ازمة السير في الأردن ..الوقت مهدور بلا حساب والشوارع تفيض بالمركبات

لن يكون مستغرباً على المواطن الأردني، أن تستغرق مسافة كيلومترات لا تتجاوز الخمسة، في العاصمة عمان، مدة ساعة كاملة، بسبب أزمات المرور.

وتسير على شوارع المملكة (التي تحصي 9.5 ملايين نسمة)، قرابة 1.5 مليون مركبة بين خاصة وعمومية وتجارية، وفق تقديرات إدارة السير .

ويعاني سكان العاصمة، ومحافظات أخرى مجاورة، أزمات سير يومية تبدأ من السابعة صباحاً حتى منتصف الليل، وتمتد لساعات الفجر الأولى في فصل الصيف.

مسؤولون وخبراء أردنيون، اتفقوا على أن أزمات السير المستمرة التي تشهدها شوارع البلاد، تلقي بآثار اقتصادية سلبية، سواء على مستخدمي المركبات، أو على منظومة النقل كاملة، نتيجة لزيادة الضغط على البنى التحتية واستهلاك الوقود.

وما بين تعدد أسباب هذه الأزمات، قال هؤلاء إن النتيجة النهائية لها، دفعت باتجاه زيادة امتلاك المركبات الخاصة، في ظل غياب وسائل نقل سهلة، وهو من أهم مسببات الاختناقات المرورية التي تشهدها الشوارع.

مركبات خاصة

عبلة ابو وشاح، مديرة إعلام هيئة تنظيم قطاع النقل البري، قالت إن أزمات السير في شوارع المملكة، دفعت باتجاه تملك السيارات الخاصة.

وبيّنت “أبو وشاح” للأناضول، أن الزيادة في عدد السيارات التي تسير على الشوارع، تتسبب دون شك في ضغط على البنية التحتية، علاوة على الكلف الاقتصادية الناتجة عن زيادة استهلاك الوقود.

ومنذ سنوات عدة، تحول اهتمام الأردنيين بشكل واسع، نحو السيارات الهجينة (كهرباء وبنزين) والسيارات الكهربائية الكاملة، لمواجهة ارتفاع تكلفة الوقود واستهلاكه العالي بسبب الأزمات.

تطوير منظومة النقل

المدير التنفيذي للنقل العام في أمانة عمان الكبرى، عبد الرحيم وريكات، قال إن أزمات السير تؤدي إلى رحلات أطول للوصول إلى الوجهة المطلوبة، ما يعني كلفا أعلى ووقتا أطول.

وبين وريكات للأناضول، أن ذلك يتبعه آثار بيئية ناتجة عن ازياد عوادم السيارات.

وأكد وجود توجه لـ “أمانة عمان” بشأن تطوير منظومة النقل العام لتجاوز تلك الآثار، من خلال تحديث أساطيل النقل العام.

وتابع القول: “ذلك من شأنه تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، في ظل ازدياد عدد السكان، إضافة إلى تحسين البنية التحتية للشوارع والأنفاق”.

مركبة لكل 5 أفراد

وكان منتدى الاستراتيجيات الأردني (خاص)، قد أوضح في دراسة له، أن عدد السيارات في المملكة يقارب سيارة واحدة لكل 5 أشخاص.

وأضاف المنتدى في دراسة أعدها حول “امتلاك المركبات في الأردن”، ونشر نتائجها الشهر الماضي، أن نسبة عدد المركبات إلى عدد السكان الأردنيين تبلغ حوالي 21.6 بالمائة.

وقال أمين سر نقابة أصحاب محطات المحروقات، هاشم عقل، إن “عدد السيارات في الأردن يزيد سنويا بنسبة 5 بالمائة، وبالتالي فإن استهلاك الوقود للسيارات يزيد بنفس النسبة تقريبا”.

ويتجاوز العدد المعلن رسميا للمركبات المسجلة في الأردن 1.5 مليون سيارة وفقا لتقديرات دائرة السير.

وبين عقل أن “استهلاك البنزين بلغ العام الماضي ما يقارب 1.6 مليار لتر، فيما بلغ استهلاك الديزل والذي يستخدم كوقود للعديد من المركبات في الأردن حوالي 1.9 مليار لتر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى