رحبت عواصم خليجية، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، التي سبق تعليقها بموجب الاتفاق.
وحذرت دول الخليج خاصة السعودية والإمارات، لسنوات من أن الاتفاق وفر لخصمهم اللدود غطاء لتوسيع نفوذه الإقليمي.
وتضغط السعودية والإمارات على واشنطن كي تأخذ على محمل الجد برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات مسلحة، وهي تهديدات أمنية تعتبرانها وجودية، وفق «رويترز».
والاتفاق تفاوضت عليه دول خارج مرمى نيران الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي طالت العاصمة السعودية الرياض ومدنا جنوبي المملكة، بفعل صواريخ الحوثيين في اليمن، المدعومين من طهران.
وعبر المواطنون السعوديون عن فرحة غامرة إزاء الإعلان، ونشروا على تويتر صورا لـ«ترامب»، وولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».
وتداول نشطاء سعوديون تعليقات مثل «انتصرنا، واللعبة انتهت، وأفعال لا أقوال».
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن إيران «استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة».
أما الإمارات، ففي بيان لوزارة خارجيتها، فقد دعت المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف «ترامب»، لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، على «تويتر»، معلقا «إيران فسرت خطة العمل الشاملة المشتركة على أنها موافقة على هيمنتها الإقليمية. إيران المعتدية تشجعت نتيجة لذلك وبرنامجها للصواريخ الباليستية أصبح هجوميا ويمكن تصديره».
وعبر وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد، عن تأييد بلاده للقرار، قائلا عبر «تويتر»: «موقف قيادي كبير من الرئيس دونالد ترامب لصالح أمن واستقرار العالم بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وتشديد العقوبات على النظام الإيراني، والبحرين تؤيد وترحب».
وأضاف: «الاتفاق النووي الإيراني ولد هزيلا وعاش كسيحا. كان اتفاقا منقوصا أطلق يد إيران للعبث بأمن واستقرار المنطقة. واليوم سقط والحمدلله».
اما في اسرائيل فقد قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن “قرار الانسحاب من الاتفاق هو قرار صائب، ونحن جاهزون لأي رد على أي هجوم علينا، لدينا جيش قوي وسيتمكن من صد أي هجوم”.
وقال نتنياهو إنه “في حال تم الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، فستتمكن خلال سنوات قليلة من تخصيب كمية من اليورانيوم لبناء ترسانة من الأسلحة النووية. بالإضافة لذلك، أضاف هذا الاتفاق المليارات إلى الخزينة الإيرانية، والذي استخدم في تمويل ماكينتها الحربية في أنحاء الشرق الأوسط، هذا ما تفعله اليوم مع أنها لا تملك ترسانة نووية، تخيلوا ماذا ستفعل لو أنها تملك هذه الترسانة”.
وتابع نتنياهو إنه “منذ شهرين، تزود إيران قواتها في سورية بأسلحة فتاكة من أجل المس بإسرائيل، نحن يقظون لمنع تعزيز الوجود العسكري الإيراني في سورية، سنرد بقوة على مس بسيادتنا، الجيش قوي وجاهز، من يحاول اختبارنا سيعلم مدى قوتنا”.
كما صرح رئيس الدولة الصهيونية، رؤوفين ريفلين، إن “القرار الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة يشكل خطوة هامة وحيوية لضمان أمن دولة إسرائيل وأمن المنطقة وأمن العالم الحر بالكامل. إلى جانب التهديد الإيراني، لا يجب أن ننسى مواصلة إيران تسليح جماعات على حدودنا، نحن نتابع ذلك بدقة ومسؤولية من أجل الحفاظ على أمن مواطنينا. تهديد الوجود العسكري الإيراني لا يهدد إسرائيل فقط، ولذلك من الضروري ممارسة ضغط دولي لمواجهة هذا الخطر”.
ومن جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن “إعلان ترامب هو خطوة جريئة وقرار قائد شجاع، وفي النهاية سينتهي هذا النظام والتهديد الوحشي”.
وتابع أن “ترامب، قائد العالم الحر، قال هذا المساء (امس) لنظام آية الله بشكل واضح وقاطع، إلى هنا وكفى”.