” خسئت ” .. هكذا رد خامنئي اليوم على ترامب بعدما اعلن امس انسحاب امريكا من الاتفاق النووي مع ايران

وصف المرشد الايراني السيد علي خامنئي خطاب الرئيس الاميركي امس الثلاثاء، الذي اعلن فيه انسحابه من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 بانه سخيف وخاوي ومليء بالاكاذيب.

وقال السيد خامنئي في كلمة بحشد من مسؤولي وكوادر وزارة التربية والتعليم في ايران: سمعتم امس رئيس الولايات المتحدة تحدث بكلام سخيف، وكانت هناك اكثر من عشر اكاذيب في كلامه.

واضاف يقول: لقد هدد النظام، وهدد الشعب بانني سأفعل كذا وكذا، وانا اقول نيابة عن الشعب الايراني: يا سيد ترامب، خسئت.

وقال المرشد : حين بدا الجدل بشان الملف النووي، كان بعض الاشخاص في الداخل يقولون لماذا هذا الاصرار على الاحتفاظ بالنووي، دعوه جانبا.  طبعا هذا الكلام كان خطا لان الطاقة النووية ضرورية للبلاد، لانه وبحسب ابحاث الخبراء فان البلاد ستكون بحاجة الى 39 الف ميغاواط من الكهرباء خلال الاعوام القادمة، ولكن رغم ذلك قلنا آنذاك ردا على تلك الشخصيات بان المسالة بين ايران وامريكا لا علاقة لها بالملف النووي، وهذه ذريعة ولكنهم اصروا على موقفهم .

وتابع قائلا : والان ترون بان المسألة ليست كما تصورتم . نحن قبلنا بالاتفاق النووي ولكن العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية لم ينته ، فهم الان يطرحون مسالة تواجد ايران في المنطقة وقدراتها الصاروخية؛ وان قبلنا بهذا الامر ايضا فان المسالة لن تنته بل سيطرحون مسألة اخرى ، لان معارضة امريكا للجمهورية الاسلامية الايرانية تعود الى ان امريكا كانت مهيمنة بشكل كامل على ايران في السابق وقد انتهت الثورة الاسلامية هذه الهيمنة وقطعت ايدي اصحابها.

وتابع قائلاً : ان الامريكيين يريدون حكاما للبلاد ياتمرون بامرتهم ويقدمون اموالهم ومتى ما شاؤوا يبدلونهم، كما فعلوا مع “رضا خان” ( شاه ايران الاسبق ) وجاؤوا بابنه بدلا عنه ؛ وكما هو الحال في دول الخليج، فانهم مثل العبيد الاذلاء لامريكا.

وكشف خامنئي عن توجيه ترامب رسالة الى قادة دول الخليج حصلت عليها ايران حيث تقول الرسالة نقلا عن ترامب بانني “صرفت 7 تريليونات دولار لكم و يجب عليكم ان تقوموا بهذا الامر”. لقد صرفتها امريكا للهيمنة والسيطرة على العراق وسوريا، ولكنها لم تستطع  ذلك.

ولفت خامنئي الى النظرة الاستعلائية للرئيس الامريكي وقال : يقول “يجب” ان تقوموا بهذا الامر؛ يريد ان يقول للجمهورية الاسلامية ايضا “يجب” عليك ، لكن عليه ان يعلم بان الشعب الايراني شعب مستقل وابي.

وشدد مرشد الثورة الايرانية على ان مصير ترامب سيكون كمصير من سبقه من الرؤساء، وقال : “لقد صمد الشعب الإيراني بقوّة ومات الرؤساء الأمريكيون السابقون وتحوّلت عظامهم إلى رميم، ولا تزال الجمهورية الإسلاميّة باقية”، مضيفا ان ترامب سيُدفن أيضاً وسيكون جسده طعاماً للديدان والأفاعي وسوف تبقى الجمهوريّة الإسلاميّة صامدة”.

كما أكد خامنئي ان إيران لا تثق بالبلدان الأوروبيّة الثلاثة الباقية في الاتفاق، مشترطاً الحصول على ضمانات عمليّة من هذه البلدان لمواصلة الألتزام بالإتفاق، وإلا فإن هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أمريكا، وقال : إذا لم تتمكّنوا من أخذ ضمانات حتميّة فلن يكون مقدوراً مواصلة السير ضمن الاتفاق النووي”.

وفي تل أبيب سخرت صحيفة “هآرتس” العبرية من قرار ترامب، بالإنسحاب من الإتفاق النووي الإيراني، وتأثير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على ترامب من خلال الحملة التي دشنها منذ أسبوع، والتي كشف فيها عن برنامج إيران النووي السري.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، إن الخطاب الذي قرأه ترامب أمس أمام العالم “كُتب في إسرائيل”، وذلك في إشارة ساخرة إلى مدى تأثير حملة نتنياهو على قرار الرئيس الأمريكي.

وأوضحت “هآرتس”، أن إسرائيل يجب أن تتعايش الآن مع قرار ترامب بالانسحاب، وأن الاتفاق النووي في طريقه للانهيار تمامًا وأن فرص تمسك طهران به قليلة للغاية، مشيرةً إلى أن جميع المخاوف لدى واشنطن وتل أبيب من الصفقة النووية ستعالج الآن في جو دبلوماسي متوتر للغاية.

وفي واشنطن أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين، اليوم الأربعاء، عن الإجراءات التي ستتبعها بلاده لإعادة فرض العقوبات على إيران بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.

وأكد الوزير الامريكي في بيان له أن قسم مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية يباشر الإجراءات لتنفيذ قرار الرئيس”، مشيرا إلى أن العقوبات سيعاد فرضها في الفترة من 90 إلى 180 يوما.

واشار منوشين الى أن بلاده ستستأنف جهودها للحد من صادرات النفط الإيرانية بعد 180 يوما. وخلال هذه الفترة ستجري الخارجية الأمريكية مشاورات مع دول أخرى، وستقيم مدى تقليص الدول الأجنبية لمشترياتها من النفط الإيراني، وأضاف “بعد 90 يوما من المقرر أن تفرض واشنطن قيودا على بيع العملة الأمريكية لإيران، وشراء الذهب والمعادن الثمينة الأخرى من إيران، بالإضافة إلى شراء الصلب والألومنيوم والاستثمار في السندات الإيرانية، وصفقات مع شركات صناعة السيارات الإيرانية، وسيتم أيضا سحب تراخيص التصدير من شركات الطيران المدني، بما فيها “بوينغ” و”إيرباص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى