نتنياهو يكذب .. ” إسرائيل ” تكذب غرب يكذب

زعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني؛ بنيامين نتنياهو، يوم امس الإثنين، أن لدى حكومته “أدلة قاطعة” على قيام إيران بتطوير برنامج سري للاستحواذ على سلاح نووي.

وقدَّم نتنياهو،خلال بث حي على قنوات التلفزيون الصهيونية ، ما وصفه بـ “النسخ الدقيقة” لعشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية الأصلية، التي تم الحصول عليها قبل أسابيع، في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات ، على حد وصفه ، متهماً إيران بالكذب.

وإذا كان من حق أحد إتهام آخرين بالكذب فأول الكاذبين في هذا العالم ومنذ عقود هم الصهاينة ، منذ قيام كيانهم الغاصب سنة 1948 ، حيث تعهدوا بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتنفيذ ما كان شرطاً لقيام كيانهم ، وما زالوا يكذبون حيث لم يلتزموا بتطبيق العديد من القرارات الأممية، رغم أنها لا تلب الحد الأدني من الحقوق العربية والفلسطينية ، باعتبار أنها اتخذت في ظل ميزان دولي يميل لصالحها.

وعلة الكذب هذه صنعة مستدامة لدى الإسرائيليين الصهاينة، فقد سبق لنتنياهو ان كذب على الملك الحسين بن طلال، أواخر تسعينات القرن الماضي ، وما زال يكذب ، وهو آخر من يحق له اتهام الآخرين بالكذب ، وإن غطته عواصم الغرب الإستعماري مجتمعات أو منفردات بالدعم كما هو حاصل فعلاً .

والغرب ( أمريكياً وأوروبيا ) ليس أفضل حالا من الصهاينة ، فحروبهم تقوم على ذرائع كاذبة مضللة ( ليس فقط في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن ) وإنما أيضا فيما بينهم وتجاه الأمم الأخرى ، وهم أكثر شعوب العالم البدائية وحشية ، وإن تلفعوا بحضارات زائفة بعد إبادة عشرات الملايين من البشر كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية وقبلهما إبادة حضارات سادت قرونا في الأمريكيتين ، وبعد أن يقيموا الفظاعات ويجروا ( الدم أنهاراً) يبدأوا بالحديث عن شرعة حقوق الإنسان والسلم الدولي ومناهضة الإبادة الجماعية الخ.

وأخير صناعاتهم وليس آخرها تصنيع الإرهاب وشن (الحرب على الإرهاب) !؟ لتبرير تدميرهم واحتلالهم أراضي الغير وزرع الفتن .

ليصمت نتنياهو ، فهو آخر من (يحق) له الحديث عن الصدق والكذب،هو ليس مؤهلا له، هو ( أكذب الناس ) فقد كذب مرارا ، وإذا كان لدى إيران برنامج ( للإستحواذ على سلاح نووي) فإن كيانه العدواني الغاصب ، يمتلك مفاعلات نووية منذ عقود بدعم غربي فرنسي أمريكي .. لكن عالماً أصم أبكم لا يجرؤ الحديث عن مفاعلات تل ابيب ـ لكنه ينشغل لسنوات في البحث عن مفاعلات إيرانية لم تقم، وقد ينشغل لسنوات أخرى (كرمى عيون) تل ابيب وعشاقها الإقليميين ، في البحث عن مفاعلات نووية وسلاح نووي لتنفيذ عدوان على إيران ، كما سبق أن إعتدوا على العراق بذريعة امتلاكه سلاحاً كيماوياً.

بكلمات إن عنجهية وحروب الغرب العدوانية ودعمه للأنظمة التابعة الأكثر تخلفاً وتسلطا ونهبا لثروات شعوبها ، واستمراره في تبني الكيان الصهيوني وتلبية متطلبات تفوقه على كل الأصعدة ، ستسرع في إنهاء وجود دعائم الغرب في المنطقة و ” إسرائيل ” ، ومن بعد الغرب وضمنه أمريكا ، ذلك على نحو درامي ، لا في مدّ اجله أو تركيز دعائمة أو تلبية مصالحه والحفاظ عليها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى