعب المصري بقادته ومواطنيه ضد النظام الملكي، وكان من أهم مبادئها القضاء على الاستعمار والإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، وكذلك إقامة جيش وطني قوي وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

وكما تؤثر قيام الثورات على المواطنين العاديين، تؤثر كذلك على نجوم الفن، بل في بعض الأحيان قد يتضح الوجه السياسي للفنان بمشاركته في مثل تلك الأحداث أو حتى رأيه عنها سواء بالموافقة أو الاعتراض، وهو ما حدث في ثورة 23 يوليو، حيث أيدها كثير من الفنانين الذين عاصروها، وفيما يلي ابرزهم..

1- محمد فوزي

كان الفنان الراحل محمد فوزي، واحدا من أوائل الفنانين الذين دعموا ثورة 23 يوليو وشاركوا فيها، واشترك في إحدى الفعاليات المسئولة عن جميع التبرعات من المواطنين لدعم الجيش المصري، وأهدى مصر بمناسبة الثورة أغنيتي «بلدي أحببتك” ” وكان وإن» اللتين حكى فيهما عن 23 يوليو، وبعد نجاح الثورة أسس شركة «مصر فون» عام 1958، وكانت متخصصة في الأسطوانات، ليتم بيعها للمصريين بـ35 قرشًا، وللأجانب بضعف الثمن، لكن في عام 1960 صدرت  القوانين الاشتراكية، التي بموجبها تم تأميم الشركة وضمها للدولة..

2- أحمد مظهر

رغم أنه تخرج في الكلية الحربية عام 1938 مع الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ووصوله إلى درجة عقيد، وكان واحدًا من حركة الضباط الأحرار التي قامت بالثورة؛ فإن الفنان أحمد مظهر لم يشارك فيها، وكان السبب مشاركته وقتها في دورة الألعاب الأوليمبية في هلسنكي لسباق الخيل، ولذلك لُقب بـ«فارس السينما المصرية»، وبعد نجاح الثورة، أسند له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قيادة مدرسة الفرسان.

3- محمد رشدي

«قولوا لمأذون البلد ييجي يتمم فرحتي.. ويهني قلبي اللي انسعد ويّا جميل من قسمتي»، كانت تلك الأغنية سببًا في نجاح وشهرة الفنان الراحل محمد رشدي، الذي حمل لقب «مطرب الثورة»، عقب إطلاق الأغنية في الراديو، حيث تزامن مع ليلة قيام ثورة 23 يوليو، ويقال إن وراء الكواليس كانت توجد حكاية مثيرة، فعندما ذهب محمد رشدي لمبنى الإذاعة بشارع الشريفين لأداء فقرته الغنائية، فوجئ بالدبابات تملأ الشوارع وأخبره رجال الثورة أن فقرته ألغيت بسبب الأحداث، وهنا لم يستطع رشدي تمالك نفسه فبكى، ما أثار تعاطف الموجودين فسمحوا له بالغناء، وقالوا له «ماذا ستغني؟»، فأجاب: «قولوا لمأذون البلد»، فردوا عليه: «غني فاليوم فرح».

4- أم كلثوم

كوكب الشرق أم كلثوم قدمت للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عدة أغاني، من بينها: «بعد الصبر ما طال نهض الشرق وقال حققنا الآمال برياستك يا جمال»، و«يا جمال يا مثال الوطنية أجمل أعيادنا المصرية برياستك الجمهورية»، وفي عام 1952 ترأست كوكب الشرق اللجنة المشرفة على وضع واختيار السلام الجمهوري، وأيدت النشيد الذي أعده عبد الوهاب.

5- عبد الحليم حافظ

“صوت الثورة”، هكذا عرف العندليب عبد الحليم حافظ، بسبب دوره الملحوظ في ثورة 23 يوليو، إذ شهدت الثورة ميلاده بإطلاق أول أغانيه الوطنية «إحنا الشعب»، ليشدو بعدها بأكثر من 66 أغنية وطنية تعاون فيها مع أشهر الملحنين والكتاب، وأصبح مطرب الثورة والشعب دون منازع، حتى أنه تغنى باسم الرئيس الراحل عبد الناصر قائلًا: «ناصر يا حرية.. أبو خالد نوارة بلدي.. ريسنا ملاح ومعدينا عامل وفلاح من أهلينا.. ضربة كانت من معلم خلت الاستعمار يسلم»، وفي الذكرى العاشرة للاحتفال بالثورة، قدم العندليب أغنيتي «مطالب الشعب وصورة» للراحل صلاح جاهين.

6- نجمة إبراهيم

الفنانة الراحلة نجمة إبراهيم، كان لها موقف داعم لثورة يوليو، حتى أنها تبرعت بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية بالكامل لتسليح الجيش في الخمسينيات، بعد إعلان جمال عبد الناصر قراره بكسر احتكار السلاح، واستيراده من دول الكتلة الشرقية بعد رفض الغرب تسليح مصر، وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة بإسبانيا عام 1965 لمعاناتها من ضعف شديد في البصر، وبعد شفائها وعودتها من إسبانيا قالت في تصريحات صحفية: «كنت أخشى أن يذهب النور من عيني في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادي، فأنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى