القدس والعروبة ضمن فعاليات يوم القدس الثقافي

أغنى الباحث الدكتور محمد بهجت قبيسي؛ عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، يوم القدس الثقافي لشهر حزيران بمحاضرة علمية مميزة طاف خلالها في تفاصيل تاريخ الشرق القديم ولهجاته وعلومه اللغوية؛ التي تؤكد بمجملها على عروبة القدس وأصالة تاريخها ومقدساتها، وذلك صباح الأربعاء 27/6/2018م، في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية، بحضور باسل الجدعان؛ رئيس مجلس الإدارة، والدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، ونايف القانص، سفير جمهورية اليمن، ومحمد الدليمي؛ القنصل العراقي، والمستشار عبد المالك دردور؛ ممثل سفارة جمهورية الجزائر، والدكتور محمد مصطفى ميرو، رئيس اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، والدكتور سمير الرفاعي؛ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وخالد عبد المجيد؛ أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، وممثلين عن جيش التحرير الفلسطيني، ونخب فكرية وسياسية سورية وفلسطينية.

افتُتِحَت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثم تبعها النشيدان العربيان؛ السوري والفلسطيني، ثم قدمّ الدكتور أحمد المفتي؛ مدير المحاضرة تمهيداً مكثفاً عن قدم الوجود العربي في المنطقة؛ الذي يعود إلى ما قبل ظهور السيد المسيح؛ بدلالة أسماء عربية لملوك حكموا دمشق والرُّها، وظهور مملكة عربايا، والتداخل الكبير بين اللغتين العربية والآرامية، ثم عرّف المفتي بالدكتور محمد بهجت قبيسي، مستعرضاً جزءاً من حياة الباحث العلمية وإنجازاته المتنوعة، التي كان آخرها كتاب (القدس في الآثار والكتابات المصرية والأكّادية والكنعانية والآرامية وتفنيد المزاعم الصهيونية)؛ الذي تبنت مؤسسة القدس الدولية (سورية) طباعته ونشره باللغتين؛ العربية والإنكليزية.

بدوره، ساق د.قبيسي شواهد وأدلة علمية وتاريخية تؤكد عروبة القدس وارتباطها بالوجود العربي في المنطقة، مشيراً إلى ما ذكره “يوسيفيوس” اليهودي في القرن الأول الميلادي “كنا نرى أورشليم من القدس”، ثم استعرض صفحات من كتابه الذي أشار فيه إلى الحقائق الآتية:

1-   أنّ اسم القدس القديم هو القدس وليس أورشليم.

2-   أنّ أورشليم خلاف القدس، وقد كانت أورشليم تُرى من القدس حسب مقولات “يوسيفيوس” اليهودي في القرن الأول الميلادي.

3-   أنّ مَنْ عيّنَ أنّ الهيكل مكان المسجد الأقصى هو “إسحق نيوتن”؛ مكتشف قانون الجاذبية الأرضية عام 1725 ميلادية، وليس عام 1725 ق.م.

ثم استعرض صوراً لنقوش الأرض؛ كنقش مرنبتاح، ونقش سلوان، ونقش تل القاضي وغيرها؛ ليؤكد على أصالة عروبة القدس، وينفي المزاعم الصهيونية؛ ليختم بقوله:

“نعم… هذه القدس ولهجاتها العروبيّة من الناحية اللغوية، وليست عبرية كما يدّعون.

نعم… هذه المنطقة عربية منذ العصر التأريخي على أدنى حدّ حسب فقه اللغة.

وهنا لا بد لنا أن نذكر بالنقاط الآتية:

1-أنّ القدس سميت بهذا الاسم منذ نشأتها.

2-أنّ القدس عربية كنعانية في حضارتها.

3-أنّ القدس أنشئت في القرن السابع قبل الميلاد، وليس قبل ذلك.

4-أنّ كتاباتنا عن القدس -نحن العرب- هي خليط من التوراتي والأثري ولم نفّرق بينهما [ولا أنجّي نفسي من ذلك]”.

من جهته، أكد الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام لمؤسسة القدس الدولية (سورية) أن هذه المحاضرة “أكدت على هوية القدس العربية؛ التي يعود عمرها إلى أكثر من 4 آلاف سنة؛ فنشاط اليوم نشاط ثقافي بامتياز، يعطي الثقة لأبناء القدس أن هناك من يملك الفكرة والإمكانية؛ لتعزيز صمودهم ودفاعهم في مواجهة الخطر الصهيوني..”.

ولفت الدكتور المفتاح إلى أن مؤسسة القدس الدولية (سورية) تلقّت هذه الدراسة بتقدير وترحيب، ونشرتها على حلقات في مجلتها الدورية (زهرة المدائن)، وحرصاً على تمكين الجمهور الأكبر من الاطلاع على الدراسة ووضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين وطلاب الجامعات عمدت إلى إعادة نشرها مجدداً في هذا الإصدار الخاص باللغتين العربية والإنكليزية، راجية أن يؤدي الرسالة النبيلة التي يحملها، وأن يكون إسهاماً في حملة التصدي لأباطيل العدو الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى