بعد سلاح الخنازير ..المستوطنون يحاربون اهالي بيت لحم بسلاح الديناصورات

في مشهد نادر وغير مألوف فوجئ الشاب إبراهيم محاريق، صباح يوم الجمعة الماضي بوجود “ديناصور صغير” أمام منزله وسط بلدة بيت لحم جنوب مدينة القدس المحتلة، ليثير هذا الحيوان الغريب حالة من الرعب والفوضى داخل الحي بأكمله.

وبعد خوفه من الاقتراب منه نظراً لطوله الذي تجاوز الـ80 سم وعدم إلمامه بطريقة التعامل معه، سارع محاريق بالاتصال بالدفاع المدني الفلسطيني الذي نقل هذا الحيوان لمكان آخر، قبل إبلاغ أهل الحي الذين بقوا متجمعين حوله بأن هذا الحيوان يسمى “الإغوانا”، ويطلق عليه “الديناصور الصغير” وأصله من أمريكا الجنوبية ووصوله لبيت لحم أمر غريب وخطير.

الشاب محاريق ليس الوحيد الذي فوجئ بوجود حيوان “الإغوانا”، بالقرب من بيته، فخلال الأيام القليلة الماضية تلقى جهاز الدفاع المدني في بيت لحم عشرات الاتصالات من مواطنين شاهدوا هذا الحيوان يتجول في الشوارع، وفوق أسطح المنازل وبالقرب من المدارس ورياض الأطفال.

من أين جاءت؟

ويقول المواطن إياد قبها إنه شاهد عدداً كبير من “الديناصورات الصغيرة”، بالقرب من جامعة بيت لحم تجوب شوارع المنطقة، في مشهد مخيف لم يعهده سكان المنطقة من قبل، وخاصة في فترة الليل وساعات الفجر الأولى.

وأكد قبها في تصريحات صحفية، أن تلك الحيوانات الغريبة تثير القلق لكون سكان المنطقة غير معتادين على مشاهدتها، ولكن بصورة مفاجئة انتشرت كأن “الديناصورات الصغيرة” قد اجتاحت بيت لحم وقراها.

واتهم المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنة “غوش عتصيون” داخل محافظة بيت لحم، بأنهم يقفون وراء الانتشار المخيف لتلك الحيوانات، لافتاً إلى أن بعض المواطنين شاهدوا قبل أيام عربة يقلها عدد من المستوطنين تخرج ” الإغوانا” منها، وتلقيها في أحد الشوارع القريبة من بيت لحم.

وذكر قبها أن اعتداءات المستوطنين التي تتم بحماية من جيش الاحتلال، لم تتوقف عند نشر هذه الحيوانات الغربية، والتي تستخدم لأول مرة من قبلهم في إثارة الذعر لدى سكان بيت لحم؛ فقد سبق لهم أن نشروا العشرات من الخنازير، إضافة إلى توزيع رؤوسها مقطوعة بعد قتلها على المنازل والمساجد والجامعات.

ولفت إلى أن تلك الاعتداءات هي ضمن مخطط ممنهج تسير عليه “إسرائيل”، بتوجيه مستوطنيها المتطرفين لتكثيف اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وشملت السرقة والحرق وسرقة المحاصيل وتسميم مواشي المزارعين وقطع رؤوس الخنازير، وكان آخرها نشر”الديناصورات الصغيرة”.

الحيوان يثير القلق

وفور نشر بعض المواقع الإعلامية لصور الدفاع المدني والتقاطه حيوان “الإغوانا”، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة وتناقل الناشطون الصور، في حين قدم البعض النصائح لكيفية التعامل معه، وسط اتهامات مباشرة للاحتلال والمستوطنين بالوقوف خلف نشر هذه الكميات الكبيرة في بيت لحم وقراها لإخافة السكان.

ويقول المقدم موسى أبو يعقوب، مدير الدفاع المدني في مدينة بيت لحم، : إن “الدفاع تعامل مع كل الاتصالات التي وصلت خلال الساعات الماضية من المواطنين حول حيوان “الإغوانا” الذي وجدوه”.

وأضاف: “بيت لحم لا تعرف مثل هذه الأنواع من الزواحف ولم يسبق أن كانت فيها وشاهدها أهلها، لكن انتشارها بهذه الصورة وفي أماكن قريبة منهم وحتى داخل المنازل بهذه الصورة المفاجئة شكل صدمة وحالة كبيرة من الفزع لديهم نظراً لكبر حجمها”.

وذكر المقدم أبو يعقوب أنهم يقومون بإلقاء القبض على تلك الحيوانات غريبة الظهور دون إيذائها أو قتلها، وتحويلها بشكل مباشر لجمعية الرفق بالحيوان للتعامل معها، لافتاً إلى أن هذا النوع من الحيوانات سعره مرتفع جداً ولا يعيش في فلسطين.

وأشار إلى أن هذا النوع من الحيوانات مؤذٍ للغاية ويشكل خطراً حقيقياً على السكان، خاصة أنه لديه عضة قد تكون مميتة، ويعد من الزواحف الشرسة وسريعة التخفي.

وأضاف: “هذا النوع من الزواحف يعيش بالأماكن الحارة مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وسبب وصول هذه الأعداد الكبيرة لبيت لحم مثير للقلق، وسط اتهامات للمستوطنين وجيش الاحتلال بافتعال هذه الحادثة لترهيب السكان ضمن مخطط خطير يحاك ضد المدينة”.

ولم يعلق الإعلام العبري حتى اللحظة على هذه الحادثة، في حين تحوم الشكوك حول وجود حاخامات متطرفين يدعمون هذه الاعتداءات ضد الفلسطينيين ويدفعون الأموال لتمويلها.

وخلال الفترة الأخيرة شهدت مدينة بيت لحم وقراها على وجه الخصوص عمليات استيطان مكثفة، استولت فيها “إسرائيل” على أكثر من نصف مساحة المدينة، إضافة إلى اعتداءات منظمة ومتصاعدة من قبل المستوطنين المتطرفين على سكان بيت لحم، وشملت حرق المنازل والاعتداء على المواطنين والمزارعين والطلبة ونشر الخنازير في الشوارع بصورة متعمدة، وكل ذلك يتم بحماية من جيش الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى