اليوم ذكرى اجتياح التتار الجدد في امريكا لعاصمة الرشيد والمأمون وصدام حسين /فيديو

تصادف اليوم الذكرى 15 لاقتحام القوات الأمريكية بغداد بعد 3 أسابيع من بدء الغزو عام 2003، وحينها زحفت الدبابات على العاصمة العراقية وسارع الجنود الأمريكيون إلى تحطيم تمثال صدام .

بتلك المشاهد بدأ تاريخ جديد في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط بكاملها. تاريخ دموي عنيف فتحت خلاله نوافير الدم وانهالت معاول الهدم تحطم ما تبقى من معالم في هذه المنطقة التي شهدت ميلاد أبهى الحضارات وأعظم الصروح.

جاء الأمريكيون وحلفاؤهم بكل أدوات الفتك، وجيروا غزوهم بأكاذيب عن الجمرة الخبيثة، وما شابهها من أسلحة الدمار الشامل، وظلوا سنوات ينقبون العراق ويحفرون فيه بحثا عن سراب.

وحين لم يجدوا ما يحفظ ماء الوجه، لم يتأثروا كثيرا، وأعلنوا أنهم يحملون “الديمقراطية والحرية” إلى هذه البلاد التي أنهكتها “الدكتاتورية” وأذاقتها الأمرين.

مضت الأيام والشهور والسنون، وتعاقبت نوافير الدم وفورات العنف، وزاد الدمار والخراب واتسعت المأساة وامتدت إلى الجوار.

فقد مئات الآلاف من الأبرياء حياتهم، وأجبر أمثالهم على ترك مدنهم وقراهم ومنازلهم بحثا عن خيمة آمنة تأويهم وأسرهم، وكسرة خبر تقيم أودهم.

لم يهدأ العراق منذ ذلك الحين، فقد تصدعت بنيانه، واستنزف إلى أقصى الحدود حتى كاد أن يتحول إلى شبح دولة، بل وإلى شبح أكثر من دولة.

لا يزال العراقيون يحاولون، وإن بصعوبة، تغيير مسار “التاريخ الأمريكي” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولولا ذلك لكان الحاضر ربما أشد خطرا مما مضى.

المفارقة أن الجنود الأمريكيين تمكنوا بسهولة من تدمير تمثال صدام حسين وسط بغداد، لكن الإمبراطورية الأمريكية بكل شعاراتها البراقة وادعاءاتها المدعومة بجبروت القوة الغاشمة، لم تتمكن طيلة سيطرتها المباشرة على العراق من كتابة حتى مجرد سطر واحد مضيء في تاريخ بلاد الرافدين الجديد.

لم يزرع الأمريكيون في العراق إلا الأشواك والعواصف، ولم يحاولوا حتى التظاهر بأنهم  يمهدون الأرض ليغرسوا “بذور” ديمقراطيتهم. لم يفعلوا ذلك بل حرثوا الأرض بالملح كما فعل الرومان مع قرطاجة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى