خبز التنور مهنة ريفية تحضر بقوة في مدينة الحسكة

 

اشتهرت محافظة الحسكة بصناعة الرغيف العربي أو كما يسميه الأهالي خبز التنور الذي يشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على الرغم من ارتفاع أسعاره مقارنة بالخبز الذي توفره المخابز العامة.

ويتميز خبز التنور بنكهة وطعم مميزين ووجوده الضروري في بعض الأطعمة المحلية يجعله مادة مطلوبة باستمرار وقد فرضت صناعته نفسها كمهنة يحترفها الكثيرون بعد ان كان إنتاجه مقتصرا على أهالي الريف الذي لا يوجد فيه أفران.

أعداد كبيرة من التنانير انتشرت ضمن مركز مدينة الحسكة وأحيائها لكون صناعتها لا تحتاج الكثير من المال فهي عبارة عن محل صغير يتضمن تنورا وأدوات تحضير العجين وعدد عمال يتراوح بين عاملين وثلاثة عمال.

ويقول الشاب ماهر أحد أصحاب الأفران الخاصة بإنتاج خبز التنور انه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 20 عاما وهو من الأوائل الذين قاموا بافتتاح تنور في حي غويران ليتوسع بوقت لاحق ويفتتح عددا من المحال ضمن السوق لتلبية الطلب المتزايد.

وتحدث ماهر عن صناعة الرغيف قائلا في البداية لا بد من إحضار تنور مصنوع من طوب باستخدام تربة خاصة يتم جلبها من ريف دمشق وغالبا تأتي التنانير جاهزة فالتربة المحلية غير صالحة لصناعة التنور وبعد ذلك يتم تحضير الآلات الخاصة بالعجين اما باقي المراحل فتتم بشكل يدوي من التقطيع إلى الترقيق إلى وضع وإخراج الرغيف من التنور.

أما محمد عبود العامل في تنور ضمن مركز المدينة من الأهالي الوافدين من محافظة دير الزور فيبين أن للخبز العربي أنواعا منها الخبز العادي الذي يتصف بكبر قطره وانخفاض سماكته وهو الأكثر استخداما والنوع الثاني يسمى الكعكة وتمتاز بسماكتها وصغر قطرها وعادة ما تستهلك عجينا أكثر من الخبز العادي أما النوع الثالث فيمتاز بستخدام منكهات كحبة البركة والحلبة والسمسم وإنتاجه يكون على طلب الزبون اما النوع الرابع يمتاز بصغر قطره وقلة العجين المستخدم في إنتاجه وهذا النوع يخصص للمطاعم العامة.

ويقول المواطن طلال سعود ان لرغيف التنور نكهة خاصة وطعما لذيذا وهو يدخل في تحضير بعض الأطعمة الخاصة بالمحافظة ومنها صناعة المنسف والثرود وغيرها لكن يبقى خبز التنور الذي يصنع في الأرياف ألذ وأشهى لكون الأهالي يستخدمون الحطب بينما صناعة رغيف الخبز في المدن تستخدم المازوت لاشعال التنور.

وكانت صناعة الرغيف العربي مقتصرة على الريف وتتباهى النساء الريفيات بإنتاج الرغيف حسب المواصفات المتعارف عليها سواء من حيث حجم الرغيف أو انخفاض سماكته وقل ما يتم استخدام الخبز الالي الذي يتم انتاجه في الأفران العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى