الفلسطينيّون وأوهام السلام

إسرائيل دولة احتلال استيطانيّة توسعيّة أقيمت على أرض فلسطين المسروقة وظلم وتشريد شعبها، ونتيجة للحروب والقتل وتزوير التاريخ والكذب والخداع؛ إنها دولة حرب وعنصريّة وأطماع توسعيّة وليست ولن تكون دولة سلام؛ السارق والمعتدي الصهيوني الذي جاء من زوايا الكرة الأرضيّة الأربعة وسرق وطنا لا علاقة له به، لا يمكن أن يطمئن للمسروق والمعتدى عليه الفلسطيني ويقيم معه سلاما دائما!

اسرائيل رفضت جميع محاولات السلام مع الفلسطينيين التي طرحت خلال الأربعين عاما الماضية ومنها كامب ديفيد 1978، مؤتمر مدريد 1991، اتفاقات أوسلو 1993، كامب ديفيد 2000 بين عرفات وباراك، مبادرة السلام العربي 2002، خارطة الطريق 2003، محادثات أنابوليس بين عباس والمرت 2010، والدبلوماسية المكوكيّة الأمريكية 2013- 2014، والآن كذبة ” صفقة القرن” التي ستفشل حتما كسابقاتها.

إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل وعقد مئات الاجتماعات بينهم وبين المسؤولين فبها، وعقد اتفاقات سلام بينها وبين مصر والأردن، والانبطاح والاستجداء والتطبيع الرسمي العربي، فإنها ما زالت ترفض التنازل عن شبر من الأرض الفلسطينية، وتسارع الزمن في التوسّع الاستيطاني لهضم الضفة الغربية بالكامل، وبسط نفوذها على كل فلسطين من البحر إلى النهر استعداد للمزيد من التوسع في الوطن العربي وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة امبراطورية يهودية من الفرات إلى النيل.

على الفلسطينيين والعرب أن يدركوا أنه لا توجد فرصا لحل النزاع وتحقيق سلام عادل دائم في المنطقة؛ إسرائيل رفضت السلام عندما كان العرب أقوياء؛ فكيف تقبله بعد ان عزلت مصر عن محيطها العربي وتخلت عن قيادة الأمة، وبعد تدمير العراق وسوريا واليمن وليبا وفصل غزة عن الضفة؟

الفلسطينيون محاصرون إسرائيليا وأمريكيا، ومقيّدون عربيا، ويعانون اقتصاديا، وفوق ذلك كله مشتّتون ومختلفون فيما بينهم وعاجزون عن حل خلافاتهم وانهاء انقسامهم. عليهم أن يتخلّوا عن أوهام السلام، ويوحّدوا صفوفهم وجهودهم الدبلوماسيّة لتطويق إسرائيل واظهارها على حقيقتها كدولة احتلال عنصرية، ويتفقوا على استراتيجية مقاومة شاملة موحدة تجبرها على القبول بحل سلمي عادل.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى