أكد سفير إسرائيلي سابق اليوم الثلاثاء، أن سوريا ستبقى في بؤرة الاهتمام العسكري والأمني الإسرائيلي، في الوقت الذي يخدم فيه الموقف الروسي تجاه التواجد الإيراني هناك المصالح الإسرائيلية.
وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن زلمان شوفال في مقال نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه في الوقت الذي تركز فيه إسرائيل عيونها على غزة، تعتبر “المعركة المهمة حقا خلف الحدود الشمالية”، مشيرا إلى أن “الاستخبارات الإسرائيلية لاحظت قبل بضعة أسابيع نية إيرانية للشروع في هجوم صاروخي من الاراضي السورية على قواعد عسكرية إسرائيلية في الشمال، ولكن اوقفها استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهتها في عملية مضادة”.
ونوه شوفال إلى أن “كبار خبراء الأمن، يعتقدون بأن نجاحها في تدمير قواعد الصواريخ الإيرانية يشبه إنجاز إبادة سلاح الجو المصري صباح حرب الأيام الستة”، لافتا إلى أنه “لا يزال هناك الكثير من الغموض في المعركة، وكذا الغموض السياسي”.
وقال: “يمكن إجمال العملية الإسرائيلية بسوريا، بأنها شكلت عاملا مهما في تسريع التطورات السياسية في الأسابيع الأخيرة بالنسبة لسوريا”، مؤكدا أن “الكلمة الأخيرة لم تصدر بعد، ولكن ما يلوح هو أن الاختلاط بين النشاط العسكري لإسرائيل في المجال السوري واللبناني، والنشاط السياسي الثابت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمساعدة جهات عربية ؛ أدى بروسيا إلى قرار يقضي بأن على القوات الإيرانية وفروعها، بمن فيها حزب الله، أن تبتعد عن الحدود الشمالية في الجولان؛ بداية لمسافة 20 كيلومترا، وفي المرحلة الثانية لمسافة ثلاثة أضعاف أو أكثر”.
ولفت إلى أن “إسرائيل لا تكتفي بذلك وتطالب بالخروج التام للقوات الإيرانية وقوات حزب الله من سوريا، وعلى هذا دارت المحادثات مؤخرا بين القيادة الأمنية الروسية ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان”، لافتا إلى أن “المحادثات تتواصل في هذه الأيام بين تل أبيب وموسكو؛ سواء هاتفيا بين نتنياهو وبوتين أو بين الطواقم المهنية هنا في إسرائيل”.
ونبه شوفال، إلى أن لروسيا أسبابا أخرى في موقفها بتقليص التواجد الإيراني، فهي “لا ترغب بأن ترى في إيران الجهة السائدة في سوريا”، معتبرا أن “النتيجة وإن لم تكن كاملة حاليا، تخدم بوضوح المصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل، وكذا مصالح الأردن الذي يخاف من قرب القوات الإيرانية والمؤيدة لها من حدوده”.
ورأى أنه “يمكن لإسرائيل أن تتعاطى في هذه المرحلة مع التواجد الروسي في سوريا كجهة إيجابية، رغم أن إسرائيل وروسيا ليستا حليفتين بالمعنى الأساسي والملزم للتعريف”.
وفي رؤيته للمستقبل، قال شوفال: “مع أنه حتى وقت غير بعيد؛ كان الرأي السائد أن حدود سايكس بيكو ماتت ودفنت نهائيا وأن سوريا والعراق سينشقان لكيانات منفصلة، يتبين اليوم أن هذا التوقع بحاجة لتعديل”.
وأضاف: “حلم الاستقلال الكردي عطلته تركيا وأمريكا، والعراق على ما يبدو سيبقى العراق، والجيش السوري يعود لينتشر في كل سوريا، وهو ما يعني ان المنطقة الشمالية (سوريا) ستبقى بؤرة اهتمام أمني وسياسي خاص من جانب إسرائيل.