غداً اول ايام الزلزلة ..مسيرة العودة ترعب الكيان الإسرائيلي وتربك حساباته

في مؤشر على الرعب الاسرائيلي من مسيرة العودة التي ستنطلق غداً، حذّر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مما زعم انه دعوة حركة “حماس” الفلسطينية للأطفال والنساء ليكونوا في مقدمة “المشاغبين” على حد وصفه، مستشهدا بسورة من القرآن.

وقد استعان أدرعي، بفتاوى سابقة قال إنها لعلماء من السعودية، ليستنكر دعوات التظاهر في غزة يوم غدٍ الجمعة، تحت عنوان “مسيرة العودة الكبرى”.

كما نشر أدرعي على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نسب فيه للشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية قوله سابقا إن المظاهرات والاعتصامات ليست من عمل المسلمين “ولم تعرف بالتاريخ الإسلامي” كما أنها من أمور “الكفار ولا يرضى بها الإسلام”.

ثم نقل ادرعي ما قال إنها فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين قال فيها إن “الاعتصامات والمظاهرات العنيفة شر لأنها تؤدي إلى الفوضى”.

وتأتي هذه الاقوال في سياق حالة الرعب والفزع التي تنتاب سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الحالية، وتدفعها لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة وخطوات تعسفية واعتقالات ومداهمات استباقية، في محاولة لإحكام القبضه الأمنية الإسرائيلية على الأراضي المحتلة، خاصة أن الساعات القليلة القادمة ستشهد العديد من المناسبات التي تثير قلق وارتباك ومخاف الاحتلال، إذ يحتفل اليهود بعيد “الفصح العبري” في نهاية الأسبوع الجاري، ويتزامن ذلك مع انطلاق فعاليات يوم الأرض وتنظيم مسيرة العودة.

ارتباك صهيوني

انطلقت الدعوات السياسية والوطنية من الجمعيات والهئيات الفلسطينية للمشاركة بكثافة في المسيرة التي أعلنت عنها “الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة” في 30 مارس الجاري، في المنطقة بين قطاع غزة وإسرائيل، ودعت القوى الوطنية والإسلامية في عدة محافظات فلسطينية، الجماهير الفلسطينية لأوسع مشاركة في “يوم الأرض”، دفاعًا عن الأرض ضد مصادرتها وسياسة توسيع الاستيطان، وفرض الوقائع على الأرض، ولتوسيع الحراك الشعبي في مناطق الاحتكاك اليومي رفضًا للجدار العنصري، ومناطق التماس في قرى الجدار والاستيطان دفاعًا عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد عضو اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة، عامر شريتح، تواصل التحضيرات لانطلاق المسيرات يوم الجمعة من 5 مناطق بقطاع غزة، وأضاف أن التجمعات ستبدأ الساعة العاشرة صباحا من خيام العودة الكبرى التي تم نصبها في مناطق رفح وخان يونس والوسطى وقطاع غزة والشمال ومعبر بيت حانون، وتابع شريتح: مسيرات العودة ستكون سلمية وغير مسلحة وستسير بشكل تدريجي اعتبارًا من 30 الجاري حتى 15 ايار المقبل الموافق يوم النكبة الفلسطينية، وأوضح أن المسيرة ستتقدم نحو الجدار العازل بشكل تدريجي وسيسمح القائمون على المسيرة بتدخل الوساطات لعدم حصول احتكاك مع قوات الاحتلال، قائلاً: نريد العودة وسنذهب بصدور عارية ولا نريد عنفا.

استنفار إسرائيلي

هو يوم رعب استبقه الاحتلال الصهيوني بإجراءات أمنية مشددة واتصالات متتالية في محاولة للتخفيف من وطأة وتبعات هذا اليوم وما بعده في حال استمرار المسيرات إلى 15 مايو المقبل، وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن حكومة الاحتلال أجرت اتصالات مكثفة، في الأيام الأخيرة، مع كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية في رام الله، بهدف إحباط اندلاع الغضب الفلسطيني في يوم الأرض، خاصّة على ضوء مسيرة العودة الفلسطينية التي يُفترض أن تنطلق من داخل قطاع غزة باتجاه السياج الحدودي.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات تجرى سرًا بهدف منع التصعيد في مسيرة العودة، وزعمت الصحيفة أنها علمت من مصادرها أن هناك “مخاوف في كل من رام الله والأردن والقاهرة من تصعيد النشاطات المقررة في قطاع غزة، وانتقال الأحداث إلى الضفة الغربية، وربما أيضًا إلى داخل المملكة الأردنية، في حال اندلاع الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

في ذات الإطار، أشارت صحيفة “هآرتس”، إلى أن جيش الاحتلال يعتزم تعزيز تواجد قواته على الحدود مع قطاع غزة، ونشر عشرات القناصة على امتداد السياج الحدودي، وتسيير طائرات مسيرة محملة بقنابل الغاز لاستخدامها لتفريق جموع الفلسطينيين عند السياج الحدودي، ووضع وحدات كاملة على أهبة الاستعداد لمواجهة حالة اندفاع الجموع باتجاه الحدود، مع وضع سيناريوهات تتحدث أيضًا عن استخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين.

على جانب آخر، كشف تلفزيون الكيان الإسرائيلي، أن أفكارا عدة تم تناولها بين القادة الصهاينة في اجتماع الكابينت المخصص لبحث سبل مواجهة مسيرة العودة، وتم الكشف عن أن يوفال شتاينيتس، أحد أعضاء الكابينت، اقترح في الاجتماع أن تقوم مروحيات إسرائيلية بإنزال طرود من الغذاء والدواء وسط المتظاهرين فينشغل الجمهور بأخذها ولا يقتربون من الجدار الذي يحاصر غزة، بينما ذهب رئيس أركان جيش الاحتلال جادي أيزنكوت، إلى التهديد، ومثله فعل جنرال الاحتلال في الإدارة المدنية بولي مردخاي.

تؤكد التقارير الإخبارية الصادرة عن الصحف الإسرائيلية حول الانتشار الأمني المكثف والإجراءات المشددة التي يتخذها العدو، مدى الارتباك الإسرائيلي مما سيحدث في يوم الأرض وحتى يوم النكبة، حيث انتشرت تعزيزات بعشرات الجنود وصلت إلى كل مدينة في فلسطين تحسبًا ليوم الجمعة المقبل، فيما تم منع إجازات الجنود، وتم استدعاء بعض قوات الاحتياط، ونشر وحدات عسكرية إضافية بالشوارع والطرقات، ونصب العديد من الحواجز العسكرية، والأسلاك الشائكة على طول الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة، وإقامة سواتر ترابية مرتفعة بعد عملية تجريف وإزالة لكل شيء يعيق الرؤية.

لم يكتف الاحتلال بكل هذه الإجراءات الأمنية المشددة بل سعى إلى ترهيب الفلسطينيين وثنيهم عن المشاركة في “العودة الكبرى”، فقبل أيام ألقت طائرات عسكرية إسرائيلية، منشورات على المنطقة الحدودية الشرقية لقطاع غزة، تحذر السكان الاقتراب من الحدود، وجاء في المنشور أن الجيش الإسرائيلي “يعيد الإنذار بحظر الاقتراب من السياج الحدودي على مسافة أقل من 300 متر”،

وأضاف: كل من يقترب، يعرض نفسه للخطر حيث تتخذ قوات الجيش الإجراءات اللازمة لإبعاده بما في ذلك إطلاق النار، في حالات الضرورة، وقد أعذر من أنذر.

الكيل طفح

حالة الرعب والفزع التي باتت تسيطر على كيان الاحتلال الإسرائيلي وتشغل كافة أجهزته تنبع من حالة الغضب والسخط التي تعيشها كافة مكونات الشعب الفلسطيني سواء فصائل المقاومة أو المواطنين أو القيادة السياسية، والالتفاف حول خيار المقاومة المسلحة كخيار نهائي ووحيد في مواجهة الاحتلال.

الكيل الفلسطيني طفح من الممارسات الإجرامية الصهيونية والصمت الدولي عليها، ما أدى إلى تزايد عمليات الطعن والدهس التي تقوم بها المقاومة الشعبية بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، لتحميل الاحتلال جزءا من فاتورة جرائمه الباهظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى