تطبيع وتآمر مع إسرائيل وكذب على الشعب العربي

تتناول وكالات الأنباء أخبارا مفادها أن دولا عربية كثيرة فتحت قنوات اتصال مع إسرائيل، وتجري لقاءات سريّة وعلنية مع مسؤوليها لكسب ودّها وارضاء الولايات المتحدة والعمل معا من أجل تصفية القضية الفلسطينية ومواجهة إيران، ممّا يعني ان الحكام العرب قد تخلّصوا من عقدة الخوف والتردّد في الاتصال بعدوّهم، ولم تعد كلمة تطبيع سيّئة السمعة شيئا معيبا أو مستغربا وتخيفهم كما كانت سابقا، وإن التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني لم يعد مقتصرا على اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأسلو، بل إنه تجاوز المعاهدات والمواثيق الرسمية ليصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

الدول العربية مشغولة بنفسها وحروبها وأمنها وبقائها ومشاكلها الاقتصادية وخلافاتها التي لا تنتهي، ولم تعد القضيّة الفلسطينيّة قضيّتها الأولى كما تدّعي في وسائل إعلامها الرسميّة؛ الحقيقة المرّة هي أن هذه الدول تتعامل مع إسرائيل كدولة صديقة، وتخطّط معها لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، ولا تهتم كثيرا بما يريده الشعب الفلسطيني. فقد ذكر وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا ” انه في اللقاءات التي تجري بين مسؤولين إسرائيليين ومندوبين عن الدول العربية والخليجية وتحديدا في الغرف المغلقة، لا تثير هذه الدول أي اهتمام بالموضوع الفلسطيني.”

وقال داني دانون مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة انه يجري اتصالات مع عدد من السفراء يمثلون دولا عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل وان هناك تعاون يجرى بينه وبين سفراء هذه الدول خلف الكواليس وبمبادرات مشتركة منهم ” وإنهم لا يصوّتون لصالحنا، لكننا نقيم معهم علاقات متواصلة.”

زيارات التطبيع التي قامت بها وفود من عدة دول عربية، والتصريحات التي صدرت عن مسؤولين عرب والتي تدعوا للتطبيع مع إسرائيل والتعاون معها سياسيّا واقتصاديّا وعسكريّا وثقافيّا قبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية معروفة ومتداولة ولم يعد بالإمكان إخفائها أو انكارها.

لقد سقطت ورقة التوت عن الأنظمة العربيّة، وأصبح العبث بمستقبل الوطن العربي والتآمر عليه وإعادة ترتيبه أمريكيّا واسرائيليّا بموافقة عربيّة ودون خوف من الشعوب يتّم علنا؛ وان الجهود التي تبذلها وسائل الاعلام والنخب السياسيّة والدينية المنتفعة من الأنظمة في الكذب والنفاق والتطبيل والتزمير لخداع الأمة وتبرير خيانات ومؤامرات ” أولياء الأمر” لم تعد مجدية ولا تنطلي على أحد.

معظم القادة العرب يحاولون تسويق صفقة نتنياهو التي يسمونها ” صفقة القرن ” المغلّفة بالسلام الخادع ويهرولون طلبا لودّ إسرائيل والولايات المتحدة؛ لكن الشعب العربي يرفض هذا السراب السلمي والانبطاح المهين! فمن الذي سينتصر ويبقى في النهاية؟ الحكام أو 400 مليون عربي؟ الحكام الفاشلون المتآمرون سيذهبون، والشعب العربي سيبقى وسينتصر مهما طال الزمن!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى