الملك عبد الله يضع بوتين في صورة القلق الاردني من تفاقم الصراع بالمنطقة

 

يثير التصعيد الجاري في أكثر من جبهة سورية وبين أكثر من طرف مخاوف دول الجوار وخاصة الأردن، من تفجر الوضع هناك بما يهدد كامل المنطقة.

وتراقب عمان بقلق التطورات في سوريا وخاصة في شرق البلاد الذي يشهد حالة توتر مرشحة للتصاعد بين حلفاء دمشق من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة ثانية.

وتعمل الولايات المتحدة على تثبيت حدود نفوذها في سوريا والتي تشمل الشرق وجزءا مهما من الشمال، في خطوة تهدف من ورائها إلى ضمان حصتها ما بعد التسوية، فضلا عن قطع الطريق أمام إيران لخلق حزام أمني يربط بين العراق وسوريا ولبنان.

وفي المقابل تصارع إيران للحيلولة دون تحقق أهداف الولايات المتحدة، خاصة في علاقة بالسيطرة على الحدود العراقية السورية، الأمر الذي قد يقود إلى مواجهة عسكرية بينهما بدأ التسخين لها الأسبوع الماضي.

وترتبط سوريا بحدود مع الأردن من الجنوب والشرق، وبالتالي أي تصعيد على إحدى الجبهتين سيؤثر عليه، وهي من الأسباب التي قادت على ما يبدو  الملك عبدالله الثاني إلى زيارة روسيا.

واستقبل يوم امس الاول الخميس الرئيس فلاديمير بوتين الملك عبدالله الثاني، حيث ركزت المباحثات على المشهد السوري وسبل التسوية التي تبدو حتى الآن الظروف غير ملائمة لتحققها، في ظل حالة الكباش الحاصلة على الميدان وغياب التوافق بين أطراف الصراع على الخطوط العريضة.

ويرى مراقبون أن التوتر المسجل في شرق سوريا بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية، يثير مخاوف عمان من تمدده باتجاه الجنوب الذي يشهد حالة من الاستقرار على خلفية اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو العام الماضي.

وقال الملك خلال اللقاء مع الرئيس الروسي “إن جهود فلاديمير بوتين ساهمت في تعزيز التنسيق بين روسيا والأردن، ما سمح بتهيئة ظروف جيدة جنوبي سوريا”، معربا عن أمله في أن يتواصل هذا التعاون.

ومن جانبه، أبدى الرئيس الروسي رغبة في زيادة التنسيق قائلا “لدينا أساس لنأمل في أننا على ضوئه سنواصل تكريس بناء الثقة المتبادلة والتعاون”.

وبدأ التصعيد في شرقي سوريا الأسبوع الماضي، حينما حاولت قوات موالية للنظام التقدم نحو قاعدة يتمركز فيها تحالف قوات سوريا الديمقراطية الحليف للولايات المتحدة في محافظة دير الزور، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى شن غارات جوية أدت إلى مقتل نحو مئتين من العناصر المهاجمة، واعترفت امس الاول الخميس موسكو بسقوط خمسة مواطنين لها ضمن ذلك الهجوم، مصعدة لهجتها ضد واشنطن التي قالت إن تدخلها في سوريا “احتلال”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى