أكد الرئيس التركي السابق، عبدالله غول، الذي كان يدرس خوض السباق الرئاسي في الانتخابات التي ستجرى الشهر القادم، امس الجمعة، أن رئيس أركان الجيش خلوصي أكار قام بزيارته قبل أيام من إعلان أنه لن يخوض السباق.
وسعى غول في حديث إلى الصحافيين للتقليل من تأثير تلك الزيارة على قراره قائلا، “حدثت تلك الزيارة في وضح النهار وعلى مرأى من العالم أجمع. بالتالي فهي ليست سرا. وأيضا أي نوع من التهديد بفرض فكرة أو عدم احترام غير وارد”.
لكن متابعين للشأن التركي شددوا على أن ما جرى خلال الزيارة كان العنصر المحدد في قرار الرئيس السابق بالانسحاب من السباق، مشيرين إلى أن الضجة التي أحدثتها الزيارة في تركيا وما تبعها من خطوات.
وكانت قناة خبر تورك التلفزيونية، قد تحدثت أولا عن الزيارة الأسبوع الماضي، لكن سرعان ما تمت إزالة هذا النبأ من موقعها الإلكتروني.
واستقال رئيس التحرير، المسؤول عن هذا النبأ على الفور، مما أثار مخاوف بشأن الضغوط على الإعلام.
وأعلن غول، يوم السبت الماضي، أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة في يونيو المقبل لعدم تمكنه من حمل المعارضة على الالتفاف حوله. وقال خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول “لم يعد من الوارد الدخول في آلية من أجل ترشحي”، مبررا هذا القرار بعدم وجود “توافق واسع النطاق” عليه. وأكد أنه لو تم مثل هذا التوافق لكان “تحمل مسؤولياته”.
ومن دون أن يذكر أردوغان بالاسم، ندد غول بـ”أجواء الاستقطاب” السائدة في تركيا، وشدد على أهمية “الفصل بين السلطات والحقوق والحريات”.
وكانت أوساط تركية مطّلعة قد كشفت في وقت سابق عن أن غول تلقى تحذيرا من جهات نافذة في حزب العدالة والتنمية محسوبة على الرئيس الحالي من مصير مشابه لفتح الله غولن الذي أدى اختلافه مع أردوغان إلى حملة واسعة لاعتقال الآلاف من أنصاره ومحاكمته.
وكشفت الأوساط عن أن التهديد المبطن طال أيضا قيادات من حزب العدالة والتنمية لم تخف دعمها لترشح غول.