تنهار الحكومات عندما تفقد قدرتها على تسويق الاكاذيب على المواطنين، فالشعب اصبح هذه الايام على نضج ووعي بان الحق لايعطى لساكت، وانه لابد ان يحدث نوعا من الضجيج حتى يحصل على ما يريد.
وعندما يصبح الفساد ثقافة وسلوكا للمتنفذين، ويصبح الظلم والاستبداد حقيقة واقعة، تصبح الثورة والحركة حقا من الحقوق للمواطن، فحين يعاق مجرى الدم في الشريان تكون السكته امرا واقعا، ومجرى النهر حال الاعاقة يشكل الفيضان، فما بالك عندما تعيق الحكومة مستقبل شعب بالضرائب والغلاء والفساد ولقمة العيش، تكون الثورة ليس واجبا بل حق للمواطن خاصه عندما يرى بعينه المجرده بان الحكومة تطبق العقاب على الفئات الفقيرة وتعين كبار الفاسدين في المناصب الرسمية.
حراك الشارع بدأ يدب ويبرز للعيان نتيجة لتصرفات الحكومة اللامسؤولة تجاه قوت المواطن، ومهما وضعت على وجهها من المكياج الباريسي فلن يجملها ويخفي رائحتها، ويوازيها في كل ذلك مجلس نواب الرنه المتهاون بشكل ملحوظ في تحمل مسؤولياته الوطنية والتنفيذية.
لقد ايقن المواطن ان من اوكل اليهم امور الدولة ليسوا اهلا لهذه المهمة، ولهذا فمطالب الشارع الان رحيل الحكومة والمجلس معا، وهذا الرحيل غير ماسوف عليه.. الحكومة تظن ان نواب الرنه هم من يمثل ارادة الامة ونسيت ان هؤلاء رسبوا في اول اختبار، وانهم ماعادوا يمثلوا حتى انفسهم، فقد انتهى مفعولهم عندما رجحوا مصالحهم الخاصة على مصالح الامة والوطن، لهذا فهم في عداد – الحاضر الغائب – الحي الميت – بل اصبحوا موظفيين لدى الحكومة تحركهم الرنه والاشارة.
اما هذه الحكومة فقد سجلت في تجاوزاتها سابقة لم تسبقها لها اية حكومة اخرى حتى في اوقات الاحكام العرفية غير المأسوف عليها.. لقد سلبت جيوبنا وسلبت عقولنا وهي الان تحاول سلب قوتنا وقوت ابنائنا بدون شفقة او رحمة.
السؤال الان هل عقمت ارحام الاردنيات من ان يلدن رجالا مؤهليين واكفياء لادارة وقيادة هذا الوطن !!!؟
ان اي قرية من قرى الوطن اذا منحت الفرصة لابنائها سيشكلون اعظم حكومة.. مجرد قرية اردنية واحدة فيها عشرات المؤهليين والمدربيين لادارة الدولة على اكمل وجه ، فما بالكم اذا سمح للوطن بجغرافيته المترامية الاطراف ان يساهم ابناؤه مجتمعيين في تشكيل الحكومة من مدنه وقراه وريفه وباديته ومخيماته.
لقد طفح الكيل ياحكومة !!! اوقفوا اوقفوا هذه المهازل فما عاد المواطن قادرا على الصبر على ممارساتكم السياسية والاقتصادية .
غضبة الجياع قادمة واراها ماثلة امامي، بعدها لن تنفعكم القابكم لان هذا الشعب وصل الى خط اللاعودة ولايوجد شىء يخاف عليه بعد ان يُسلب قوته وحقه في الحياة بكرامة وعزة واباء.
هذا الشارع عاد الى حراكه حيث بدا المواطن العادي يتفاعل معه وتنتقل عدواه الى غيره من الفئة الصامته بصورة متسارعة والى مناطق الاطراف، تساعده في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي، وتمنحه زخما ايضا ثقل الاعباء على صدر المواطن، وعدم قناعته في حكوماته واليات تشكيلها، ولا ندري هذه المرة كيف ستكون النهايات .. وصدق القائل : لا يستطيع احد ان يهب لك الحرية ولا يستطيع احد ان يمنحك العدل او المساواه او اي شىء اخر، اذا لم تفعل انت ذلك !!