قنابل غزة أصابت قلب مصالحة ميتة

أعادت حادثة الانفجار بالقرب من موكب رئيس الوزراء الفلسطيني في قطاع غزة رامي الحمدالله، الحالة الفلسطينية إلى نقطة الصفر، وأكدت للأسف على أن المصالحة وهم العامة وأمنيات الصادقين.

هشاشة الواقع الفلسطيني أكده الجاهزية السريعة للاتهام المتبادل وعينته ما صدر عن قيادة السلطة الفلسطينية وفتح لحركة حماس بالوقوف وراء محاولة اغتيال الحمد الله وماجد فرج، الأمر الذي جاء على لسان الرئاسة والناطق باسمها الدكتور نبيل أبو ردينة ووكيل وزارة الاعلام، بالإضافة إلى الناطقين باسم حركة فتح عدا عن الناطق باسم الأجهزة الأمنية، حيث أكدوا مسؤولية حماس عن الحادثة بعد دقائق من حدوثها دون لجان تحقيق وتبصر.

وقد حاولنا قراءة المشهد الكلي للحادثة والانعكاسات المتوقعه على الواقع الفلسطيني خلال المرحلة القادمة خاصة في ظل قرب اجتماع الوطني، إذ يمكن تلخيص المشهد عبر العناويين الآتية:

أولا: من هي الجهة التي تقف وراء حادثة التفجير ؟

أ . حركة حماس: اتهام حماس بترتيب الانفجار ليس موضوعيا كون الأضرار المترتبة على الحركة  وخيمة، منها دخول الحركة بوابة عزلة ليست مسبوقة على الصعيد الداخلي والخارجي، عدا عن أن سلوك التفجير يتنافى  مع سلوك الحركة في إدارة الخلاف مع حركة فتح.

ب. حركة فتح: نستبعد أن تكون فتح وراء العملية كون الإمكانية لكشف تفاصليها سيكون سريعا، الأمر الذي سيوقع فتح في أزمة كبيرة، في المقابل لا أظن أن الرئيس عباس يفكر بهذه الطريقة في إدارة ملف الخلاف مع حماس، لكن ما شوهد من سلوك فتح بعد الانفجار، سواء في تغطية اعلامها للحدث، أو لاستخدامه من قبل قيادتها، الأمر الذي يفتح نقاشا حول جدية توجه فتح نحو المصالحة واستخدام الحدث لتسهيل مضيها نحو ترتيبات الوطني.

ج. الاحتلال يعتبر الرابح الأكبر من هذا الانفجار، سواء من حيث النتائج المتوقعة له، واستمرار الانقسام، والمضي في الاجراءات تجاه قطاع غزة، وبذلك قد يستخدم الاحتلال الحالة المتطرفة أو نشطاء مخترقون من بعض الفصائل الفلسطينية.

د. غاضبون من الحالة السياسية تجاه غزة: هذا الخيار قد يكون وجيها بأن تقوم أيضا فئة باتت ترى أن المسؤولية في الحصار تجاه غزة من السلطة، وعليه هذه الفئة قد تذهب لفعل جنوني بوزن التفجير.

فاننا نرى بأن الاحتلال، والغضب والواقع في غزة قد ينتج عنه جملة خطيرة من السلوك تجاه الحالة السياسية والداخلية الفلسطينية، ستكون أعنف مما شوهد  في العام 2007.

ثانيا: المتوقع من نتائج الحدث على الأرض:

أ . استخدام فتح الحدث للخروج باجتماع للوطني يحمل حماس مسؤولية تدهور الأوضاع على الأرض، ويمكّن فتح من المضي في سيطرة مستمرة على اللجنة التنفيذية.

ب . ستصدر حركة فتح رواية التملص من المصالحة بالواقع المرتبط بالحالة الأمنية التي من أهم تجليات ضعفها، الانفجار بالقرب من موكب رئيس الوزراء الفلسطيني.

ج. من المتوقع استغلال هذه الحالة من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لترتيب مع العرب مخرجات مؤتمر واشنطن، والمتسق مع توجهات الإدارة الأمريكية في صفقة القرن.

ثالثا: المخرج من الأزمة

انفجار موكب الحمد الله ليس هو الحالة، بل الحالة السلوك السياسي الفلسطيني العام وأوجه ترهلاته العامة

والتي يمكن الخرج منها عبر الآتي:

أولا: على صعيد الحدث:

أ . قيام حماس بتشكيل لجنة تحقيق فيها الفصائل الفلسطينية المختلفه.

ب . الاعلان السريع عن نتائج التحقيق حتى الأولي منه.

ج. إعادة تقييم الحالة الأمنية في غزة بعد تكرر الضربات الموجعة.

ثانيا على الصعيد الوطني:

أ . وقف الاجراءات الأحادية في تريب الواقع الفلسطيني والذهاب الفوري لاجتماع الاطار القيادي لضمان مشاركة الجميع في اجتماعات الوطني.

ب . معالجة سريعة لواقع غزة ووقف الاجراءات تجاهها.

ج. إنهاء ملفات الخلاف بين حماس وفتح وبتنازلات جوهرية.

د . السرعة في وضع إطار عام سياسي يراعي حجم التطبيع العربي، والموافقة على توجهات الولايات المتحدة في القضية الفلسطينية.

وفي الختام نرى أن الحالة الفلسطينية موطن ضعفها إدارة الفصائل للحالة السياسية، وعقم القيادات الحالة في خلق تحولات جوهرية.

كما نرى أن الرئيس عباس بيده خلق تغيرات جوهرية نحو ترتيب الواقع الفلسطيني، لذلك بات من المهم العمل على تحرك سريع لاصلاح الحالة بحدها الأدنى. . محذرين من خطورة توجهات الولايات المتحدة القاضية بتجاوز السلطة وفتح علاقة مباشرة بين الكيان والعرب، والتوجه لحلول مع قطاع غزة عبر بوابة مصر بطرق مختلفه. . ومؤكدين أن الواقع في غزة مالم تتداركه السلطة سيكون له أثر مباشر على شكل العلاقة بين الضفة وغزة.

وعليه، فان عقد المجلس الوطني وترتيب اللجنة التنفيذية سيعقد الأمور وسينذر بانشقاقات على صعيد ترتيبات الواقع الفلسطيني الداخلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى