سبعون عاماً على النكبة العربية الكبرى .. وماذا بعد؟؟

لأول مرة أتردد كثيرا في الكتابة عن ذكرى النكبة وهي خنجر انغرس في قلب كل أحرار الأمة والعالم ، وترددي ليس إلا لشيء واحد فقد وصلت الأمة العربية كلها إلى حافة الهاوية ، وبالتالي الخروج من التاريخ  الذي لا ينتظر الجالسين على قارعة الطريق أو التابعين  .

والأخطر من ذلك اليوم ليس قرار مجنون واشنطن الذي اختار له ذكرى النكبة لينقل وكر بلاده إلى القدس المحتلة معترفا بشرعية اغتصابها علنا  ، ليس مهم أن يكون ذلك مخالفا حتى للقرارات الدولية ذات الصلة التي يتشدقون بها ، فهذه أمريكا  وهذا تاريخها المعادي لأمتنا العربية ولشعبنا الفلسطيني بشكل خاص  ولا تزال كل الأنظمة العربية تراهن على الدور الأمريكي  بما  يسمونه بعملية السلام   الذي عبر ويعبر عن نفسه منذ الثواني الأولى للنكبة العربية الكبرى بفلسطين التي يمر على ذكراها اليوم 70 عاما .

لقد سبق ان أعلن مجرم هورشيما وناكازاكي  هاري ترمان اعتراف بلاده بما يسمى بدولة إسرائيل ، وقال لمنتقديه أن العرب ليس لديهم أصوات في أمريكا ( يعني كل العملية مجرد انتخابات في أمريكا  .)

الخطر الحقيقي اليوم يأتي من كشف المستور عن أنظمة صهيونية بلسان عربي وهي من أسباب ما وصلنا إليه  نحن وقضيتنا المركزية فلسطين، لكن اليوم سقطت عن تلك الأنظمة حتى ورقة التوت  التي كانت تتستر بها طيلة  العقود الماضية  ، فماذا يعني أقوال المتصهينيين من الإعراب امثال ابن سلمان وكلامه المستفز الذي يدل على عبودية الصهيونية دون عبودية  الله  ، إلى تصريحات أولاد زايد وما صرح به الوزير الصهيوني أيوب قره  بأن وزير خارجية الإمارات وجه إليه دعوة رسمية   لزيارة محمية الإمارات ، وصولا  لتصريح وزير خارجية ما يسمى بدولة البحرين العظمى والكبرى الذي سكت بعد ممانعة طويلة عن الكلام ثم صرح بأن من حق ما أسماه بإسرائيل الدفاع عن نفسها ، ناهيك عن احتفالات أولاد الكامب ديفيد  في مصر بذكرى النكبة وفي الفندق الذي خاض به الزعيم جمال عبد الناصر آخر معاركه دفاعا عن فلسطين ووقف نزيف الحرب بين الأشقاء في غير مكانها الصحيح  إضافة للأردن والمغرب وعلاقاتهم المميزة مع الكيان الصهيوني حتى قبل معاهدات الذل والعار ، وصولا  للأكثر خطورة  وجود سلطة  للأسف فلسطينية لتكون مجرد شركة أمن داخلي  لحفظ أمن الصهاينة  وعن طريقها  وبواسطتها سقط الكثير من الساقطين بحجة أن الفلسطينيين سبقوهم للتطبيع ، وكأن تلك السلطة الهزيلة تمثل إرادة شعبنا الفولاذية وكشفت الأقنعة الكاذبة التي كان يتذرعون بها  .

لقد جاءت الذكرى السبعون للنكبة هذا العام معمدة بدماء أبناء شعبنا في فلسطين وغزة بشكل خاص التي هي  فلسطين مصغرة لتكون رسالة للعالم ولأمريكا  وعملائها  أن لا فلسطين دون القدس  كاملة وليست مجزئة .

وفلسطين عربية من بحرها إلى نهرها والقدس عاصمتها  ولا خوف على فلسطين وهويتها العربية  وبها شعب الجبابرة وهي تعمد كل يوم بالدماء الطاهرة لتؤكد للعالم أنها لن تكون إلا عربية ، وأن الخونة من الأمة وسماسرة التطبيع لن يكون لهم مستقبل، ومحميات الخليج المحتل لن تبقى كما هي لان دورها الوظيفي أوشك على الانتهاء .

وإذا نظرنا للواقع ، كما هو، فسوف نصاب بالاكتئاب لان الامة كلها قد خلت من القامات العظيمة ، ولكن ميزة أمتنا وفي القلب منها فلسطين إنها كطائر الفينق الذي يخرج حتى من تحت الحطام والنار ليعلن إرادة الحياة  .

وليس أخير، فان فلسطين رقم واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، وإرادة الشعب ونضاله وكفاحه سوف تأتي ثمارها بالتحرير الكامل  ، وشعبنا لن يقهر بإذن الله وفلسطين ستبقى عربية لكل أبنائها بمختلف ألوانهم السياسية  والثقافية  .

ولا نامت أعين الجبناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى