مشعل يوضح ان جماهير الشعب، وليس الفصائل، هي التي اشعلت مسيرة العودة وقدمت التضحيات

قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”: إن الذي يقف وراء مسيرات العودة ليست الفصائل، بل شعب أعزل أراد إرسال ثلاث رسائل للعالم، مطالبا بنقل تجربة المقاومة الشعبية في غزة إلى الضفة المحتلة.

وأوضح مشعل في مقابلة مساء امس الثلاثاء عبر قناة الجزيرة، أن الرسائل هي: أريد أن أعود إلى وطني وبلادي التي هجرت منها، وحصار غزة آن الأوان أن ينتهي، وأن القدس عربية إسلامية، ولا نقبل الموقف الأمريكي.

وأضاف أن الجميع يرى المشهد بغزة وهو حراك ليس فصائليًّا، بل شعبي بامتياز، مبيناً أنه حين تقاتل حماس بالسلاح تدان، والآن وهي تنخرط مع شعبها في مقاومة سلمية أيضاً تُدان، وهذا اختفاء خلف الحقيقة بسبب العجز في إدانة الاحتلال “الإسرائيلي”.

ودعا مشعل إلى نقل تطبيق نموذج المقاومة الشعبية الذي يشهده قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة بتوافق وطني، مؤكداً بأن ذلك سيشكل إحراجًا كبيراً للاحتلال الإسرائيلي.

وحول المطالبات الدولية بالتحقيق في مجزرة الاحتلال بغزة، قال مشعل: جربنا التحقيق، وهو وسيلة لتسويف القضايا، منبها إلى أن الذي يريد أن ينتصر في الساحة الدولية عليه أن يدين الجرائم الإسرائيلية.

وأضاف: من يريد إنهاء المأساة الإنسانية عليه أن يفك الحصار فوراً، مبيناً أن القوى الدولية تملك القدرة، وأن مسار التحقيق ليس هو الأجدى، بل إدانة الاحتلال هي المطلوب.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ارتكبا جريمتين أمس بقتل العشرات من المدنيين العزل وجرح ما يزيد على 2800، ونقل السفارة للقدس.

وقال: إن ما حدث في غزة أمس جريمة بشعة ضد شعب أعزل خرج ضد الحصار ورفضاً لنقل السفارة، وللمطالبة بحق العودة، قائلاً: هاتان الجريمتان أظهرتا العقلية الإسرائيلية والأمريكية التي لا تحترم العقول.

وأشار إلى أن شعبنا في قطاع غزة قدم بطولة عند الحدود، وقدمها بالماضي في صد حروب الاحتلال، منوهاً بغزة التي تقدم إبداعاً جديداً منذ ستة أسابيع بمشاركة مليون إنسان عند حدود القطاع.

وثمن مشعل بعض المواقف العربية حول ما جرى أمس، مشيراً إلى “المواقف الجيدة” من الكويت وقطر وتركيا، وقال: “كان ينبغي أن نشهد رد فعل عربي يتناسب مع ضخامة الحدث”.

ورأى القيادي الفلسطيني أن رئيس السلطة محمود عباس أمام لحظة تاريخية في أن يوحد الصف الفلسطيني وينهي الانقسام.

ودعا مشعل، عباس إلى التصرف بعقلية الزعيم الذي يستوعب الناس، ورفع العقوبات التي فرضها على قطاع غزة.

وأضاف أن عباس اليوم أمام لحظة تاريخية في ظل الضغوط التي تمارس عليه في استعادة أوراق القوة من تفعيل المقاومة الشعبية في الضفة وغزة والشتات، ووقف التنسيق الأمني، والذهاب إلى شراكة وطنية حقيقية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل.

ودعا مشعل قيادة السلطة والفصائل الفلسطينية إلى أن تكون على مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن قيادة حركة حماس مستعدة للسير في طريق المصالحة حتى النهاية.

وحول المواقف العربية والدولية، أوضح أن الموقف الأوروبي من نقل السفارة الأمريكية للقدس جيد، لكن أمريكا والاحتلال كسرا هذه القاعدة، حيث إن الاستيطان مجرّم في الأمم المتحدة، لكن لا يوجد ترجمة في معاقبته على معارضته للإرادة الدولية.

وأشار إلى أن هناك دولاً لم تشارك في حفل نقل السفارة بالقدس، وهناك مواقف إنسانية محترمة للنخب في العالم الغربي لكنها لا تكفي.

وتطرق مشعل إلى بعض مواقف الدول بمجلس الأمن الدولي، وعدّها مواقف ملتبسة، وأن كثيراً من الدول الأوروبية مالت إلى تحميل الطرفين المسؤولية وهذا غير مقبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى