تلفزيون اسرائيل يستغل خلافات قطر ودول المقاطعة لاجتذاب ٧٠ مليون عربي يشاهدون المونديال

في مشاركتهم الأولى في كأس العالم منذ 28 عاما، يجد المصريون أنفسهم أمام خياري متابعة المباريات، إما عبر شبكة “بي ان سبورتس” القطرية، وإما عبر القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي.

ويتذمر المصريون من ارتفاع كلفة الاشتراك بالقناة القطرية في ظل ظروف اقتصادية صعبة، بينما لا يمكنه القبول علنا بمتابعة مباريات منتخبه الوطني على قناة اسرائيلية معادية حتى وإن كانت مجانية.

اما بشأن القدرة المصرية على مشاهدة المونديال عبر قنوات “بي ان سبورتس” القطرية، فتقتصر على الاشتراك بالقنوات المالكة لحقوق بث المونديال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، على الميسورين أو أصحاب المقاهي الراغبين في جذب الزبائن لمتابعة مباريات كأس العالم.

ولكي يحصل المواطن المصري على جهاز فك الشفرات الخاص بشبكة “بي ان”، يتعين عليه ان يسدد 1630 جنيها (قرابة 100 دولار) ثمنا له اضافة الى 2280 جنيها (قرابة 128 دولار) هي قيمة الاشتراك السنوي.

وفي المقاهي حيث يمتزج دخان النرجيلة بحماس وضجيج المشجعين، تعتبر الشاشة التي تعرض بث قناة “بي ان” ميزة كبيرة.

في المقابل قررت شبكة البث الحكومي الاسرائيلية “مكان” بث مباريات المونديال على فضائيتها الاسرائيلية “مكان” مجانا وذلك لتدخل بذلك الحيز الذي طرأ جراء الخلافات بين قطر من جهة والسعودية ومصر والامارات والبحرين من جهة أخرى مما يجعل متابعة المباريات عبر القنوات القطرية امرا غير مرغوب به من قبل المشاهدين في هذه الدول الاربع لا سيما وان اربعة منتخبات عربية تشارك في المونديال الوشيك وهي سابقة قد تشد المشاهد العربي الى الشاشة اكثر من اي وقت مضى.

ويرى المراقبون ان الكثير من المشاهدين العرب ممن لا يملكون المال لمشاهدة القنوات القطرية سيفضلون متابعة القناة الاسرائيلية حتى ولو لم يفصحوا عن ذلك، فهم يريدون بكل طريقة متابعة منتخبهم الوطني وكذلك الامر بالنسبة للسعوديين الذين لا يريدون التنازل واقتناء رزمة المشاهدة القطرية.أما الفائدة التي قد تجنيها اسرائيل من هذه البادرة “الحسنة” هو الانفتاح على اكبر عدد من المشاهدين العرب وهي فرصة من خلال هذه المباريات واستغلالا للهوة في العلاقات بين قطر ومجموعة دول المقاطعة.

ويرى المراقبون كذلك ان العالم العربي سيبدي اهتماما بالغا بهذا المونديال نتيجة مشاركة المنتخبات العربية الاربعة، ولهذا فمن المتوقع حسب التقديرات ان يتابع المباريات ما يزيد عن 70 مليون مشاهد، وهذا يعتبر فرصة امام التلفزيون الاسرائيلي ان يقدم افضل ما لديه أملا بأن يواصل متابعة القناة الاسرائيلية بعد المونديال قسم ولو ضئيل من هؤلاء المشاهدين، وبهذا تكون قد استردت الاستثمار في نقل المباريات مجانا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى