بيّن تحقيق، نشر مؤخرا، أن سفن نفط عراقية تنقل النفط من كردستان إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي عن طريق ميناء جيهان التركي، وذلك من خلال سلسلة من عمليات التمويه، بضمنها تغيير أسماء السفن تباعا قبل رسوها قبالة شواطئ يافا.
أكدت ذلك المؤرخة إيلين ويليد، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في العدد الأخير من مجلة الجامعة الأميركية في القاهرة، وذلك استنادا إلى تحقيق أجراه سمير مداني، وهو كويتي يعيش في السويد، يتصل بمتابعة النفط وتأثيراته على العلاقات الدولية خلال السلم والحرب، ويتركز في تجارة النفط في الشرق الأوسط، وأقام لهذا الغرض موقعا يطلق عليه “TankerTracker.com” لمتابعة تحركات ناقلات النفط.
وبحسب ويلد، فقد اكتشف مداني أن ناقلة النفط التي تحمل الاسم “Valtamed” توجهت إلى قناة السويس من ميناء جيهان، الذي يصل إليه النفط من شمالي العراق، وتوقفت فجأة خارج المياه الإقليمية قبالة شواطئ يافا. وبعد عدة أيام عادت وظهرت من جديد، وهي تبدو أقل وزنا مما كانت عليه.
وخلص إلى نتيجة مفادها أن النفط يتدفق من كردستان العراق عن طريق تركيا إلى ميناء جيهان ثم يصل من هناك إلى دولة الاحتلال تحت غطاء من السرية.
وتبين أيضا أن السفينة ناقلة النفط قد غيرت مسارها، وتوجهت نحو قبرص، وعادت فارغة إلى الميناء الذي خرجت منه، وتم تحميلها بالنفط من جديد، وأبحرت ثانية في المسار ذاته مستخدمة عمليات تمويه.
وبينت التقديرات أنه في الشهور الأخيرة ظهرت ناقلة النفط “كريتي دياموند” فجأة باسم “كيتون”، وتقوم بتفريغ حمولتها من النفط في دولة الاحتلال، وتعود إلى الاسم “كريتي دياموند” بعد أن تبتعد عن المنطقة غربي البحر المتوسط عائدة إلى تركيا.
وتبين أيضا أن ناقلة النفط “مبروك” التي خرجت من ميناء جيهان نفذت الأمر نفسه، وعندما وصلت إلى دولة الاحتلال تغير اسمها إلى “مارو”، وهي سفينة ليس لها تاريخ أو تسجيل، واختفت بعد عدة أيام، لتظهر مجددا باسم “مبروك”.
كما أن السفينة “والزينا” أبحرت في نهاية شباط الماضي من ميناء جيهان جنوبا، وتوقفت لفترة زمنية قبالة شواطئ يافا، وخرجت بعد ذلك من البحر المتوسط وتوجهت إلى بولندا.