عباس يفقد اعصابه ويصوب على الاعداء والاشقاء معاً .. مثيراً بذلك موجة من الردود الغاضبة التي سيكون لها ما بعدها

وصف الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس السفير الأمريكي في اسرائيل دافيد فريدمان بأنه “ابن كلب”.

هذه هي ثاني مرة يصف فيها عباس أحد المسؤولين الأمريكيين بصفات نابية، فقد سبق ووجّه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاهانة في خطاب “يخرب بيتك”، ردا على قرار الأخير نقل السفارة الأمريكية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.

وأكد عباس، أن الولايات المتحدة كانت تريد نقل السفارة واعتبرت أن الاستيطان شرعي، “وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أمريكي أولهم سفيرهم في تل أبيب هنا، دافيد فريدمان! وقال “إنهم يبنون في أرضهم”، يا ابن الكلب – يبنون في أرضهم؟ فهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أمريكا في تل أبيب.. ماذا ننتظر منه”.

وأكد عباس أنه “عندما قامت امريكا بذلك قطعت كل سبل الحل، القدس عاصمة ونقل السفارة، اللاجئين، ثم المستوطنات، ثم انتظروا منا مشروعنا، ماذا ننتظر منهم؟ كثيرون قالوا “لماذا لا تذهبون الى واشنطن؟” لنعمذد هذا المشروع ونعطيه موافقتنا، لن نقبل بذلك ولن نسمح لا لأمريكا ولا غيرها أن تبرر هذا المشروع”!

وأضاف عبّاس “وبعدها عقدت مؤتمر واشنطن لدعم قطاع غزة في محاولة للانفراد بالقطاع”.

وفي رده على تصريح عباس قال فريدمان “ثلاثة يهود قتلوا بدم بارد والرد من السلطة الفلسطينية جاء بالصمت المطبق”.

وأردف قائلا إن “ابو مازن اختار الرد، شاهدت تعقيبه في جهاز الايفون خاصتي قبل دقائق قليلة، وقد وصفني بابن الكلب، هل هذا عداء للسامية أو خلاف سياسي؟ لست أنا من سأحكم، أترك الحكم لكم”.

ويعتبر فريدمان من صقور اليمين الأمريكي، حيث طلب من وزارة الخارجية الأمريكية التوقف عن استخدام كلمة “محتلة” في الوثائق الرسمية للإشارة إلى إسرائيل والضفة الغربية.. وهو – بالمناسبة- يهودي ارثوذكسي يبلغ من العمر 58 عاما من مواليد بنيويورك، وأحد أهم المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث تبلغ مدة صداقته له حوالى 20 عاما ودائما ما يأخذ ترامب بوجهات نظره.

وقد ندد جيسون غرينبلات؛ مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، للشرق الأوسط، بتصريحات عباس، التي هاجم فيها فريدمان، وقال غرينبلات في تصريحات نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر”، إن “الوقت حان كي يختار الرئيس عباس بين خطاب الكراهية وبين جهود ملموسة لتحسين حياة شعبه وإيصاله إلى السلام والازدهار”.

وأضاف، أن الولايات المتحدة اقتربت من الانتهاء من خطة للسلام في الشرق الأوسط “ستتقدم بها في الوقت المناسب”. مشيرًا إلى أن تصريحات عباس بشأن السفير الأمريكي “غير مقبولة”.

وقد انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المناسبة ليصب الزيت على النار ويقول: “إن تهجم رئيس السلطة محمود عباس على السفير الأمريكي فريدمان ووصفه بأبن الكلب، يدل على أن قادة السلطة فقدوا عقولهم، لأن الإدارة الأمريكية الحالية هي الوحيدة التي توقفت عن تدليل القادة الفلسطينيين منذ عشرات السنوات”.

كما وقف نفتالي بينيت، وزير التربية التعليم الإسرائيلي، زعيم حزب “البيت اليهود”، الى جانب السفير الامريكي فريدمان وقال: “يا سيادة السفير فريدمان لقد مر على توليك منصبك سفيرا في إسرائيل فقط عام واحد وأنت الآن دخلت تاريخ إسرائيل، فانت صديق حقيقي لإسرائيل”.

في السياق ذاته، دعا  يئير لابيد ، رئيس حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) الإسرائيلي الدول المانحة للسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي إدانة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لنعته السفير الامريكي في إسرائيل” دافيد فريدمان “بأبن الكلب”.

وطالب لابيد فرض عقوبات على عباس إن لم يتراجع عن تصريحه ضد فريدمان.

اما على الجانب الفلسطيني فقد اعتبرت حركة “حماس” أن الخطاب والمواقف التي صدرت عن عباس بحقها، “توتيرية وتحرق الجسور وتعزز الانقسام”.

وقالت الحركة في بيان لها امس الإثنين، “إن مواقف عباس تضرب وحدة الشعب الفلسطيني وعوامل صموده في الداخل والخارج، وتخلق مناخات تساهم في دعم مشروع ترمب التصفوي لقضيتنا الوطنية”.

وكان عباس قد أعلن عزمه تكثيف العقوبات ضد قطاع غزة، متهمًا حماس بالوقوف خلف تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومدير المخابرات ماجد فرج؛ الثلاثاء الماضي في قطاع غزة.

ووصفت حركة حماس، تصريحات عباس بأنها “غير مسؤولة”، مشددة أنه “يعمد ومنذ فترة إلى محاولة تركيع أهلنا في غزة وضرب مقومات صمودها في لحظة تاريخية صعبة وخطيرة”.

وأضاف بيان حماس “إن ما يفعله عباس ليس استهدافًا لحركة حماس وإنما محاولة لتقويض فرص النهوض بالمشروع الوطني وتحقيق الوحدة وتعزيز فصل الضفة عن غزة”.

ورأت أن مواقف رئيس السلطة “تُمهد لتنفيذ مخطط الفوضى الذي يمكن من خلاله تمرير صفقة القرن ومخططات ترمب ومشاريع الاحتلال الصهيوني”.

كما رأت حماس في خطاب عباس “خروجًا على اتفاقيات المصالحة وتجاوزًا للدور المصري الذي ما زال يتابع خطوات تنفيذها”.

وطالبت بـ “وقفة عاجلة وتدخل سريع من كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله لإنقاذ المشروع الوطني ووحدة شعبنا والوقوف عند مسؤولياتهم تجاه ممارسات عباس المدمرة والخطيرة”.

كما دعت حركة حماس، إلى “الذهاب للشعب الفلسطيني لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني؛ كي ينتخب الشعب قيادته ومن هم أهل لتحقيق الوحدة وتحمل المسؤولية ورعاية مصالحة”.

وكان عباس قال في كلمته بمستهل اجتماع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي لحركة فتح، برام الله، مساء امس الإثنين “بصفتي رئيسًا للشعب الفلسطيني قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية، كافة من أجل المحافظة على المشروع الوطني”.

وقال إن “استهداف رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لن يمر”، متهمًا حماس صراحة بالوقوف وراء هذا الحادث.

وحول وجود حكومة الحمد الله في قطاع غزة قال عباس “إما أن نتحمل (الرئاسة والحكومة) مسؤولية كل شيء في قطاع غزة، أو تتحمله سلطة الأمر الواقع .. حركة حماس”.

وفي غزة اعتبرت حركة “الجهاد الإسلامي”، أن اتهامات عباس لحركة حماس بمحاولة اغتيال الحمد الله وفرج، “تشكل تهديدًا لوحدة الشعب الفلسطيني، وتعطي مزيدا من التأييد للحصار الذي يفرضه العدو على قطاع غزة”.

وأعلنت الحركة في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي مساء امس الإثنين، رفضها “المُطلق” لكل ما سوف تتخذه السلطة في رام الله من إجراءات وعقوبات ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقالت إن على الجميع أن يدرك أن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني؛ هو الموقف الوطني الذي يجب أن يقود كل جهودنا في هذه المرحلة.

وأوضحت “الجهاد الإسلامي”، أن المرحلة الحالية تستهدف الوجود الفلسطيني كشعب وقضية، داعية كافة القوى الفلسطينية لـ “الالتفاف حول المقاومة وحمايتها وليس التآمر عليها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى