تعاطي القات في اليمن .. عادة ضارة يجري العمل على التخلص منها

يُقبل الكثير من أبناء الشعب اليمني على مضغ نبتة القات وخاصة في المناطق الشمالية التي تمتاز بظروف مناخية ممتازة لزراعته وتُعدّ هذه النبتة الخبيثة من بين أهم المنتجات التي يتم تداولها في الأسواق اليمنية التي تعجّ بالحركة وتُباع على شكل حزمات من الأغصان المربوطة مغطاة بقصاصات من أوراق الموز أو داخل أكياس بلاستيكية للحفاظ على طراوة أوراقها المستديرة وينتشر تعاطي هذه النبتة التي يصفها البعض بأنها تجلب النشوة والانتعاش على نطاق واسع في مناطق اليمن الشمالية والصومال وإثيوبيا وكينيا وجنوب إفريقيا وجيبوتي وإريتريا وغالباً يتم زراعة هذه الشجرة في المرتفعات الجبلية والهضاب التي تمتاز بتربة خصبة ومناسبة لزراعة مثل هذا النوع من الأشجار.

ولقد توصل العلماء بعد إجرائهم عدة اختبارات وأبحاث على هذه النبتة، بأن هذا النوع من النبات يحتوي على مركبات عضوية كـ”الكاثين” و”النوربسيدو إفيدرين” التي لها تأثير على الجهاز العصبي وتعمل على تحفيز الخلايا العصيبة ما يؤدي إلى انخفاض معدل الشعور بالتعب عند أولئك الأشخاص الذين يقومون بمضغه لساعات طويلة، كما أن هذه النبتة تزيد القدرة على التركيز، ولهذا فإن الكثير من الأشخاص يقومون بمضغ هذه النبتة عندما يكون لديهم الكثير من الأعمال الشاقة، كالعمل في بناء المباني والزراعة وغيرها وفي بعض الأوقات قد يصاحب مضغ نبتة القات، تدخين النرجيلة في غرف يسميها اليمنيون “الديوان أو المضافة”.

وهنا تشير التقديرات والإحصائيات التي قامت بها عدة منظمات محلية بأن هنالك نحو 90% من الذكور البالغين يمضغون القات يومياً في اليمن، وفي السياق نفسه أشارت نتائج إحدى الدراسات التي أُجريت لمصلحة البنك الدولي في الآونة الأخيرة إلى أن 73% من النساء في اليمن يمضغن أوراق القات وتجدر الإشارة هنا إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت في عام 1973 بإدراج نبتة القات ضمن قائمة المواد المخدرة وأما بالنسبة لوجهة نظر علماء الدين في اليمن حول مضغ نبتة القات فإنه يدور جدل كبير في داخل تلك الأوساط الفقهية والقانونية لتحديد الحكم الفقهي والقانوني لهذه النبتة، فالبعض يرى جوازه لعدم ثبوت آثاره التخديرية، في حين يرى البعض الآخر تحريمه على اعتبار أنه يؤدي إلى مضيعة الوقت والمال والعديد من الأمراض.

وهناك شريحة كبيرة من المتعاطين يرون بأن هذه النبتة لها العديد من الفوائد، فهي تمدهم بنشاط ذهني وعضلي وتوثق علاقاتهم الاجتماعية نظراً لأنه يتم استخدامها بشكل واسع في المناسبات الاجتماعية كالأفراح وجلسات الصلح بين المتخاصمين ويعتبرون هذه النبتة أيضاً وسيلة مناسبة لقضاء أوقات الفراغ بدلاً من التوجه إلى شرب المحرمات الأخرى التي تنتشر في الكثير من البلدان العربية المجاورة.

ومن جهة أخرى يرى المعارضون بأن هذه النبتة تُعدّ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التفكك الأسري وذلك لأن الرجل يقضي ساعات طويلة بعيداً عن أولاده وزوجته بسبب مضغه لتلك النبتة مع أصدقائه ويرون أيضاً أن هذا النبتة لها أضرار اقتصادية وصحية وهذا ما يؤكده الكثير من الأطباء الذين تحدثوا عن أن نبتة القات ليس لها أي فوائد صحية وإنما على العكس من ذلك، فهي تسبب الكثير من الأمراض كصعوبة التبول والإفرازات المنوية اللإرادية بعد التبول وذلك لتأثير هذه النبتة على البروستات والحويصلة المنوية وهذا كله يؤدي إلى حدوث ضعف جنسي عند العديد من الأشخاص الذين يقومون بمضغ هذه النبتة بشكل يومي.

وفي سياق متصل يؤكد الكثير من المحللين الاقتصاديين بأن زراعة نبتة القات تؤثر بشكل كبير على اقتصاديات الدول التي تنتشر فيها وذلك لأن زراعتها تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة لزراعة محاصيل أخرى نافعة تحتاج إليها هذه الشعوب في غذائها، كما أنها تستهلك كميات كبيرة من المياه.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى