كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، بأن رئيس الحكومة الحالية رامي الحمد الله يتعرض لانتقادات لاذعة من قبل كبار المسؤولين في حركة “فتح” واعضاء في اللجنة المركزية، وخاصة للسياسات التي ينتهجها الحمدالله، اضافة الى تفرده بادارة الحكومة دون صلاحيات ممنوحة له، الى جانب الحديث المتكرر في الشؤون السياسية الامر الذي ازعج كثيرين من قادة “فتح” والذين صرحوا خلال لقاءات مغلقة بضرورة تغيير جوهري للحكومة الحالية التي وصفت بانها “تغرد خارج سرب حركة فتح” التي تقود السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
وقالت المصادر في تصريحات صحفية إن “أعضاء من مركزية فتح طالبوا الرئيس عباس بضرورة اجراء تغيير وزاري باقرب وقت ممكن لا سيما في ظل سياسات الحكومة الحالية والتفرد باصدار القرارات بالاضافة الى الترقيات التي تتم في ظل الازمة المالية الحالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية”.
وأكدت المصادر” بأن الحمد الله اشتكى للرئيس عباس في اكثر من رسالة بعثها لمكتبه من الهجوم اللاذع وسيل الانتقادات التي يتعرض لها من قبل اعضاء كبار في فتح، الامر الذي ازعجه وطالب ابو مازن بالتدخل لوقفها”.
وفي سياق متصل قالت مصادر فلسطينية، إن عباس، يسعى إلى تشكيل حكومة جديدة، بالاتفاق مع جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، وتكون حكومة وحدة وطنية مهمتها توحيد المؤسسات والتحضير لانتخابات عامة قريبة.
وأكدت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أن هذا التوجه، يأتي لقطع الطريق على أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، تحت مسمى “صفقة القرن” أو صفقات إنسانية أو أي مسميات. ويميل الرئيس عباس إلى تكليف رئيس الوزراء السابق، سلام فياض، لترؤس هذه الحكومة.
وقالت المصادر، إن الرئيس التقى فياض قبل أيام، لمدة ساعتين، للتشاور حول الأمر. وبحسب المصادر، قبل فياض ترؤس الحكومة المقبلة إذا كان شريكاً وصاحب قرار، وضمن حلاً شاملاً لإنهاء الانقسام، يشمل كذلك، إعادة تشغيل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي يتمتع فياض بعضويته، وكذلك توسيع عضوية منظمة التحرير.
وحسب الصحيفة، أبلغ فياض الرئيس عباس، أنه لا يريد أن يكون موظفاً في حكومة لا تتحكم بكل شيء. ونجح فياض في إدارة الحكومة الفلسطينية بعد سيطرة “حماس” على قطاع غزة عام 2007، وبدا كرجل “منقذ” في ذلك الوقت، مهمته ترتيب الفوضى ومحاربة الفساد، وخلق شفافية في عمل المؤسسات الفلسطينية، ونجح في ذلك إلى حد كبير. وحظي فياض بدعم غربي كبير، وكان قريباً للطبقات الشعبية، قبل أن يختلف مع الرئيس عباس ويقدم استقالته في 2013 وسط صراع “الصلاحيات”.
واجتماع الرئيس عباس بفياض قبل أيام، أنهى قطيعة دامت سنوات، وكان الرجلان تواصلا بشكل نادر ومحدد خلال السنوات الماضية.