الحزب الشيوعي الفلسطيني – الثوري يؤكد في ذكرى النكبة حتمية العودة

بمناسبة الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، اصدر الحزب الشيوعي الفلسطيني /الثوري البيان السياسي التالي ..

تمرّ هذه الأيام الذكرى السبعون لاغتصاب أرض وطننا فلسطين وإعلان قيام الكيان الصهيوني، والذي جاء نتاج المؤامرة الاستعمارية الصهيونية والتخاذل العربي، في ظل الانتداب البريطاني، وقد أكدت السنوات السبعون الماضية الترابط الوثيق والشراكة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية  والاستراتيجيات الاستعمارية الغربية، والرجعية العربية،  فإن هذا الكيان قد قام وما زال بوظيفته في خدمة الاستراتيجيات الاستعمارية كأداة حرب وتآمر وعدوان بهدف ضرب قوى التحرر القومي العربي.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني …. يا أبناء أمتنا العربية

النّكبة مستمرة، هي حاضرة في مجازر جيش الاحتلال وقَتْله لَأبناء شعبنا بِدم باردٍ، مستمرةٌ في مشاريع التّهجير ومُصادرة الأراضي في النّقب، وفي الإعتداءات المتتالية على الاماكن المقدسة، وفي تهويد القدس وتهجير المقدسيين، واضحةٌ كالشّمس في تمدّد سرطان المستوطنات في الضّفة، وتزايد عدد المستوطنين،  هي نكبة مستمرةٌ بمشاريعَ تصفية القضيّة الفلسطينية، في ظلّ تخاذلٍ ومشاركة عربيّة وظروفٍ عالميّة حيث ترى حكومة الكيان الصهيوني، الفرصة سانحة بمشاركة الولايات المتّحدة لدقِّ المسامير الأخيرة في نعش القضيّة الفلسطينيّة ودَفْنها نهائياًعبر “صفقة القرن” وآخرُ تجليّات هذا التحالفِ والشراكة الأمريكية هو قرارُ اعتبار القدس عاصمة للكيان ، ونقل السّفارة الأمريكيّة إلى القدس ، والقرار الأمريكي الأخير بالإنسحاب من الإتفاق النووي الإيراني الذي يهدد الأمن والسلم العالميين ، والأنكى من ذلك أن بعض الأنظمة العربية الرسمية وخاصة دول الخليج وعلى رأسها مملكة آل سعود قد تخلّت عن موجبات الصراع القومي مع هذا العدو، وتعمل لحرف هذا الصراع،وموّلت بالمليارات المجموعات والعصابات الإرهابية لتفتيت العراق وسورية وإلهاء شعوبنا العربية تحت مسميات “الربيع العربي والحرية ” لإبعاد  قضيتنا الوطنية عن أولوياتها، وأقامت علاقات واتفاقات وتوغّلت في أشكال متقدمة من التطبيع العلني والزيارات المتبادلة  مع الكيان الصهيوني، كما يبرزفريق رئيسي في العمل الفلسطيني ينحو نحو التخلي عن الصراع والمقاومة وحق العودة، والذي تجلّى في اتفاقات أوسلو الكارثية عام 1993 ومترتباتها، وفي إصراره على طريق التفاوض كخيار وحيد والتنسيق الأمني معه.

نعيش هذه الأيام مفاعيل دورة فريق مجلس رام الله ذي اللون السياسي الواحد والذي عُقد تحت حراب الإحتلال، إذ لم يستجب هذا الفريق لكل دعوات القوى الوطنية والشخصيات المستقلة  للتراجع عن هذه الخطوة الإنقسامية لما سيترتب عليها من تداعيات كارثية على وحدة شعبنا وحركته الوطنية،هذه الخطوة جاءت انقلاباً على التفاهمات والتوافقات والحوارات والتي بدأت في القاهرة وكان آخرها في كانون الثاني  في بيروت عام 2017 واتفقت على عقد مجلس وطني يضم كافة القوى الفلسطينية وأكدت ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية في إطار م.ت.ف .

إن تجارب السبعين عاماً الماضية تؤكد أن هذا العدو لا يتراجع عن احتلاله وعدوانه عبر التوسل ،والتفاوض السياسي،وتقديم التنازلات والنضال السلمي بل بالمقاومة المسلحة كشكل رئيسي، والتي أثبتت جدارتها من خلال دحره من جنوب لبنان وغزة وصراعنا التناحري معه متواصل حتى إلحاق الهزيمة النهائية بمشروعه الاستعماري الإستيطاني الإجلائي، وفي هذا الوقت بالذات لا بد من عدم إغلاق الأبواب وعلى القوى  والشخصيات الوطنية  وعلى قاعدة المراجعة السياسية الشاملة العودة على الصعيد الوطني إلى طريق الحوارالوطني الشامل، وتوحيد الرؤى واستعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام،واعتماد إستراتيجية وطنية شاملة، ليكن مجلس وطني فلسطيني مقاوم مظلة للجميع تتمثل فيه كل القوى الفلسطينية على طريقإعادة بناء م.ت.ف لخطها الوطني على أسس ديمقراطية وتفعيل مؤسساتها الوطنية وإعادة الإعتبار للميثاق الوطني لكي تُشكّل عنواناً وكيان سياسي لشعبنا الفلسطيني ولتنتقل إلى خط المواجهة مع العدو المحتل وتعيد صياغة العلاقات العربية والدولية ،وتحشيد إمكانيات شعبنا في الداخل والخارج،وتفعيل البعد القومي والأممي الإنساني ،كسند أساسي للنضال والمقاومة الفلسطينية،والابتعاد عن الرهانات والمناورات العبثية،والاصطفاف مع المحاور الاستسلامية،التي تلحق الضرر بالقضية الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني …. يا أبناء أمتنا العربية والشعوب الإسلامية:-

إننا على يقين بأن صيرورة الصراع لن تكون لصالح الصهاينة في نهاية المطاف، وسوف تلحق بهم الهزيمة، وها هي سورية تنتصر على العدوان الثلاثي المدعوم من قبل العثمانيين وبتواطؤ نظم الخليج الرجعية وعلى رأسها مملكة آل سعود وهي على أبواب النصر الكامل على المشروع المعادي والإرهاب ، وتصدّ عدوان الصهاينة وتردّ عليه ،وها هي المقاومة تحرز النصر في الإنتخابات البرلمانية في لبنان،إن وحدة نضالنا الوطني والقومي سوف يُسرِّع في انهيارالوجود الصهيوني، إننا نؤكد على حقنا في أرضنا وأن لا عودة عن حق العودة ولن تثنينا كل المشاريع والصفقات مؤكدين حق العودة وأولويته وحق شعبنا في المقاومة وحق تقريرمصيره وإقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني كاملة السيادة عاصمتها القدس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى