على غرار حركة “كفاية” المصرية ..انطلاق حركة “كفى” التركية ضد اردوغان

صنع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا الحدث بعد أن حولوا عبارة “كفى” التي وردت على لسان رئيسهم رجب طيب أردوغان إلى ترنّد عالمي يطالبه بالتنحي عن السلطة قبل انتخابات رئاسية مقررة الشهر القادم.

اكتسح هاشتاغ TAMAM# الذي يعني يكفي ويدعو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرحيل عن السلطة، الشبكات الاجتماعية. وأصبح الهاشتاغ ترنّدا عالميا على تويتر ليلة امس الاول الثلاثاء بأكثر من مليوني تغريدة.

وكانت المعارضة التركية طرحت سؤالا على أردوغان عبر وسائل الإعلام، عما إذا كان مستعدا للرحيل في حال طلب منه الشعب ذلك؟ ليرد الرئيس بأنه “سيفعل في حال قال الشعب تمام”، وهي بمعنى “يكفي”. وقال أردوغان لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة في خطاب ألقاه الثلاثاء قبل نحو 7 أسابيع من إجراء انتخابات مبكرة “إذا قال شعبنا في يوم من الأيام تمام، فعندئذ فقط سوف أتنحى”.

وتلقف مستخدمو الشكات الاجتماعية العبارة ليصنعوا منها الحدث. واكتفى بعضهم بتغريد العبارة بأحرف بارزة، في حين أضاف آخرون شعارات مثل “رجاء ارحل الآن”.

وغرّد متفاعلون “تمام” مكررة بعدد الأحرف المسموح به على موقع تويتر، كما ابتكر بعضهم إشكالا بواسطة العبارة.

وقال أحد المغردين “نريد ديمقراطية، لذا نقول لأردوغان اترك الكرسي، لقد فعلت أمورا مجنونة لبلدنا وشعبنا، كفى”. وغرّد آخر “لن تتنحى بهدوء، ستدفع ثمن الأشياء التي فعلتها، كفى”.

واعتبر الهاشتاغ “لحظة نادرة” وحّدت المعارضة في جميع الأحزاب الرئيسية، بما في ذلك المعارضة الموالية للأكراد. ونادرا ما يجد السياسيون الأكراد والقوميون الأتراك أرضية مشتركة.

وقال الصحافي التركي روزن كاكير في تغريدة “من الغريب جدا أن أردوغان قد عرض على المعارضة شعارا موحّدا”. واستعمل منافسو أردوغان في انتخابات 24 حزيران نفس العبارة. وكتب محرم إنجي، مرشح حزب الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة، “انتهى الوقت” والتي تعني بالتركية “وقت تمام”.

وغردت زعيمة حزب “إيي” ميرال اكسينير “تمام”، بينما أضاف رئيس حزب “السعادة” المحافظ تمل كرم الله أوغلو على العبارة “تمام إن شاء الله”.

وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعية المنفذ الوحيد للأتراك للتعبير عن معارضتهم لأردوغان بعد حملة قمع غير مسبوقة أغلقت فيها وسائل الإعلام الحرة واعتقل فيها صحافيون ومغردون وكل من يجرأ على انتقاد أردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

أما وسائل الإعلام الرسمية المتبقية فهي منهمكة بتغطية أردوغان ووزرائه، حيث تبث جميع خطابات الرئيس، التي عادة ما تكون مرتين أو ثلاث في اليوم على الهواء مباشرة، بينما تحصل أحزاب المعارضة على تغطية ضئيلة أو معدومة.

ويذكر أن الحكومة رفضت الاعتراف بقوة حملة TAMAM#على الشبكات الاجتماعية.

وقال ماهر أونال، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن التغريدات أرسلتها برامج إلكترونية (بوتات) وهي آلية على الإنترنت مرتبطة بمتشدّدين من حزب العمال الكردستاني، وفتح الله غولن، رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة والذي ألقت أنقرة باللوم عليه في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وغرد أونال على تويتر “أبطال لوحة المفاتيح الذين لا يعرفون ما تعنيه صناديق الاقتراع، سنرى بعضنا البعض ليلة 24 حزيران”. غير أن خبير الشبكات الاجتماعية التركي أكين إنفيم أكد في تغريدة على حسابه الموثق على تويتر أنه يكذب كل ادعاءات الحكومة، مؤكدا أن الهاشتاغ المطلق من الموالين لأردوغان وهو المدعوم بالبوتات التي تعيد نشر 100 تغريدة في الدقيقة تحمل نفس الكلمات.

وكان داعمو أردوغان قد أطلقوا هاشتاغ دوام  (#davam) لدعوة الرئيس إلى البقاء في منصبه، إلا أن هناك فرقا كبيرا في عدد التغريدات الواردة على الهاشتاغين. ووصل عدد التغريدات على هاشتاغ #davam إلى 200 ألف.

ومن جانب آخر قدم بعض المغردين “وصفات” جاهزة للأتراك لتنحية أردوعان. فكتبت مغردة “أنتم تقدمون استمارات تمام TAMAM# وتمضون عليها.. الشعب مثل استمارات تمرد في مصر”.

وذكّر مغرد أردوغان بتصريحاته إبان ثورة  25 يناير/ كانون ثاني المصرية الموجهة للرئيس المصري محمد حسني مبارك آنذاك، حين قال له “استمع لصيحات الشعب ومطالبه، فكلنا سنموت وسنسأل عما فعلناه”.

ولم يستغرب مغردون رد حكومة “الخليفة المظفر أردوغان” المعروف وفق بعضهم بـ”العنجهية”. وتساءل إعلامي فرنسي “هل سيتم القبض على المشاركين في الهاشتاغ الآن لإهانتهم السلطان؟”.

يذكر أن الأتراك خرجوا إلى الشوارع في إسطنبول في الليلة الفاصلة بين امس الاول الثلاثاء وامس الأربعاء، حيث قام البعض منهم بإضاءة شعار “تمام” بالشموع على الأرصفة والطرق.

وفي منطقة كاديكوي، التي تقع في الجزء الآسيوي لمدينة إسطنبول، تم اعتقال 10 متظاهرين، ليتم بعدها الإفراج عنهم بعد الاستجواب، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

ويفاخر أردوغان الذي ينتقده خصومه ويعتبرونه زعيما استبداديا يعيش في زمن السلاطين العثمانيين، بأن عهده أدخل تركيا عصرا جديدا من الازدهار الاقتصادي وأكسبها تأثيرا سياسيا خارجيا.

وهو ما ينفيه معلقون خاصة أن خبراء يقولون إن ارتفاع معدل التضخم، الذي يصل إلى نحو 12 بالمئة ألقى بأعباء كبيرة على الاقتصاد التركي وأدى إلى تراجع مؤشر الثقة، وأسهم في استمرار انهيار الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان وحلفاء تركيا الغربيون أنقرة بسبب سجلها المتدهور في الحقوق المدنية وأعربوا عن مخاوفهم من أن عضو حلف الأطلسي ينزلق أكثر نحو الاستبداد في عهد أردوغان.

وبعد انتخابات يونيو، ستتحول تركيا إلى نظام رئاسي رسميا بعد أن تمت الموافقة عليه بهامش ضئيل في استفتاء العام الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى