العلاقات بين عمّان والدوحة وطيدة بالخفاء وفاترة في العلن.. والاسباب معروفة

شكلت زيارة الأمير علي بن الحسين شقيق الملك عبد الله الثاني إلى العاصمة القطرية الدوحة مفاجأة من العيار الثقيل لعديد الأوساط السياسية في عمّان، وحتى تلك القريبة من مطبخ صنع القرار في العاصمة الأردنية.

زيارة الأمير الأردني -الذي يتولى منصب رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم- جاءت تحت لافتة المشاركة في حضور المباراة النهائية لكأس الأمير في قطر، وكان رعى المباراة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقد أعقب المباراة لقاء دافئ جمع أمير قطر بالأمير الأردني وعدد من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وبنظر متابعين، فإن زيارة الأمير علي شكلت أبرز رسائل التقارب المرصودة حديثا بين الأردن وقطر، وذلك بعد مضي عام على الأزمة الخليجية التي خفضت على إثرها عمان تمثيلها الدبلوماسي مع الدوحة وأغلقت بموجبها مكاتب قناة الجزيرة نتيجة ضغوطات سعودية إماراتية قاسية مورست عليها، وفق مقربين من دوائر صنع القرار الأردني.

ويقول ساسة أردنيون “للجزيرة نت” إن الإجراءات المذكورة جاءت لتجنيب عمان الحرج، وإن أبو ظبي والرياض طلبتا آنذاك ما هو أبعد من ذلك من الجانب الأردني من قبيل القطع الكامل مع الدوحة، ووصل الأمر حد المطالبة بطرد الطلبة القطريين الذين يدرسون في العاصمة الأردنية عمان، والذين يقدر عددهم بأكثر من ألفي طالب.

وتقول شخصية أردنية وازنة “للجزيرة نت” إن صانع القرار الأردني لم يكن مؤيدا لحصار دولة قطر، وهو موقف ربما يكون واحدا من أهم أسباب الفتور المكتومة منذ فترة بين عمان من جهة وأبو ظبي والرياض من جهة أخرى.

فالتقارب الأردني- القطري في إحدى رسائله تمثل في شراكة رجال أعمال أردنيين وقطريين لفتح خط ملاحي بين العقبة والدوحة من أجل نقل البضائع الأردنية إلى قطر.

وفي المعلومات، فإن الخط البحري الذي اقترب من نهاياته سيوفر وقتا لا يتجاوز أسبوعا لوصول السلع والمنتجات، ويصل إلى الدوحة ربع صادرات الخضار والفواكه الأردنية، وكانت حركة التصدير بين البلدين قد تضررت بسبب الأزمة الخليجية.

وفي رسائل التقارب الأخرى مذكرات نيابية أردنية تحث الحكومة على إعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين، فقد أطلق النواب قبل يومين مذكرة ثالثة دعت رئيس الوزراء هاني الملقي إلى إعادة التمثيل الدبلوماسي مع قطر.

ولفتت المذكرة إلى أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقا من الحرص على علاقات الأخوة مع دولة قطر الشقيقة، والحفاظ على تاريخ العلاقة المشرفة بين الدولتين وبما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين”.

وقد كان لافتا خبر وكالة الأبناء الأردنية الرسمية الذي بثته قبل يومين، والذي قالت فيه إن ثمة مباحثات قطرية – أردنية لزيادة عدد الطلبة القطريين في الجامعات الأردنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى