نعى الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة امس الجمعة، إلى جميع القوى الثورية والتقدمية في العالم، وإلى الحركة الوطنية الفلسطينية وقوى السلام في إسرائيل، المحامية الفذّة والمناضلة الأممية العنيدة فليتسيا لانغر، التي رحلت يوم امس الاول الخميس في ألمانيا عن 88 عامًا، قضت جلّها في النضال ضد الاحتلال ومن أجل أخوّة الشعوب.
وقال الحزب في بيانٍ صحفي، أنّ “لانغر” ولدت في بولندا عام 1930 لأبوين يهوديين فرّا من الوحش النازي في الأربعينيّات، ثم هاجرت إلى البلاد في الخمسينيّات. تخرّجت من كلية الحقوق في الجامعة العبرية عام 1965 .
وأضاف، أّنّ “لانغر” نشطت في الحزب الشيوعي الإسرائيلي (“ركاح” آنذاك) وبرزت في الدفاع عن المناضلين والأسرى السياسيين الفلسطينيين، منهم فاروق ورّاد وبسام الشكعة وغيرهم، على مدار عشرات السنين. وفي العام 1990 هاجرت مع زوجها إلى ألمانيا وواصلت نشاطها السياسي والأدبي.
ويعتبر الحزب الشيوعي والجبهة رحيل لانغر خسارة فادحة لكل القوى التقدّمية المناضلة من أجل السلام العادل، القائم على احترام حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره، والعيش المشترك بين الشعبين.
وأشار إلى، أنّ الحزب والجبهة إذ يعتزان بأنهما شكّلا على مدار عشرات السنين البيت السياسي لكل طلاب العدالة العرب الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين، سيعملان على تخليد ذكرى لانغر ونضالها الدؤوب من أجل حرية الشعب العربي الفلسطيني ومن أجل المستقبل المشترك للشعبين في هذه البلاد.
وعلى الصعيد الفلسطيني، نعى تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون المغتربين، إلى الشعب الفلسطيني وأسراه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والى أحرار العالم ومناصري العدل وحقوق الإنسان، هذه المناضلة الأممية التي وافتها المنية يوم أمس الاول عن عمر يناهز الثامنة والثمانين، قضتها حتى لحظاتها الأخيرة في الدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان والأسرى الفلسطينيين.
وقد حيا خالد مسيرة النضال الأممي الطويلة التي خاضتها المحامية لانغر، والتي انتصرت فيها بإنسانيتها لمبادئ حقوق الإنسان والعدل وللإنسانية، فقد كانت خير مدافع عن الأسرى الفلسطينيين من مناضلي الحركة الفلسطينية الأسيرة أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية منذ أوائل السبعينات، وحتى لحظاتها الأخيرة، كما كانت خير ممثل ومدافع عن حقوق الأسرى في كل المحافل والمنابر الدولية، وسعت بكل علاقاتها وإمكانياتها لتدويل قضية الأسرى والدفاع عن حقوقهم، ووقف معاناتهم في سجون وباستيلات الاحتلال، وشكلت مع العديد من مناصري شعبنا، مجموعة من الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بشؤون الأسرى، لتتكلل مسيرتها في سنواتها الأخيرة في المساهمة في تأسيس التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، وتكون رئيسته الفخرية لتدفع بإتجاه أوسع تدويل لقضية الأسرى أوروبيا ودوليا.
وأستذكر تيسير خالد في نعيه للمناضلة الأممية لانغر، مساهمتها في نشر الرواية الفلسطينية المستندة للعدالة للحق في النضال المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي ، حيث فندت بكتبها ورواياتها ومقالاتها المترجمة لعدة لغات الدعاية والأكاذيب الإسرائيلية التي تحاول تضليل الرأي العام، وفي هذا الصدد نستذكر كتابها المميز ( الغضب والأمل: مسيرة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ) الذي يتحدث عن مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، حين أقدم مستوطن حاقد على فتح النيران على المصلين في صلاة الفجر، ليرتقي أكثر من 30 شهيدا وعشرات الإصابات، في جريمة اسرائيلية تندى لها جبين البشرية والإنسانية، حيث حاولت لانغر في كتابها تسليط الضوء على هذه المجزرة، ونقل تفاصيلها بروايات حية من قلب الحدث الى العالم أجمع ، لفضح جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
كما استذكر خالد كتابها المشهور “بأم عيني” ، المنشور في بداية سبعينيات القرن الماضي، والذي قدمت من خلاله شاهداتها وروايتها الحية حول انتهاكات الاحتلال ونماذج من أصناف التعذيب الذي يمارس بحق الاسرى الفلسطينيين.